“الشعب” تعود إلى حادث القطارين ببودواو

عمليات النجدة والاسعاف خففا من آثــــار الجرح

نبيلة بوڤرين

تراجيديا عاشها المواطنون بمحطة بودواو أول أمس، إثر الحادث الأليم لتصادم القطارين، وأعادت السؤال المحير كيف السبيل لتأمين النقل عبر السكك الحديدية شريان الاقتصاد والحياة ككل. “الشعب” التي كانت حاضرة أثناء الحادث ورصدت حيثياته، تعود إليه عبر هذا الاستطلاع.
خلفت حادثة اصطدام قطار لنقل المسافرين، كان متوجها من العاصمة نحو ثنية وقطار ذاتي الدفع من العاصمة نحو سطيف على مستوى بودواو بولاية بومرداس، حالة خوف ورعب ليس وسط المسافرين فقط، بل امتدت لتشمل الرأي العام الوطني.
أعادت الحادثة صور ما عرفه قطاع النقل بالسكك الحديدية وبالتحديد إلى نوفمبر 2014 غداة انحراف قطار بحسين داي الذي أودى بحياة امرأة وعدد من الجرحى. لم تغب هذه الصورة المؤلمة على الأذهان، حتى وقعت كارثة أخرى، بسبب خطأ تقني حسبما تم تداوله بين الحاضرين بعين المكان في إنتظار ما يسفر عنه التحقيق النهائي.
خلف الحادث مقتل شخص وعشرات الجرحى، وهو ما جعل الكثير يطرح السؤال عن مدى توفر السلامة الأمنية في القطارات التي قيل انها الوسيلة الأكثر أمانا”، ومراعاتها للشروط العالمية، وما هي أهمية برامج التكوين والتاهيل الموجه للعمال والاطارات بغرض التحكم اكثر في ادارة المرفق الحيوي وتحسين الخدمة ؟.
سجلت جريدة “الشعب”حالات هلع كبيرة لدى سكان المنطقة قبل معرفة سبب الانفجار الذي كان عنيفا وتسارعوا فورا إلى مكان الحادث، محطة نقل المسافرين لبودواو، بعدما عرفوا مصدر الصوت من أجل الوقوف عند الحدث. شرعوا في تقديم المساعدات الأولية للذين كانوا عالقين في عربات القطارين لأنهم لم يتمكنوا من فتح الأبواب بسبب تلفهم وبدأوا بعدها في إخراج المصابين من أجل تقديم الإسعافات لهم خاصة أنهم كانوا يعيشون حالات خوف جراء الصدمة التي عاشوها لأنهم لم يعرفوا ما الذي حدث لهم بالضبط خاصة لدى الأطفال والنساء.
انصبت الاستفسارات على النتائج الناجمة عن هذا الحادث الخطير، عدد المصابين وإذا يوجد وسطهم قتلى لا سمح الله.
 فرق الحماية المدنية لمدينة بودواو من جهتها التي وضعت مصالحها  واعوانها في حالة استنفار  شرعت مباشرة في نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من المحطة .كانت أول مصلحة مركز الاستعجالات لبودواو وبعدها تم تقديم الدعم من عناصر الحماية المدنية لولاية بومرداس.
كان العمل متسارعا ومشتركا من اجل التكفل بكل المصابين، وفي نفس الوقت كان عمل كبير من طرف الجميع بهدف إخراج سائقي القطارين الذين كانا عالقين حيث تمكنوا من إخراجهما على قيد الحياة قبل أن ينفض سائق القطار السريع أنفساه بالمصلحة الإستشفائية ببومرداس بعدما تعرض لإصابات بليغة.
 بعدها تسارعت الأحداث واختلط الحابل بالنابل لأن أهالي المسافرين بدأوا في الالتحاق بالمحطة من أجل الاطمئنان على سلامة ذويهم.
سجلنا ازدحاما كبيرا في الطريق الرابط بين بودواو وبومرداس وأصبح الوصول إلى المحطة شبه مستحيل ما عرقل من عمل أعوان الحماية المدنية لأنهم وجدوا صعوبات في التنقل بسيارات الإسعاف وبعدها تدخل أعوان الأمن من مختلف الأسلاك تحكموا في الأمور بسرعة كبيرة وأعادوا الاستقرار للمكان وتم استقدام حافلات نقل خاصة من أجل نقل المسافرين الذين لم يتضرروا وآخرين فضلوا التوجه إلى منازلهم مع ذويهم.
للإشارة سجلت “الشعب” بعض النقاط السلبية أشخاص حاولوا استغلال الفوضى الموجودة بمكان الحادث من أجل سرقة أغراض المصابين ولحسن الحظ كان أعوان حفظ الأمن بالقطارات و الشرطة في الموعد ومنعوهم و أبعدوهم حتى لا تكون هناك مناوشات، لأن الوضع لم يكن سانحا وبعدما تم إجلاء الجميع حظرت قوات مكافحة الشغب من أجل الحرص على عدم الاقتراب من القاطرات التي بقيت في مكان الحادث من اجل السماح للشرطة العلمية بالقيام بعملها من اجل إكمال عملية التحقيق وفي الصباح تم رفعها وأخذها حتى يتسنى لهم إعادة الأمور إلى مجراها في الساعات القادمة لاستئناف سير القطارات من جديد.
كما تنقلت “الشعب” إلى كل المصالح الاستعجالية الموجودة بالولاية من اجل معرفة حالة المصابين والتي كانت في استقرار كبير لأن كل الأطباء والمسؤولين عن الصحة قاموا بدورهم على أكمل وجه و بصفة منتظمة حيث كانوا مجندين وقدموا الإسعافات الضرورية وفي الحالات المستعصية كانت تنقل مباشرة إلى أقرب مستشفى، لدى اقترابنا من المصابين أكدوا لنا أنهم تلقوا العلاج اللازم والجميع قام بدوره معهم وفي ظروف ممتازة وفي ساعات متأخرة من ليلة أمس غادر كل المعنيين المستشفيات أما باقي المواطنين عبروا عن استيائهم الكبير لما حدث وطالبوا المعنيين بضرورة إيجاد الحلول اللازمة من أجل تفادي تكرار هذه الحوادث في المستقبل.


 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024