وصف الخبير عبد الرحمان مبتول الاجتماع غير الرسمي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب)، بالموعد الناجح للدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية، مهما كانت النتائج، خلافا لما يروج له البعض، كون هذا الاجتماع يمنح بلدنا قيمة مضافة باعتبارها طرفا فعالا في تنقية الأجواء التفاوضية بين مختلف الأعضاء وتمد جسور الحوار المفتوح القائم على بناء أرضية لمصالح مشتركة متوازنة.
أوضح مبتول، في تصريح، أمس، أنه يرتقب أن يتمخض عن لقاء الجزائر بناء إجماع للتوفيق بين مختلف وجهات النظر المتناقضة والمختلفة من أجل هدف حيوي للجميع، يتمثل في استرجاع الاستقرار لسوق المحروقات، باعتماد سعر 50 إلى 60 دولارا للبرميل. غير أنه أشار إلى أن هناك جملة عوامل تحد الأسعار، يتعلق الأمر بالنمو العالمي وبالتالي حجم الطلب، إلى جانب انعكاسات التغيرات الجيو- استراتيجية لخارطة العالم وبوادر الثورة الصناعية الرابعة القائمة على اقتصاد المعرفة.
ورصد مبتول ثقل الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة على تقلبات سوق المحروقات، موضحا أن الأولى تتهم الثانية بأنها تستهدف ضرب اقتصادها عن طريق الدفع بموسكو إلى استنزاف احتياطها المالي، الذي يتقلص بشكل كبير إذا ما استمر سعر 40 / 50 دولارا إلى 2020. لكن يمكن من جانب آخر، أن يعود التوازن إذا ما اتفق الحليفان الاستراتيجيان، السعودية وأمريكا. فيما يكون لوتيرة نمو الاقتصاد العالمي تأثير أيضا في ظل مؤشرات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أوردها تقريرها الأخير، بحيث تفيد أن الطلب العالمي على الطاقة يكون محتشما في 2017 وسط ضعف المبادلات واختلال النظام المالي الدولي. وطرح الخبير تساؤلا حول سقف الإنتاج الذي يمكن أن يشمله اتفاق التجميد، مسجلا أن تحويل اللقاء غير الرسمي إلى اجتماع رسمي لـ “أوبيب” من صلاحيات وزراء الطاقة أعضاء المنظمة، الذين يمكنهم صياغة اتفاق وتحويل البت فيه إلى اجتماع فيينا في نوفمبر المقبل. ويرتقب أن يكون النقاش مستفيضا حول طلب تجميد الإنتاج.