موقف توافقي لرفع تحدي استقرار السوق النفطية
تلتئم، اليوم، في الجزائر، الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبيك”، وكذا الدول المستهلكة، وممثلي الشركات الناشطة في المجال، إلى جانب الخبراء، حول طاولة المنتدى الدولي للطاقة في الطبعة 15، على أن تجتمع الدول الأعضاء في المنظمة في اليوم الموالي في اجتماع غير رسمي مبدئيا، مع إمكانية تحوله إلى اجتماع رسمي، يتوج باتفاق نهائي في حال تم اتخاذ القرار من قبل المشاركين بإعطائه الطابع الاستثنائي.
تتجه اليوم كل أنظار العالم إلى الجزائر، التي تستضيف أشغال الطبعة 15 من المنتدى الدولي للطاقة، بحضور عدد قياسي من الدول التي لم تفوت مناسبة انعقاده بالجزائر للمشاركة، لمعالجة إشكال لا توازن السوق.
ولأن الجزائر يحسب لها تقاربها مع عديد الدول، فإن التوصل على الأقل إلى اتفاق مبدئي يساهم في استقرارها يرسم في اجتماع نوفمبر غير مستبعد.
ويكتسي المنتدى أهمية بالغة، لاسيما وأن السياق الحالي المفروض جراء تطورات سوق النفط، في أعقاب التراجع الحاد لأسعار النفط، يلزم كل الدول على إيجاد حلول سريعة لمواجهة الوضع، الذي يرجح الخبراء أن يزداد سوءا بسبب شبح الندرة، نظرا لعدم تقليص الإنتاج، ما جعل لا توازن السوق لصالح العرض على الطلب، من جهة، والخسائر الكبيرة في المداخيل التي تتراوح ما بين 300 و500 مليون دولار يوميا، والتي كان جزء منها يحول إلى الاستثمار والمشاريع الاستكشافية.
الاجتماع الذي يعقد في الجزائر تحت شعار “الانتقال الطاقوي”، يتضمن جدول أعماله أشغال 4 دورات، تتناول سوق المحروقات ورهان الاستقرار، وتخص الثانية رهانات وهيكلة سوق الغاز الطبيعي، فيما خصصت ورشة أخرى لآفاق الطاقات المتجددة وكذا الرهانات المطروحة، وتعنى الأخيرة بالحوار الطاقوي الشامل. كما تم برمجة مائدتين مستديريتين، على أن تجري الأشغال في جلسات مغلقة.
اجتماع الجزائر قد يكون منعرجا حاسما في استقرار سوق الذهب الأسود، إذا ما تم اتخاذ القرارات التي من شأنها حسم الإشكال القائم، ممثلا في عرض يفوق الطلب وأسعار دون الخمسين دولارا، أثرت على الدول المنتجة في الظرف الراهن، مؤقتا، في انتظار أن تشمل انعكاساتها على المدى المتوسط الدول المستهلكة كذلك، لتراجع المخزون واحتمال توقف المشاريع الاستثمارية التي كانت تمول من المداخيل.
لعل الأمر الأكيد، اليوم، أن الكرة في مرمى الدول الأعضاء في منظمة “أوبيك”، التي لا خيار أمامها غير اتخاذ القرار المناسب، إما بالتجميد أو التقليص مع ضبط جدول زمني مناسب أيضا.