جمعيات البيئة ترفع دعوى قضائية ضد مجهول

تحقيق في نفوق أطنان الأسماك بوادي سيبوس بعنابة

عنابة: هدى . ب

 

 

 

 

ما تزال مشكلة نفوق أطنان من الأسماك يشهدها شريط وادي سيبوس بعنابة، وهو ما جعلها تُشكل كارثة ايكولوجية وبيئية وخطرا على الثروة الحيوانية والصحة العمومية في حال ما تم استهلاكها من قبل المواطنين، حيث دقت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث ناقوس الخطر لمعرفة أسباب تسمم الأسماك، ورفع دعوى قضائية ضد مجهول لمعرفة المتسبب في هذه الكارثة.

كشف رئيس الجمعية علي حليمي، خلال ندوة صحفية نشطها في هذا الإطار، أن مصالح الدرك الوطني فتحت تحقيقا معمقا مع مختلف الصناعيين الذين ينشطون على مستوى وادي سيبوس لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة نفوق الأطنان من أسماك «البوري» و»الباربو»، حيث كشفت التحقيقات الأولية عن وجود بكتيريا ومخلفات كيميائية سامة، وهو ما اعتبرته الجمعية ظاهرة خطيرة تحذق بالبشر، خاصة إذا ما تم الترويج لهذه الأسماك في الأسواق وبيعها للزبائن.
ما تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب تسمّم مياه حوض «سيبوس» من طرف خلية البيئة التابعة للدرك الوطني بعنابة، وأعضاء من الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوّث ومصالح مديرية البيئة، والتي قامت بنقل الأسماك إلى المخابر المختصة للوقوف على أسباب هذه الظاهرة الغريبة والخطيرة التي تهدد الصحة العمومية لسكان عنابة وولايات أخرى، على اعتبار أن وادي سيبوس يمر عبر 07 ولايات شرقية وينتهي في البحر، كما يمتد إلى وادي الصفصاف بسكيكدة.
 كانت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث قد حذّرت سكان الولاية من خطورة استهلاك الأسماك في الوقت الراهن، إلى غاية استكمال التحقيقات، حيث طالبت السلطات المعنية التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتشديد الرقابة على صيد وتسويق الأسماك إلى غاية ظهور النتائج النهائية لحماية للمستهلكين، فضلا عن تطبيق القوانين الخاصة بحماية البيئة لوضع حد للمخاطر التي تحدق بالبيئة والثروة الحيوانية، على حد سواء، خاصة من بينها السوائل الصلبة والنفايات التي تتعمد بعض المصانع صبّها في الأودية للتخلّص منها.
 تنبعث من وادي سيبوس روائح كريهة بفعل المواد الكيمائية المتحللة به، وهو ما أثار تدمرا بالدرجة الأولى من طرف الصيادين الذين تعوّدوا على الصيد من الوادي وتسويق الأسماك للسكان، مؤكدين بأن ذلك يعد خطرا كبيرا على من يقتنون هذا النوع من الأسماك، خاصة وأن الفضلات الصناعية الكيماوية أصبحت تُفرز بكميات كبيرة ودون انقطاع، إضافة إلى ذلك فإن وادي سيبوس يستخدمه بعض الفلاحين لسقي أراضيهم وأشجارهم، وهو ما يضاعف من الخطر المحدق بسكان الولاية.
 كان ممثلون عن مديرية الصيد البحري والبيئة وعمال بلدية البوني والأمن، قد قاموا فيما سبق بدفن ما يقارب قنطارين ونصف من الأسماك النافقة بوادي سيبوس، والتي لفظها وادي سيدي سالم، حيث تم التخلص منها بالقرب من نفق وادي سيبوس.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024