حظي مشروع الهضاب، أول أمس، في مجلس الوزراء الذي ترأسه رئيس الجمهورية بالاهتمام من خلال المصادقة بعد الدراسة على إعادة تقييم ترخيص برنامج لإنجاز رواق ربط في مشروع تحويل المياه من سد إيراغن نحو سد تابلوطت بجيجل إلى سهول سطيف عبر سد ذراع الديس، ما يفسر حرص الدولة على مواصلة جهودها في ربح معركة إيصال المياه للمناطق الجافة وتجسيد مفهوم التضامن في مجال المياه بين الولايات المغياثية ونظيرتها التي تعاني الجفاف.
تبرز أهمية هذا المشروع الهيكلي في كونه يندرج ضمن التحويلات الكبرى التي من شأنها الرفع من إمكانيات ولاية سطيف من خلال إعطاء دفعا لقطاع الفلاحة خاصة وأنه يتضمن آفاقا بتوسيع المساحات المسقية ، إلى جانب القضاء نهائيا على أزمة مياه الشروب بهذه الولاية.
وبموجب هذا التحويل والمشاريع المرتبطة به كتحويل إيغيلمدا ببجاية نحو سد موان، وإنجاز قنوات، والتي سيتم عبرها تحويل المياه من سد تابلوطت إلى سد دراع الديس، تحويل كميات معتبرة من المياه نحو سطيف، موجهة للشرب لتموين مليوني ساكن وتزويد 28 بلدية وسقي 36 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية في آفاق 2030.
وتعد التحويلات الكبرى للسهول العليا من المشاريع الهيكلية والإستراتيجية، نظرا لبعدها الجهوي، كونها تسمح بتحويل أكثر من 300 مليون متر مكعب سنويا من المياه لتزويد سكان ولاية سطيف وأيضا جزء من سكان ولايات جيجل وميلة وبرج بوعريريج، وسقي 36 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية، التي تندرج في إطار مشروع توسعة المساحات المسقية بالهضاب العليا والجنوب الجزائري.
ويعد سد تابلوط الواقع ببلدية جيملة بجيجل الأول من نوعه لشكله المقوس المقاوم للزلازل، بطاقة استيعاب تقدر بـ294 مليون متر مكعب، حيث ينتظر أن يزود 15 بلدية بمياه الشروب بكل من جيجل وسطيف وميلة بعد البدء في تخزين المياه فيه ابتداء من شهر أوت من السنة الجارية.
وفي المقابل صادق مجلس الوزراء على إعادة تقييم ترخيص البرنامج بمبلغ 19 مليار دج لاستكمال إعادة التهيئة بعد تسجيل رواق باطن الأرض عدة انهيارات، والتي كانت وراء التخلي عن فكرة انجاز نفق بالقرب من عين السبت بسبب ما يعرف بالعراقيل الجيولوجية التقنية، المتعلقة بالتربة الصلصالية المتواجدة بالمنطقة ما جعل الوكالة الوطنية للسدود و التحويلات إلى تبني حل مزدوج تضاف للخمس كلمترات التي تم حفرها من خلال انجاز قنوات على مسافة 21 كلم وبقطر فكرة 2000 ملم على الهواء الطلق وعن طريق الضخ.
