الدبلوماسي الأخضر الابراهيمي من منتدى الأمن:

للجزائر تجربة رائدة في مكافحة الإرهاب

آسيا مني

أعطى الأخضر الإبراهيمي، الدبلوماسي الأسبق في مداخلة له مقاربة حول العلاقات الدولية الراهنة ومختلف الرهانات، محذرا في هذا السياق من الحرب القائمة بين الشيعة والسنة في الوطن العربي، حيث لم يستبعد وصولها إلى المغرب والجزائر في حال عدم وضع حد لها، وانتقد الإبراهيمي بالمقابل السياسة المنتهجة من طرف الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي فيما يخص قضية اللاجئين السورين، كاشفا عن استقبالها 2٪ فقط.

أوضح الإبراهيمي في ندوة تاريخية نشطها بمنتدى الأمن الوطني تحت عنوان « العلاقات الدولية واقع و أفاق لتوثيق الذاكرة الوطنية» بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي، بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، وأعضاء من الحكومة، والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، أن 11 ديسمبر تعد محطة هامة في تاريخ الثورة التحريرية حيث ساهمت في  تحقيق ما ضحى من خلاله الشهداء، مثمننا بالمناسبة مبادرة المديرية العامة للأمن الوطني في تسمية متحف الشرطة بالسم الشهيد العقيد لطفي.
وانطلاقا من الحرب التحريرية الجزائرية أبرز الإبراهيمي أن القرن الـ20 كان اكبر القرون دموية حيث عاش مختلف الحروب، من حرب عالمية أولى وثانية  إلى حروب حركات التحريرية، حرب الصين واحتلال اليابان إلى جزء كبير من آسيا، مجازر بشرية لم تشهدها البشرية من قبل غيرت كل الموازين الاقتصادية لشعوب المحتلة بعد أن خلفت دمارا كبيرا، غير أن القرن نفسه عرف ثورة تكنولوجية لم يسبق لها مثيل.
واستطرد الابراهيمي قائلا فيما يخص الشق العلمي إن إنتاج المعلومات خلال ساعتين من الزمن يوميا يعادل ما أنتج في تاريخ البشرية، وهنا تساءل عن واقع الجزائر من كل هذه الثورة التكنولوجيا الحاصلة حيث ما تزال دولة مستهلكة تشكل سوق بامتياز للآخرين، داعيا في هذا الصدد إلى المساهمة في الإنتاج المعلوماتي.
وعرج الإبراهيمي الحديث عن الربيع العربي الذي قال إنه رحب به باعتبار أن بوادره كانت واضحة،  حيث أبدى رأيه مسبقا بأن الشعوب العربية كانت تريد التغيير وكان بإمكان الأنظمة العربية أن تقود هذا التغيير وإن لم تفعل ستكون ضحية له، مستبعدا أن تكون وراءه أياد أجنبية أو مؤامرات محاكة.
واعتبر الإبراهيمي الوضع في الدول الأوربية جد متأزم ،حيث قال إن النسبة المئوية لهذه الفئة لا تتجاوز 2 في المائة في أوروبا في حين تمكنت قرية صغيرة في لبنان من استقبال 20 ألف لاجئي، ما يعكس حسبه عجزالدول الأوروبية في تسيير الأزمات .
ورافع الإبراهيمي من أجل تكامل اقتصادي مغاربي، بترك الجزائر والمغرب لخلافاتهما حول الصحراء الغربية جانبا وتركها للقرار الأممي، لتطوير العلاقات الاقتصادية ما بينها من خلال إعادة فتح الحدود، باعتبار أن النزاعات القائمة مابين الجارتين تشكل عائقا كبيرا في بناء الاتحاد المغاربي  مستشهدا بتجربة الهند والصين اللذين تجاوزا الخلافات القائمة ما بينها لبناء اقتصاد قوي.
وأفاد في إطار إعادة توحيد الدول العربية أنه بإمكانها في فترة لا تتجاوز الـ10 سنوات تحقيق قفزة نوعية مقابل أن تتم في شكل منظم ومدروس مبني على ركائز متينة في بناء اقتصادها وهذا انطلاقا من الإمكانيات الطبيعية الهامة التي تزخر بها هذه الدول.
وفي سياق متصل حذر الإبراهيمي، من الحرب القائمة بين الشيعة والسنة في الوطن العربي الذي أكد أنه قد يصل المغرب فانطلاقها يضيف قائلا- كان من العراق ليصل بعدها إلى تركيا، السعودية ومصر ولبنان ولم يستبعد وصولها إذ استمر الوضع على حدته إلى المغرب العربي والجزائر.
وفيما يخص حرب العراق التي قال الإبراهيمي أن الجميع يعرف تفاصيلها حيث حذر سابقا من وقوع حرب أهلية بالمنطقة وهو ما حصل في ظل توتر العلاقات داخليا خاصة في ظل التوتر القائم مابين الشيعة والسنة وهنا يقول أن اليمن بدورها تعاني من هذا التوتر.
ومن هنا تحدث عن الأزمة السورية فبحكم قضائه سنتين بالمنطقة في محاولة للإصلاح ما بينهم  والوصول في تفاهم غير أنه وللأسف خرج بفشل ذريع كان سببه، يؤكد الإبراهيمي  قائلا- دول الجوار من روسيا و إيران، اللذين كانا يؤيدان النظام في حين كانت كل من تركيا السعودية، قطر والإمارات مع المعارضة وكل هذه الدول كانت لها أهداف وطنية خاصة بهم وليست سوريا حيث كانت المصالح السورية تأتي في المرتبة الثانية.
وفي ظل كل هذه المستجدات، أكد الإبراهيمي أن الجزائر تحتل مكانة هامة لدى مختلف الدول بحكم تجربتها الأمنية الهامة في مكافحة الإرهاب جعل منها محل اهتمام كبير غير أنه يتطلب إعادة توحيد الاتحاد المغاربي من أجل إبراز مكانتها أكثر في المحافل الدولية.
وقد تم بالمناسبة تكريم الأخضر الإبراهيمي من طرف اللواء هامل عبد الغني، كما تم تكريم وزير الداخلية نور الدين بدوي من طرف موظفي جهاز الأمن، عرفانا وتقديرا، على الإمكانيات التي وضعها تحت تصرفهم، من أجل تسهيل أداء مهامهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024