«ما بعد انتهاء المسار المهني» مسألة قليلا ما تعطى لها أهمية، بالرغم من أن بعض الأشخاص يقدمون الكثير ويخدمون الوطن بإخلاص، ولكن ينتهي بهم الأمر إلى «الركن على جنب»، لذلك دعا الحاضرون في تأبينية عميد الصحافيين الرياضيين محمد صلاح، التي نظمتها جريدة «الشعب» إلى محاربة ثقافة النسيان .
كثيرا ما يحرم «النسيان» حقوق أشخاص قدموا وأعطوا الكثير خلال مسارهم المهني للمهنة وللبلد، ويحتاجون لمن يتحدث عن ما حققوه طيلة حياتهم العملية، ويمثل الراحل محمد صلاح الصحفي المحترف الذي تجاوز صيته حدود البلد، أحد الصحفيين الذين بذلوا جهدا مضنيا من أجل تقديم مادة إعلامية ترقى لمستوى الجمهور، وأي جمهور عندما يتعلق الأمر بكرة القدم هذه الرياضة العالمية.
دعا رفقاء وأصدقاء الفقيد خلال اللقاء إلى إنشاء «خلية تفكير واستشارة»، كفضاء يجمع كل القامات الإعلامية التي تركت بصماتها طيلة مشوارها المهني وأحيلت على التقاعد، وذلك للاستفادة من أفكارها وآراءها انطلاقا من تجربتها الطويلة في الميدان، كوسيلة يستذكرون من خلالها، وبذلك يمكن محاربة ثقافة النسيان التي جعلت الكثير يرحلون في صمت، ويأخذون معهم رصيدا هاما من المعلومات تحرم منها الأجيال التي تتعاقب على المهنة.
في تأبينية الفقيد صلاح، حتى الوقت لم يكف لتدخل كل الذين عملوا واحتكوا به سواء في الإذاعة أو خارجها، أي المدربين وغيرهم... وحتى المسؤولين للإدلاء بشهادتهم عن هذا الرجل، الذي يكن له الجميع التقدير والاحترام، الذي فرضه باحترافيته وحبه الكبير للوطن ولمهنته كصحفي التي مارسها بتفان ولم ينقطع عنها حتى أقعده المرض إلى غاية وفاته.
تميز بتعليقات وصفت «بالسياسية أكثر منها رياضية» حيث لا ينسى الجزائريين تعليقه الحماسي والمميز حول مقابلة الجزائر وألمانيا في كأس العالم باسبانيا سنة 1982. رحل الجسد لكن التعليقات الرياضية التي كان يقدمها عبر الأثير تبقى خالدة.