إستقبلت عائلات عاصمة الاهقار عيد الفطر المبارك كغيرها من عائلات الوطن ، في أجواء تملؤها البهجة والسرور، وتميزها تقاليد و عادات كل مجتمع عن غيره، فمع حلول صباح عيد الفطر المبارك و كغيرهم من المسلمين يتوجه السكان إلى تأدية صلاة العيد في مصلى بواد سرسوف بعاصمة الأهقار، مفتوح على الهواء الطلق، في صورة تشد الناظر لذلك المنظر الجميل، الذي يجتمع فيه ألاف المصليين، جعل هذا التجمع يصنف في العديد من المرات كأكبر تجمع مفتوح بالجزائر، والإنصات لخطبتي الإمام، ليخلص المصلين الحاضرين، وفي جو يملأه التسامح والتواصل والتآخي بتهنئة بعضهم البعض والعودة إلى بيوتهم من أجل الشروع في تبادل الزيارات فيما بينهم.
الحليب التمر والحلويات تزين الطاولات
بعد عودة المصلين من المصلى، تشهد شوراع و منازل عاصمة الأهقار حركية كبيرة بين المواطنين ، وهذا بتبادل الزيارات فيما بينهم والتسامح والتواصل.
وعن أجواء وعادات اليوم الأول ، تحدث العايدي مصطفى لـ «الشعب» أن أول أيام عيد الفطر ، و بعد العودة من المصلى وتهنئته لأهل بيته بالعيد ، يشرع في زيارة الجيران و تهنئتهم بهذه الفرحة في خطوة لبعث أواصر المحبة و التآخي بين الجيران ، مؤكدا أن ما يميز هذه الخطوة هو وجود كل أبواب البيوت مفتوحة أمام الزائرين كدلالة على الترحيب و الاستقبال دون الحاجة للاستئذان ، حيث يستقبل المهنئيين للجيران عند الدخول إلى أي بيت التمر و الحليب ، و كذا الحلويات و المشروبات التي تزين الطاولات دون الاستغناء عن كأس الشاي الذي يعتبر سيد الجلسات و الأفراح .
كما يعتبر العيد حسب المتحدث عند بعض السكان فرصة لزيارة الأقارب خاصة أولئك الذين يقطنون في القرى بعيدة عن عاصمة الأهقار ، لإحياء صلة الرحم بين الأهل والأقارب.
العيد فرصة لتذكر المرضى والأطفال بالمستشفيات .
ومن أجل إكمال الفرحة و تعميمها على الجميع، تقوم بعض جمعيات الأحياء على غرار جمعية تهقارت الشرقية (فاطمة الزهراء) بتنظيم زيارة و على مدى سنوات إلى المستشفى لزيارة الأطفال و مشاركتهم فرحة العيد، وهذا باصطحاب أطفال من الحي لغرس روح التضامن بين الأطفال وتقديم بعض الهدايا الرمزية لإخوانهم المرضى لرسم البهجة والسرور على وجوه الأطفال، الشيء نفسه تقوم به السلطات المحلية ومصالح الأمن بتقديم الهدايا للأطفال المرضى.
وهذا في خطوة تبعث الارتياح في النفس من اجل تقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع و تدعوا إلى التوحد بينهم كأبناء وطن واحد.
مصالح الأمن ساهرة
تميزت أيام العيد بالتواجد المكثف لأفراد الأمن، كعادتها مسخرتا كافة الموارد البشرية، المادية والتقنية اللازمة ،حيث اتخذت جملة من الإجراءات و التدابير لتأمين الأشخاص والممتلكات العامة والخاصة والسهر على راحة المواطنين، وهذا بتعزيز تواجد قوات الشرطة في الميدان من أجل تغطية أمنية فعالة.
وتم تسخير أزيد من 450 شرطي بالزي الرسمي والمدني حسب ما علمته «الشعب» من خلية الإعلام على مستوى الأمن ، لتأمين اكبر تجمع على الهواء الطلق بمصليات العيد، كل من مصلى واد سرسوف وواد تبركات بحكم عادات وتقاليد أهالي المدينة بتفضيلهم الصلاة في الأماكن المفتوحة والتمركز بكثافة في الميدان من خلال تقسيم قوات الشرطة على فرق راكبة وراجلة و توزيعها على مختلف أحياء المدينة والشوارع الرئيسية، والعمل على تسهيل حركة المرور مع التركيز على الفترات التي تزداد فيها الحركية و توافد المواطنين على الأماكن العامة ( المصليات، المساجد، الساحات العمومية، مرافق التسلية، الأسواق و المحلات التجارية....الخ) خاصة أمسية يوم العيد أين تشهد حركية كبيرة للمواطنين بسبب التنقل لزيارة الأهل والأصدقاء.