شهد اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا، أمس، على مستوى العاصمة إجراءات استثنائية تطبق لأول مرة تفاديا لتكرار سيناريو تسريب المواضيع، حيث شددت وزارة التربية الوطنية من آليات الرقابة على غرار قطع الانترنت طيلة فترة الامتحان، في حين يسهر أفراد الأمن الوطني على تامين مراكز الامتحان و المترشحين لتسهيل وصولهم في الوقت المناسب.
اجتاز أزيد من 60 ألف مترشح بالعاصمة الامتحانات وسط أجواء حماسية و تخوف من صعوبة الأسئلة التي مرت بردا وسلاما على مختلف الشعب، سيما شعبتي اللغات والآداب والفلسفة، حيث انطلقت الامتحان في أجواء سيطر عليها تخوف التلاميذ من الأسئلة وكذلك من الإجراءات الرقابية الاستثنائية هذه السنة حسب ما حدثنا به بعض المترشحين الذين تحدثنا إليهم.
«الشعب» في جولة استطلاعية إلى بعض مراكز الامتحان على مستوى ولاية الجزائر لمتابعة مجريات الامتحان في يومه الأول الذي برمجت فيه مادتي اللغة العربية والعلوم الإسلامية لكل الشعب، فوجهتنا كانت نحو مركز امتحان متوسطة باستور الذي خصص لشعبة اللغات، الأجواء الصباحية كانت مميزة بحضور لافت لأولياء المترشحين الذين حضروا بقوة أمام المركز لمرافقة أبنائهم ومواساتهم لإبعاد الخوف عنهم حسب ما صرح به البعض منهم.
اختار عديد المترشحين الوصول إلى مراكز الامتحانات قبل الساعة السابعة أي قبل ساعة عن موعد الامتحان الذي حدد على الثامنة، رغم أن أفراد الأمن سهروا على ضامن حركة المرور وانسيابها إلى مراكز الامتحان على غرار مركز ثانوية الإدريسي بشارع عيسات أيدير ببلدية سيدي محمد ومركز متوسطة باستور ببلدية الجزائر الوسطى.
لم تختلف المشاهد عبر مختلف مراكز الامتحان على مستوى العاصمة التي تبلغ 167 مركزا، حيث يكد الوضع نفسه أمام وتميز بتجمع عشرات الأولياء مع أبنائهم قبل موعد فتح أبواب المراكز ليشكل المترشحون مجموعات مع زملائهم لدردشة تسبق لحظة التركيز و بذل الجهد اللازم باستحضار كل ما تمت دراسته و تحصيله خلال الموسم الدراسي للسنة النهائية من اجل تحقيق النجاح في شهادة مصيرية ستفتح لهم أبواب الحرم الجامعي، فيما شارك الأولياء حديثا عن التحضيرات الأخيرة لأبنائهم.
موضوع اللغة العربية يلقى الاستحسان
بعد انقضاء حوالي ثلاث ساعات عن بداية الامتحان بدأ المترشحون يخرجون من المراكز في مشهد يوحي لك من بعيد راضهم عن موضوع اللغة العربية الذي تضمن موضوعين بخصوص شعبة اللغات نثرا وشعرا، فالنص الشعري اختير من ديوان احمد شوقي، والنثر من فكر احمد أمين تحت عنوان « ماذا يصنع العلم؟»، وهي مواضيع لاقت استحسانا كبيرا لدى المترشحين الذين تحدثنا إليهم بمركزي الإدريسي وباستور.
رغم انم موضوع اللغة العربية كان في متناول الجميع إلا إن بعض المترشحين أبدى تذمره من إجراءات الرقابة التي فرضتها وزارة التربية الوطنية لمنع أي محاولات غش أو تسريب للمواضيع، تفاديا لتكرار سيناريو السنة الماضية، حيث ذكر بعض التلميذ أن إجراءات الرقابة المشددة بعثت في نفوسهم شيء من الخوف، حيث تم منع الهواتف النـقالة بكل أنواعها ومختلف وسائل الاتصال بالإضافــة إلى تـزويـد مراكز إجراء الامتحانات الموزعة عـبر كامل التراب الـوطني بأجهزة كشف المعادن.
كما يتم فحص دقيق كل من يـدخل لمركز الإجراء، كما أن المترشح ملزم قانونا بالبقاء داخل قاعة الامتحان نصف وقت الاختبار وما يـعني أن تـلمـيذ شـعبة الآداب والفـلسفة ممنوع من مغادرة حجرة الامتحان إلا بــعد انــقضاء مــدة نـصف وقت المخصص للامتحان إلا بـعد ساعــتين.
إجراءات أمنية استثنائية
سطرت المديرية العامة للأمن الوطني برنامجا امنيا استثنائيا طيلة أيام الامتحان لتامين 167 مركز امتحان على مستوى العاصمة ، إضافة إلى خمس مراكز تصحيح ومركزين لحفظ أوراق الإجابات والأسئلة، حيث سخرت مصالح امن العاصمة ألفين شرطي حسبما أفاد به لـ «الشعب» رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن العاصمة ملازم أول للشرطة ابيعازين مولود.
أكد ملازم أول للشرطة ابيعازين أن مصالح امن ولاية الجزائر تعمل بالأساس على تأمين محيط مراكز الامتحان، وتسهيل حركة المرور خاصة على مستوى نقاط مفترق الطرق لضمان وصول المترشحين في الوقت المحدد، مشيرا إلى أن تم الاستعانة بفرق امن راجلة وراكبة من الشرطة القضائية، كما يتم التنسيق مع حوّامات المديرية العامة للأمن الوطني ومركز القيادة والمراقبة من خلال الكاميرات.
يجتاز المترشحون تخص آداب وفلسفة في اليوم الثاني صبيحة اليوم مادتي الرياضيات واللغة الانجليزية في الفترة المسائي، وهو نفس البرنامج بالنسبة لشعبة اللغات، حيث يعلق التلاميذ آمالا كبيرة على مادة اللغة الانجليزية ذات المعامل الكبير خاصة لشعبة اللغات، وسط تخوف من تسريب المواضيع الذي وعدت وزارة التربية الوطنية بعدم تكراره هذا العام نهائيا بفضل الإجراءات الجديدة التي تأتي في إطار تنسيق كبير بين عدة جهات معنية.