دقت نهار أمس عشرات من الجمعيات والناشطون الحقوقيون الفاعلون، وممثلي المجتمع المدني بالمناطق الحدودية الغربية، ناقوس الخطر حول تسريب كميات كبيرة من المياه القذرة والمواد السامة إلى شاطئ مرسى بن مهيدي والذي صار يهدد حياة الآلاف من المصطافين المتوافدين على هذا الشاطئ الخلاب، خاصة بعدما تسببت المياه في نفوق كميات كبيرة من الأسماك ما جعل مصالح الحماية المدنية تمنع المصطافين من الاقتراب من الساحل الحدودي خوفا من الأمراض والأوبئة، داعين السلطات العليا للتدخل العاجل من أجل فتح تحقيق معمق في القضية.
أشار الناشط الحقوقي زبوج أحمد في تصريح خاص للشعب، أنهم راسلوا السلطات العليا من أجل التدخل بغية وقف هذه التسريبات التي تهدد شاطئ مرسى بن مهيدي، الذي يعد قطبا سياحيا بامتياز ينافس شاطئ السعيدية المغربي، مؤكدا أن هذه النفايات تتم بطريقة مدروسة، حيث تصرف في وادي كيس الذي يفصل ما بين الجزائر والمغرب، هذه النفايات التي يتم نقلها بواسطة الرياح الغربية للجانب الغربي من شاطئ مرسى بن مهيدي، ما تسبب في تلوث المياه ونفوق الأسماك التي تعتبر دليلا قاطعا على خطورة هذه النفايات، ما جعل مصالح الحماية المدنية تمنع المصطافين من ولوج منطقة واسعة من الساحل.
وأضاف زبوج أنهم، أبلغوا المصالح الأمنية والسلطات المحلية للتدخل لوقف هذا التصرف اللامسؤول الذي يضاف إلى حملة المخدرات والأقراص المهلوسة، التي تهدد حياة شباب الجزائر ضمن مخطط مدروس يكلف الدولة مبالغ باهظة للتصدي له.
وكشف المتحدث أن هذا التلوث يضاف إلى التلويث الممنهج للآبار الحدودية والمياه الجوفية، من قبل الجيران الذين يقومون بتسريب مياه المنطقة الصناعية في واد مويلح لتلويث سد حمام بوغرارة الذي يخزن 177 مليون متر مكعب من المياه، والذي كلف الدولة مبالغ كبرى لضمان توفير مياه الشرب للرواق الغربي من جهة وسقي 700 هكتار من سهل بني واسن الخصب من جهة أخرى.
من جهته أوضح الناشط الجمعوي أحمد بلخير في تصريح ل»الشعب»، أن عملية تسريب المياه القذرة نحو السهول الجزائرية قد أجهض مشروع إقامة سد بنواحي الشبيكية، بهدف سقي محيط بني واسين وهي عملية مدروسة انتقامية من قبل الجارة المغرب التي لم تكتف بسمومها من المخدرات والمهلوسات فراحت تهدد الحرث والنسل عن طريق صرف المياه الملوثة بالسموم الخطيرة التي تنفث روائح كريهة .