تقلبات أسعار صرف العملة الصعبة في السوق الموازية

المضاربة والتلاعب بالسيولة وراء انخفاض ظرفي لم يدم طويلا

سعيد بن عياد

اعتماد صرافات رسمية خيار يعزز توسيع نطاق مكافحة الفساد

انعكست تداعيات مكافحة الفساد في المنظومة الاقتصادية والإدارية والمالية التي تقودها السلطات المختصة، من خلال تقديم رؤوس الفساد وأدواتهم على مختلف المستويات، على مشهد السوق الموازية لتداول العملة الصعبة، حيث توقف الارتفاع الجنوني لأسعار الأورو لتبدأ في التراجع وفي فترات بشكل معتبر.
أمام هذا التغير المثير ارتفعت حمى المضاربة والتأويلات، بين مرحب بانهيار أسعار العملات الأجنبية مقابل انتعاش مركز للعملة الوطنية ممثلة في الدينار الجزائري من جهة، وبين حذر إلى حين اتضاح الرؤية في الأفق وترقب انعكاسات موسم الاصطياف بقدوم الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج وتوجه الحجاج قريبا إلى البقاع المقدسة، وهي عوامل تؤثر حتما في حركية السوق.

ضبط الاستيراد وتشديد الرقابة بالمطارات أثرا في السوق
محمد. ف، مواطن قريب من سوق العملة، أوضح لنا أن الأسعار، أمس، كانت على النحو التالي، ورقة 100 أورو مقابل 20 ألف دينار عند الشراء لتباع بسعر 20 ألف و100 دينار أو مائتي دينار.  كان السقف الذي بلغه مؤشر التراجع وليوم واحد فقط بداية الاسبوع الاخير حينما بلغ 10 ألف دينار.
بحسب رأيه بعيدا عن التحاليل الأكاديمية، فإن من بين الأسباب التي أدت إلى هذا المكسب الذي يعطي نفسا للعملة الوطنية الإجراء الذي يتعلق بإعادة تنظيم عمليات الاستيراد وتشديد الرقابة على تحويل العملة أو تهريبها عبر الحدود، حيث يتم في كل مرة توقيف متورطين في تهريب العملة على مستوى مطارات ومراكز الحدود المختلفة.
من موقع المتابع لتقلبات السوق يتوقع محدثنا أن يستمر اتجاه تراجع أسعار العملة خاصة الأورو، موضحا أن الطلب على الدولار والجنيه الإسترليني عرف انكماشا كبيرا إلى درجة يكاد الطلب  يتوقف. ولا تزال عمليات البيع والشراء يخيم عليها الركود ولا يقدم على شراء العملة الصعبة هذه الأيام سوى من هو بحاجة ماسة وملحة في انتظار أن تتشح مؤشرات السوق.
بارونات الدوفيز تلاعبوا بالعرض والطلب
من جانبه، يوضح زياد وهو متعامل اقتصادي يتابع أخبار العملة الأجنبية، فيوضح أن بارونات «الدوفيز» قاموا بالتلاعب بالسوق غداة بداية الحراك، حيث طرحوا بطريقة ممنهجة كميات هائلة من العملات الأجنبية في شكل سيولة، رافقتها ضجة إعلامية موجّهة أدت إلى ارتفاع الطلب مع التوجه لإعادة شرائها مجددا بأسعار منخفضة بعد أن يحدث الهلع مفعوله.
بالفعل نتج عن حالة الهلع وسط تلاعب بالسوق بادعاء انهيار الأسعار  إسراع من اقتنوا الدوفيز قبل أشهر وأسابيع إلى إعادة طرحه للبيع لكن هذه المرة بأسعار منخفضة بنسب معتبرة مقارنة بأسعار الشراء بالموازاة مع عودة مؤشر الارتفاع مجددا.
ووصف محدثنا ما حدث بالحيلة الخبيئة تلاعب بها بارونات سوق العملة الموازية مستفيدين من غياب شبابيك رسمية لصرف العملة، داعيا إلى أن تبادر السلطات العمومية المختصة بالشأن المالي والنقدي الى تفعيل مسار اعتماد صرافات رسمية تشتغل في الوضوح ضمن مسعى تصحيح الوضع الاقتصادي انسجاما مع توجهات التغيير البناء والحقيقي.
يؤكد على ضرورة اجتثاث السوق الموازية التي تشكل بؤرة للفساد الاقتصادي المالي والتوجه إلى وضع سوق العملة تحت أضواء الشفافية مستغربا كيف تتعامل أسواق مثل «السكوار» وسط بنوك رسمية، مؤكدا انه الى جانب الحرص على حماية العلم الوطني وينبغي توسيع العملية إلى حماية العملة الوطنية من المضاربة.
أشار زياد إلى الدور السلبي لعدد من المحللين بقنوات تتناول الموضوع بسطحية بقراءات مضللة تخدع المتلقي، وإلا كيف يعقل أن يصرح بعضهم أن العملة الأجنبية تهوي إلى أدنى مستوى دون تقديم تبريرات تتوافق مع حركية السوق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024