في ظل عوامل عديدة لإنعاش السوق

أسعار النفط فوق 66 دولارا للبرميل

فضيلة بودريش

صحيح أن أسعار النفط مازالت في منحى تنازلي وتخسر الكثير من مكاسبها، رغم تعافيها واستقرارها فوق 66 دولارا للبرميل، لكن التوقعات القائمة بشأن حتمية زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى مستوى قياسي، منع انتعاشها إلى ما فوق 70 دولارا رغم تتويج آخر اجتماع لمنظمة «أوبك وشركائها من المنتجين المستقلين تتزعمهم روسيا بتمديد العمل بقرار خفض الإنتاج 9 أشهر أخرى إلى غاية شهر مارس المقبل، وكان ينظر إلى هذا الوفاق على أنه عامل جوهري من شأنه أن يواصل عملية تصحيح الأسعار.

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف في ظل استمرار الخسائر التي تكبدتها بسبب استئناف الإنتاج الأمريكي من خليج المكسيك، بعد إعصار باري وكذا التوقعات القائمة حول ترقب زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى مستوى قياسي. علما أن إنتاج الخام الأمريكي تجاوز في الوقت الراهن 12 مليون برميل يوميا. وكان المنتجون قد استأنفوا الإنتاج الذي توقف بخليج المكسيك قبل إعصار باري والذي طال نحو 75 بالمائة من حجم الإنتاج.
يذكر أن خام القياس العالمي مزيج برنت  انخفض بنحو 4 سنتات حيث استقر  عند 66.44 دولار للبرميل، بينما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي  تراجع بدوره بنحو 13 سنتا أي بما يعادل 0.2 بالمائة إلى 59.45 دولارا للبرميل. وتراجع الخام القياسي الأمريكي بنسبة 1 بالمائة خلال الجلسة السابقة.
رسم خبراء النفط معالم الصورة التي بإمكانها أن تدعم الأسعار وتنعشها، من بينها ترقب نمو الاقتصاد الصيني من خلال ارتفاع الإنتاج الصناعي خلال الربع الثاني من عام 2019، واستحسنوا بالموازاة مع ذلك تأثير قرار خفض الإنتاج التي أقرها المنتجون في «أوبك+»، الذي من شأنه أن يسمح بإستعادة التوازن بتقليل الفجوة بين العرض والطلب وتجاوز تخمة المعروض، يضاف إليها تسجيل بيانات تعكس تراجع وتيرة نمو المخزونات النفطية، وإلى جانب التوترات السياسية التي تشهدها في الوقت الحالي منطقة الشرق الأوسط. في وقت تراجع فيه إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط «اوبك» منذ شهر جوان الماضي إلى أقل من المستوى التقليدي المتمثل في  30 مليون برميل يوميا، وهذا ما يعول عليه في امتصاص الفائض في العرض وتحقيق مكاسب سعرية
توجد العديد من المؤشرات الإيجابية رغم ما سجله الاقتصاد الصيني من تباطؤ خلال الربع الثاني من العام الجاري يمكن للاقتصاد العالمي أن يتجاوزه، بفضل النمو الكبير الذي صارت تشهده الاقتصاديات الآسيوية بفضل عدة دول ناشئة تتصدرهم كل من الهند وإندونيسيا وفيتنام.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024