بعد أن فقدت 20 بالمائة من قيمتها منذ أفريل

أسعـــار النفط تقاوم فـوق 58 دولارا للبرميل

فضيلة بودريش

تكبّدت أسعار النفط خسائرا غير متوقعة، حيث بلغت 6 دولارات في البرميل خلال الأيام الأخيرة، غير أنه انتعش مجددا بدولار واحد فقط، واستقر بذلك في حدود 58.40  دولار، أمام استمرار النزاع التجاري الطويل الذي نشب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وفي ظل التذبذب وعدم استقرار الأسعار في الأسواق بات من الصعب على الخبراء التوقّع بأي مؤشرات أو على ما سوف تستقر عليه معادلة العرض والطلب. وكانت الأسعار قد فقدت ما لا يقل عن 20 بالمائة من قيمتها منذ شهر أفريل الماضي.
يشوب أفق أسعار النفط في الوقت الحالي الكثيرمن الضبابية والغموض، بسبب صعوبة تحديد العوامل المؤثرة في صعوده أو توقع الأسباب التي قد تجعله ينخفض، حيث بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 58.40 دولار للبرميل مرتفعة بحوالي 16 سنتا أو ما يعادل نسبة 0.3 بالمائة، مقارنة مع سعر التسوية السابقة. في حين سجّلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 33 .  54 دولارا للبرميل مسجلة ارتفاعا بحوالي 14 سنتا أو ما يعادل نسبة 0.3 بالمائة مقارنة مع سعر الإغلاق السابق. وبالموازاة مع ذلك سجّلت عقود خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط نسبة انتعاش قدرت 2 بالمائة بعد تقارير صدرت عن أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، كانت قد دعت منتجين آخرين لبحث مسألة التراجع في أسعار الخام في الآونة الأخيرة.
يذكر أن الحرب التجارية لازلت بين أمريكا والصين، بل توجد في أوجّ شراستها خاصة بعد إطلاق الرئيس الأمريكي لتهديدات جديدة مفادها أنه سوف يفرض المزيد من الرسومات على السلع الصينية لا تقل عن نسبة 10 بالمائة، بداية مع مطلع شهر سبتمبر المقبل. هذا ما أثر كثيرا على العملة الصينية «اليوان» التي تراجعت، وهذا ما فتح الباب على بروز عدة مخاوف من اشتعال حرب للعملات مفتوحة على مصرعيها.
دون شكّ في آجال أسابيع قليلة يرتقب أن تتحرك دول منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، بهدف السير نحو تفعيل ورصد المزيد من الدعم لإجراءات من شأنها أن تعمل على  انتعاش الأسعار، من خلال تحقيق التوازن ما بين العرض والطلب، علما أن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لمنظمة أوبك والمنتجين المستقلين غير الأعضاء بالمنظمة، من المقرّر أن تجتمع في أبو ظبي بالإمارات العربية في 12 سبتمبر بهدف تقييم الوضع في سوق النفط، ومراجعة كل التفاصيل. والغريب المسجّل في الوقت الحالي أنه مازالت تبرم صفقات لشراء النفط الإيراني، رغم انتهاء الاستثناءات الأمريكية الممنوحة للزبائن خلال شهر الماضي.
وفي ظلّ كل هذه المستجدات، فإن العديد من الخبراء يترقبون أن لا يتراجع الطلب على النفط من منطلق أن النفط مازال يعد المصدر الرئيس للطاقة والنمو الاقتصادي في أمريكا وأوروبا وآسيا، وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أكد بأن أوروبا سوف تواصل استهلاك ما لا يقل عن 12.6 مليون برميل من النفط يوميا مستقبلا بل لعقود أخرى مقبلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024