المــوسم السياحي بمنظـار احـترافي

إبراهيم جلواجي: «العرض أقل من الطلب والتنسيق بين الشركاء ضرورة»

سعيد بن عياد

  دفــع الإنتــاج السياحـي علـــى أســاس ثقـافي وبيئــــوي وكســـر واقـــع الغــلاء والــــرداءة

ليس هناك أفضل من المتعامل في السياحة لرصد السوق من خلال الوقوف عند أبرز معالم موسم السياحة في وقت ينتظر فيه أن ينتقل القطاع إلى سرعة كبيرة لتدارك ما يستوجب تقديمه للنمو الاقتصادي وتعويض الفارق الذي يخسره الاقتصاد جراء أزمة تراجع إيرادات المحروقات. الرؤية التقييمية تندرج في سياق مرافقة أصحاب القرار وإثراء محيط المتعالمين حول خيار إعادة وجهة الجزائر إلى مركزها ضمن اتجاهات السوق الإقليمية والعالمية.
جلواجي ابراهيم متعامل في السياحة يتابع على مدار السنة توجهات سوق السياحة في الجزائر، يوضح في تقييمه للمشهد أن «مؤشرات موسم السياحة لهذه السنة لم تتغير عن تلك التي سجلتها السنوات السابقة، حيث بقي العرض السياحي أقل من حجم الطلب، مع استمرار ظاهرة ارتفاع الأسعار مقارنة بالسوق الدولية إلى جانب ضعف جودة الخدمات حتى لا نقول رداءتها في كثير من الفضاءات السياحية، ما عدا بعض الاستثناءات النادرة في سوق الخدمات على مستوى مركبات بحرية».
يشير الى أن «إعادة تنشيط قطاع السياحة لا يمكن أن تتحقق بدون التشاور مع المهنيين الجزائريين، خاصة المنتمين للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، الذين يعدّون حلقة ربط حقيقية بين الأسواق المصدرة للسياحة والسوق الجزائرية»، فمن خلال الاستفادة من شبكاتهم المهنية وإتقانهم يمكن أن يوفروا شرط الاطمئنان للسائح الأجنبي بخصوص الخدمات والأمن وخاصة توفير ضمانات لإقامته.
حول مدى القدرة على تحريك القطاع من خلال رصد النقائص وتقديم تصورات ناجعة لبعث ديناميكية سياحية ذات ثقل اقتصادي، يشير جلواجي الى ان «المؤسسات السياحية العمومية يجب أن تدرك بوضوح أنها لا يمكن أن تواصل تجاهل منظمي الرحلات السياحية ووكالات الأسفار من أجل تسويق منتجاتها»، مضيفا أن «الملفت للنظر أنه يمكن العثور على أسعار تنافسية تقدم لمؤسسات أو شركاء من خارج قطاع السياحة، بينما رواد محترفي السياحة لا ي.٠مكنهم الوصول إليها، وفجأة تصبح غير عملية، ونغير فعالة،  وللأسف أن الممونين الجزائريين في الفندقة أو شركات الطيران والنقل البحري قطعوا الجذع الذي ترتكز عليه سلسلة الإنتاج السياحي».
ففي مجال التنشيط التجاري يرى أن «المقاربة تقتضي إعطاء دفع للإنتاج السياحي على أساس ثقافي وبيئوي من خلال منتجات قصيرة المدة وبمجموعات صغيرة، بشكل يسمح باستعادة أداة الإنتاج، وإدخال مرونة على الآلة بين مختلف مموني السلسلة السياحية، من ناقلين، مضيّفين، خدمات الدليل، إدارة مركزية ومحلية»، ويدعو الى الحرص على «معالجة ملف تذليل عقبات التأشيرة، غلاء الأسعار، وتخفيف الإجراءات الأمنية بحيث تصبح أكثر خفية وممتعة».
في سياق تقديم اقتراحات ملموسة يشير إلى «منح أسعار تفصيلية لصالح المتعاملين الذين يحترفون مهنة السياحة الدولية، وتشجيع أنشطة ترقية وجهة الجزائر يتولاها متعاملون حقيقيون بالارتكاز على حصيلة نشاطات ملموسة تم انجازها فعلا، ومراجعة طرق المشاركة في الصالونات الدولية التي لا تحقق نتائج منذ ثلاث عشريات، وتخصيص ميزانيات لانجاز عمليات التكوين وترسيخ الثقافة السياحية من أجل تحسين مستويات الفاعلين والرفع بشكل محسوس من رأسمال وجهة عاصمتنا وكل الاتجاهات عبر البلاد».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024