انتعاش سوق الماعز بباتنة

عائلات مجبرة على تحمل ميزانية إضافية بسبب ظروفها الصّحية

باتنة: حمزة لموشي

جعلت بعض العادات والتقاليد المرتبطة بعيد الأضحى المبارك بولاية باتنة، العديد من العائلات الأوراسية،  تتجه مضطرة إلى الماعز إلى جانب خروف العيد، متحملة بذلك ميزانية إضافية هي في غنى عنها خاصة في هذه الظروف الصّحية الاستثنائية، جراء تفشي الوباء وتراجع مداخيل أغلب العائلات، كما تضطر العائلة لاقتناء الماعز كأضحية رئيسية أو ثانوية، نظرا للظروف الصّحية المزمنة التي يمر بها أحد أفراد العائلة والتي تجعل من تناول لحم الخروف مضرا بصحته.
أشار بعض المواطنين الذين التقتهم «الشعب» ببعض نقاط بيع أضاحي العيد، حريصون على معرفة أسعار الماعز، وأن الأطباء نصحوهم باستهلاك لحوم الماعز أكثر من غيرها، كونها تتوفر على نسبة دهون أقل بكثير من تلك التي يحملها لحم الخروف، لذلك أصبح لأضاحي العيد من الماعز نقاط بيع محددة غالبا ما تكون في بعض المزارع بقرى وأرياف باتنة.
ويقدر سعر أضحية عيد من الماعز بأكثر من 14 ألف دج، ويرتفع السعر، بحسب عمر وحجم الأضحية، حيث يفضل، بحسب أحد الموالين المختصين ببيع الماعز بقرية أولاد عوف بباتنة، اقتناء أضحية ينحصر عمرها بين السنة أو السنة وأربعة أشهر فقط، والتي يتراوح وزنها ما بين 10 و12 كلغ، لاسيما وأنه كلما زادت الأضحية عمرا زادت وزنا وقلت لذة لحمها، قال عمي كمال.
وليست الظروف الصحية وحدها من أجبرت العائلات الأوراسية إلى اقتناء أضاحي العيد من صنف الماعز، بل ساهمت وبقوة أيضا تداعيات الحجر الصحي وكذا الإجراءات الصحية الاحترازية، جراء تفشي جائحة كورونا كوفيد 19، في انخفاض قدرتها الشرائية خاصة للعائلات التي مدخولها الرئيسي من العمل اليومي.
كما ساهم أيضا غلق أسواق المواشي لفترة طويلة في زيادة عدد الموالين المربين للماشية والراغبين في التخلص منها تزامنا مع العيد، لتجنب خسائر بقائها لديهم وما ينجر عن ذلك من تكاليف تربيتها وإطعامها المرتفعة بسبب الجفاف.
وفي هذا الصدد، أشار أحد المواطنين إلى أنه حريص كل عيد أضحى على انتقاء الماعز لنفسه وزوجته بدل الغنم، لظروفه الصحية، كونه يعاني من مرض السكري وزوجته من ارتفاع الضغط الدموي، غير أنه يقتني أيضا خروف العيد لباقي أفراد العائلة.
في المقابل، توجد عائلات أخرى في صحة جيدة ولا تشتكي من أي أمراض، غير أنها لا تقوى على توفير تكاليف أضحية العيد من الغنم، لذا تجدها مجبرة على التضحية بالماعز، لعدة أسباب منها انخفاض ثمنه مقارنة بثمن الخروف أو النعجة، إضافة إلى وفرة الماعز خاصة الحولي الذي تحرص عديد العائلات على اقتنائه للتضحية أولا وتأدية سنة الخليل إبراهيم و لإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال.
ويتوفر لحم الماعز على نسبة قليلة من الدهنيات خاصة الذي كان يرعى بالجبال وكثير الحركة، ويأكل الأعشاب الطبيعية، لذا نجد سعره مرتفع قليلا مقارنة بالذي يتم تربيته في الإسطبلات بعيدا عن القرى والأرياف، حيث لا يتجاوز سعر جدي صغير 11 ألف دج، وهذا ما يفسر الإقبال الكبير عليها، بدلا من لحم الغنم.
ونشير في الأخير أن العائلات الأوراسية تحرص على ذبح الأضحية كشعيرة دينية مقدسة بالنسبة لها و لابد من التضحية تقربا من الله عز وجل، بغض النظر عما إذ كانت من الغنم أو الماعز، فالمهم هو إحياء هذه الشعيرة، لأنها فرصة أيضا لتعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماعي، وكذا الحفاظ على بعض العادات والتقاليد التي تتميز بها منطقة الأوراس.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024