نظمت جمعية المستهلك الواعي لولاية بومرداس، وذلك عن طريق التنسيق مع مديرية التجارة وترقية الصادرات، يوما دراسيا تحسيسيا وإعلاميا بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، وهذا بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق المستهلك المصادق لـ 15 مارس من كل سنة، تحت شعار “انتقال عادل نحو أنماط حياة مستدامة”، بمشاركة مختصّين في المجال وأساتذة باحثين بهدف إثراء النقاش وتكريس ثقافة ترشيد وعقلنة طريقة الاستهلاك حماية للموارد الطبيعية الوطنية.
شكلت تحديات الانتقال إلى أنماط الحياة المستدامة في المجتمع والموازنة ما بين طرق الاستهلاك العقلانية وحماية الموارد الطبيعة ومقدرات الأمة محور اليوم الدراسي التحسيسي، الذي نشطه عدد من الفاعلين والمختصين في المجال الاقتصادي والصحي، كمتلازمة ضرورية تهدف إلى توجيه وتأطير المستهلكين وتحسيسهم بأهمية الوعي بنوعية ومدى جودة ما يستهلكونه يوميا من منتجات ومواد غذائية تغزو الأسواق وتتنافس على كسب ودّ المستهلك، واللعب على عامل السعر على حساب النوعية وأهميتها الصحية.
وأكّد رئيس جمعية حماية المستهلك لبومرداس خالد ديدي، أنّ اليوم الدراسي “جاء بهدف تحسيس الجميع من المواطنين والمؤسسات الإقتصادية والإنتاجية بأهمية موضوع التنمية المستدامة التي تلعب دورا كبيرا وحساسا في المجتمع وتعمل على ديمومة الأنشطة وإطالة الحياة بعيدا عن ظاهرة الاستنزاف المفرط للمواد والموارد الطبيعية، وبالتالي أصبحت اليوم ضرورة ولم تعد خيارا لأمن الأفراد” وهي تقريبا من أهم الشعارات والأهداف، التي حملها اليوم العالمي لحقوق المستهلك لهذه السنة بسبب تضاعف نسبة الاستهلاك والاستغلال المفرط للبيئة الطبيعية، التي قد تنعكس سلبا على حياة وصحة الإنسان وتهدّد استقرار المجتمعات نتيجة ارتفاع الحاجيات إلى الغذاء، والماء مقابل الاضطرابات العالمية والتقلبات المناخية المتزايدة.
بدورها ممثلة مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية بومرداس ورئيسة مكتب الجودة، ركزت في مداخلتها على أهمية الرقابة المتواصلة لضمان جودة ونوعية المنتجات الاستهلاكية التي تصل إلى المواطن، من أجل ضمان أمنه الصحي خاصة من حيث التنوع في السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية التي تعرض في الأسواق، مع التطرّق إلى أهم النصوص التنظيمية والقوانين التي وضعتها الدولة والوزارة الوصية لمراقبة السوق ومتابعة سلسلة التوزيع اليومية، وهي من المهام الأساسية التي يقوم بها أعوام الرقابة وقمع الغش، من أجل الوقوف على مدى توفر هذه الشروط بالمحلات التجارية.
وبالموازاة مع هذا النشاط التحسيسي، المنظم لفائدة المستهلك والمتعاملين الاقتصاديّين والمنتجين، وكذا التجار الذين يشكلون حلقة أساسية في توفير منتجات رفيعة وبجودة عالية تضمن صحة المواطن، تتواصل فعاليات الحملة التحسيسية والتوعوية ضد التبذير التي انطلقت مع بداية شهر رمضان الفضيل، من خلال طرق أبواب مختلف المؤسسات والفضاءات العامة لتذكير المواطنين وأرباب الأسر بأهمية ترشيد سلوك الشراء اليومي لمختلف السلع والمنتجات الغذائية، بما يخفض من حجم التكاليف المتزايدة للعائلات ويقلل من نسبة التبذير كظاهرة سلبية بدأت تشهد تراجعا في المجتمع مقارنة مع السنوات الماضية، بحسب تقديرات الكثير من المختصين ومؤسسات النظافة منها مؤسسة “مادينات” بومرداس خاصة في مادة الخبز، وذلك راجع للارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية مقابل تدهور القدرة الشرائية أمام ارتفاع الأسعار.