انفتاح أكبر على أسواق أوسع.. هواري تغرسي لـ”الشعب”:

تمتين التعاون مع شركاء جدُد.. تاريخي وواعد

فضيلة. ب

الجزائـر شريـك موثـــوق ومصداقية تاريخيـة

قال الدكتور هواري تغرسي إن أمام الجزائر عديد الفرص لبناء شراكات قوّية ومثمرة مع الدول الأوروبية والانفتاح أكثر على وسط أوروبا، بينها أزيد من 10 بلدان تقع في أوروبا الشرقية استفادت كثيرا من التكنولوجيا المتطورة لدول آسيا وسمحت بتطوير العديد من النشاطات ذات القيمة المضافة.

أكد الخبير الاقتصادي الهواري تغرسي أن رهان تنويع الشراكات الذي رفعته الجزائر خلال السنوات الأخيرة، يمنحها استقلالية في المشاركة في الأسواق العالمية، سواء تعلق الأمر بالإنتاج أو الاستثمار وكذا فرص التسويق، على خلفية أنه في فترة سابقة، كانت نسبة 80 بالمائة من السلع المستوردة، تتدفّق من بلد واحد.
 وهذا التوجه الجديد - يضيف تغرسي -  سيحرّر الجزائر أكثر للانفتاح على أسواق أوسع، وإلى جانب ذلك يمنحها حركية وتنافسية وفرص تنويع النشاطات والتخصصات الحديثة، في ظل وجود دول متطوّرة في الذكاء الاصطناعي وأخرى في النسيج والميكانيك، وهذا التنوّع والاختلاف، ذكر الخبير تغرسي، أنه متوفر في القارة الأوروبية ويمكن للجزائر استغلاله في التأسيس للشراكات الحيوية والمنتجة.
وفي قراءة للخبير الاقتصادي حول عمل الجزائر على تمتين التعاون مع شركاء جدد تربطهم علاقات تاريخية طيبة مع الجزائر، أوضح أنه لا ينبغي الاكتفاء بالشراكات القائمة مع تركيا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا، لأن التعاون المثمر مع وسط أوروبا، سيمنح الاقتصاد الوطني زخما ويوفر فرص استثمار جديدة ومختلفة عن تلك المتوفرة في دول جنوب القارة الأوروبية.

تبّنـي معايير عالميـة

ويؤكد الخبير تغرسي على ضرورة تركيز الجزائر في بناء شراكاتها والتأسيس لتعاونها على العديد من المزايا، من بينها استقطاب رؤوس الأموال من أوروبا وتحويل التكنولوجيا المتطوّرة، وأعطى مثالا على التكنولوجيا المتطوّرة المتوفرة في سلوفينيا، تكنولوجيا الرقمنة، مشيرا إلى الاستقلال من الاستثمار المادي إلى اللامادي المعتمد على حلول الرقمنة والذكاء الاصطناعي والمؤسسات الناشئة المبتكرة.
ومن الخيارات الضرورية التي ألّح عليها الخبير تغرسي، في مسار إقامة الشراكات وتنويعها في عمق القارة الأوروبية، تحدّث عن أهمية التخلي على تسيير الثروات بطرق كلاسيكية والبحث عن النجاعة في حلول حديثة، تستفيد منها المنظومة الكلية للاقتصاد الوطني.
وأضاف تغرسي مشجعا على هذا الانفتاح بالقول إن القارة الأوروبية تضم نحو 27 دولة، ومن الضروري إيجاد كثير من الحلول الحديثة عبر هذه الدول وعلى مستوى أسواقها، لأن الجزائر دولة جاذبة ووازنة وغنية بمواردها البشرية والمادية وتجربة اقتصادية هامة في القارة الإفريقية.
شراكــــــات مُهمّــــــــــة
ووقف الخبير على أهمية الشراكة مع دولة سلوفينيا، باعتبار أن هيكلة منظومتها الاقتصادية، يتناسب بشكل كبير مع الاستثمار والإمكانيات الوطنية، ويعطي أهمية لاستقطاب تجربتها التكنولوجية، واصفا الاتفاقيات المبرمة معها بـ«الهامة” و«التاريخية”، من بينها توريد الجزائر لنسبة 50 بالمائة من حاجيات سلوفينيا الطاقوية.
 ووصف تغرسي هذا القرار بـ«الشجاع” و«الهام” للجزائر، في ظل وجود العديد من الاتفاقيات، معتبرا - في سياق متصل - أن المشهد السياسي لهذه الدول من بينها دول أوروبا الشرقية وعلى رأسها سلوفينيا، يمنح الثقة للجزائر.
وبخصوص المنتظر من هذه الشراكات، ذكر الخبير الاقتصادي أن الجزائر تتطلع من هذه الاتفاقيات توسيع الشراكة في قطع الغيار والمنظومة البحرية وتسويق المنتجات الوطنية بمعايير علمية وإقامة رقمنة حقيقية، وإصلاح المنظومة المالية باعتباره سيرتقي بالاقتصاد الوطني، وبالإضافة إلى أهمية الإصلاح الضريبي والجمارك والموانئ، لأنها ستعطي قيمة مهمة للاقتصاد الوطني، لأن سلوفينيا رغم أنها بلد صغير الحجم من حيث المساحة، إلا أنه كبير من حيث مداخيل الأفراد.
وتطرّق الدكتور تغرسي إلى الشراكات التي تبحث عنها الجزائر، وتشمل قطاعات المناولة والتكنولوجيات الحديثة، مقترحا تفعيل هذه الاتفاقيات وجعل القطاع الخاص ينخرط بقوّة لاستقطاب التكنولوجيا والتواجد في قلب هذه الشراكات، والاستفادة من هذه الشراكات والاحتكاك بالتجارب وكذا نقل الخبرات الجديدة، والتركيز في الاستثمار على قطاعات تحتاج فيها الجزائر إلى ميزة نسبية وتوفير بنى تحتية لإيصال الحديد للموانئ والمؤسسات الاقتصادية لمنح شراكة حقيقية لمنتجات السيارات، ومن ثم الذهاب للدول الأوروبية التي لديها منظومة شركات صغيرة ومتوسطة مهمة وعرض الشركات الجزائرية في منصة رقمية، مع تحديد بدقة النموذج الاقتصادي الوطني.
ومن بين ما يسرّع ويفعّل من الشراكات المبرمة، ذكر الدكتور ضرورة الانتقال في المرحلة المقبلة إلى تقييم الشراكات القائمة مع العديد من الدول بشكل دوري، وتقييم أداء الوزارات في استقطاب الاستثمار وإعداد خارطة للمنتجات الوطنية وتصديرها، بعد أن اقتحمت العديد من المنتجات الوطنية الأسواق العالمية، من بينها منتجات غذائية وكهرومنزلية وإلكترونية وما إلى غير ذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19775

العدد 19775

الأحد 18 ماي 2025
العدد 19774

العدد 19774

السبت 17 ماي 2025
العدد 19773

العدد 19773

الخميس 15 ماي 2025
العدد 19772

العدد 19772

الأربعاء 14 ماي 2025