اتفاقيات إستراتيجية مع سلوفينيا كدولة ذكية وعقلانية وقوية ولها سمعة في العالم
تعتبر الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى سلوفينيا والتي وصفت بالناجحة بجميع المقاييس، بالنظر إلى أهمية الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم إمضاؤها، سيما وأن سلوفينيا تصنّف واحد من الدول الأوروبية الأكثر تقدّما في مؤشرات التنمية والابتكارات.
أكد مسؤولون سلوفينيون ان زيارة السيد الرئيس كانت مهمة جدا، وكان عبّر هو الآخر عن أهمية سلوفينيا باعتبارها “دولة ذكية وعقلانية وقوّية ولها سمعة في العالم”، مؤكدة أن زيارة الرئيس تبون كانت مهمة جدا”. وتنعكس هذه الأهمية في حجم الوفد المرافق للرئيس في تلك الزيارة والمقدّر بسبعين من رجال الأعمال الجزائريين.
بوابـــة أوروبـــا
وقبل هذا زار السيد الرئيس ايطاليا، شهر جوان 2024، للمشاركة في قمّة السبع بدعوة من ايطاليا، وفي 2022 زار البلد، بدعوة من نظيره الايطالي، السيد سارجيو ماتاريلا، لبعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الثنائي، في قطاع الطاقة والصناعة الميكانيكية والفلاحة والسياحة والتعليم العالي، والتعاون الشرطي. وتم التوقيع على عديد الاتفاقيات في مجالات التربية والعدل وحفظ التراث الثقافي. وأجرى الرئيسان مشاورات سياسية بشأن الوضع في ليبيا والساحل.
وترتقي العلاقات بين البلدين إلى مستوى التعاون الاستراتيجي، حيث تعتبر الجزائر الشريك الاقتصادي الاول لإيطاليا في افريقيا، وتغطي 39 بالمائة من الواردات الإيطالية، وقد اختارت الجزائر ايطاليا لتكون بوابة أوروبا لنقل الطاقة من الجزائر إلى باقي الدول الأوروبية، بربطها بأنبوب الغاز نيجيريا الجزائر، وكذا مدّ خطوط الكهرباء إليها.
خــبرة صناعيـة
ومن بين الدول المهمة أيضا في أوروبا نجد ألمانيا، الدولة الأكثر تصنيعا في أوروبا، والتي تربطها بالجزائر علاقات تاريخية تعود إلى ما قبل الاستقلال، اتسمت بالتعاون بدعم ثورة التحرير المجيدة، وإقامة مصانع في الجزائر بعد الاستقلال لمساعدتها في الصناعة، كما يجمع البلدين تعاون في مجال الصناعة الصيدلانية، الذي يعتبر أحد القطاعات الاستراتيجية التي تسعى الجزائر لتطويرها، إلى جانب الشراكة الثنائية بينهما في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، وهو القطاع الذي تعوّل ألمانيا على الاستفادة فيه من ثروات الجزائر في مختلف أنواع الطاقات التقليدية والجديدة والهجينة، وتبادل الخبرات لدعم التحوّل الطاقوي المستدام في الجزائر، سيما وأن ألمانيا هي أكبر الدول الصناعية في أوروبا والأعلى من حيث مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الخام، بين الدول السبع الكبار بـ26.6 بالمائة من مجموع اقتصادها، وهذا ما يجعلها وجهة مميزة للجزائر لاكتساب الخبرات والتعاون في هذا المجال في إطار استراتيجية الجزائر لرفع نسبة مساهمة الصناعة في الاقتصاد الوطني.
داعــم أساسـي للاستقــرار في إفريقيــــا
من جهتها، تعتبر بريطانيا أن الجزائر مهمة للمملكة المتحدة كشريك سياسي واقتصادي ودورها في السلام والاستقرار في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.وفي هذا السياق، ذكر رئيس مجلس العموم البريطاني ليندسي هويل، أهمية الجزائر، خلال اجتماع مع سفير الجزائر في لندن، نور الدين يزيد، شهر فيفري المنصرم، بجودة التعاون الثنائي في مختلف المجالات. سيما في مجال الطاقة الذي تسعى بلاده للاستفادة منه ومن الموارد الطبيعية الوفيرة التي تمتلكها الجزائر من خلال توسيع وتعميق الشراكة مع القطاعات الأخرى، وخاصة الطاقة والسياحة، إلى جانب سعي بلاده إلى تطوير التعاون البرلماني من خلال تكثيف تبادل الزيارات وتبادل الخبرات بين المؤسستين التشريعيتين”، لافتا إلى “وجود جهود تبذل حاليا لتعزيز التعاون بين الجامعات البريطانية ونظيراتها الجزائرية، مع طموح لفتح جامعة بريطانية في الجزائر. يذكر في هذا السياق أن هناك اتفاقية بين الجزائر وبريطانيا لتعليم اللّغة الانجليزية، سيما بعد خيار الجزائر تعميم التعليم بها في عدد من التخصّصات الجامعية العلمية والتقنية، وإدراجها في مختلف أطوار التعليم.