تعمل على إنجاز 30 صومعة لتخزين الحبوب..كريم حسن لـ “الشعب”:

مراكــز تجميـع الحبوب..استراتيجية تحقيـق الاكتفــاء الذّاتــي

خالدة بن تركي

الرّهــان علـى التكنولوجيـا والبحث العلمي ضمـان جـودة التّخزيـن الفلاحــي

 تؤدّي مراكز تجميع الحبوب دورا محوريا في دعم الأمن الغذائي وتعزيز استقرار القطاع الفلاحي في الجزائر، إذ تشكّل ركيزة أساسية في منظومة الإنتاج الغذائي الوطني، وفي تنظيم عملية تسويق الحبوب، والحفاظ على جودتها، وضمان توفرها على مدار السنة، ما يقلل من ضياعها ويساهم في استقرار الأسعار.

 أكّد رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي لـ “الشعب”، أن الجزائر تعمل على إنجاز 30 صومعة لتخزين الحبوب عبر التراب الوطني بسعة إجمالية تصل إلى 3 ملايين طن، إلى جانب 350 مركزا جواريا بسعة 1.75 مليون طن.
وأضاف كريم حسن أنه يجري استكمال إنجاز 16 صومعة استراتيجية معدنية، تهدف إلى تعزيز قدرات التخزين الوطنية وتأمين احتياطي استراتيجي من الحبوب، وتتراوح سعة كل صومعة بين 10،000 و20،000 طن، مما يرفع القدرة الإجمالية للتخزين بشكل ملموس، وقد تم توزيع هذه الصوامع على عدد من الولايات وفقا لمعايير مدروسة تأخذ بعين الاعتبار الإنتاج المحلي والطلب الاستهلاكي والتوزيع الجغرافي.
كما سيتم استخدام تقنيات حديثة ومتطورة في بناء وتجهيز الصوامع والمراكز الجوارية، وذلك بهدف رفع كفاءة سلاسل الإمداد وضمان جودة التخزين على الأمد الطويل، وتشمل هذه التقنيات أنظمة تهوية وتحكم في درجات الحرارة والرطوبة، إضافة إلى أجهزة مراقبة تسمح بتتبع حالة الحبوب بشكل دوري ومستمر.
وتابع المتحدث “مشاريع التخزين من شأنها أن تحسّن كفاءة سلسلة الإنتاج الفلاحي، وتقلّل من ضياع المخزون وتحافظ على جودة الحبوب، فضلا عن دعم الفلاحين من خلال توفير مراكز قريبة لتسليم محاصيلهم وتحصيل مستحقاتهم في ظروف أفضل”.
كما تمكّن هذه الصوامع الفلاحين من تصريف منتجاتهم في ظروف آمنة وعادلة، وتوفر قاعدة بيانات دقيقة تساعد على التخطيط الزراعي واتخاذ القرارات الاقتصادية، في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الأمن الغذائي عالميا، تبرز أهمية هذه المراكز كحلقة استراتيجية في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز التنمية الفلاحية المستدامة في الجزائر.
وأفاد كريم حسن أنّ توفير مخزون استراتيجي من الحبوب أمر ضروري لمواجهة الأزمات وضمان الأمن الغذائي الوطني، وتقليل التبعية للأسواق الخارجية، كما أن نجاح هذه الخطط يمر عبر إدماج الزراعة التعاقدية وتفعيل دور المجلس الوطني الأعلى للفلاحة والأمن الغذائي، الذي نسعى من خلاله إلى دعم الفلاحين، تطوير الإنتاج، وتحسين تمثيلهم في صياغة السياسات العمومية، بالشراكة مع الجامعات ومكاتب الدراسات.
وأشار في ذات السياق، إلى أن تحقيق الأمن الغذائي يحتاج إلى الاستثمار في البحث العلمي والتقنيات الحديثة في الزراعة، بالإضافة إلى تحسين الطرق التي تخزّن وتنقل بها الحبوب لتقليل الخسائر والحفاظ على الجودة، كما أكد على ضرورة التعاون بين جميع الجهات المسؤولة لتنفيذ الخطط الزراعية بشكل منسق وفعال، معتبرا أن الاعتماد على حلول محلية ومبتكرة هو الطريق الأفضل لمواجهة التحديات الحالية.
وأكّد في الختام، أنّ تقوية قدرات التخزين يجب أن تكون جزءا من خطة شاملة لبناء فلاحة مستقرة ومنتجة تعتمد على نفسها، وستواصل المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي دعمها ومشاركتها الفعالة في هذا الجهد الوطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025
العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025