جزائريو المهجر مستعدون للإسهام في البناء الاقتصادي..نماذج ناجحة لـ “الشعب”:

طموح استثماري لتعزيز التنمية ونقل الخبرات

هيام لعيون

 فيصل كسّيس: مشروع هندسي استثماري لتكوين جيل جديد من الكفاءات

 يوسف الواحد: تشكيل قطب اقتصادي حول الاستثمار في الجزائر

يستعد العديد من أبناء الجالية الجزائرية بالمهجر، للعودة إلى الوطن بمحافظ استثمارية واعدة من أجل دعم الاقتصاد الوطني بطموحات لامحدودة، ترسّخ ارتباطهم العميق بجذورهم وهويتهم، ويحمل هؤلاء الشباب خبرات واسعة ورؤى بعيدة المدى اكتسبوها من بلدان الإقامة في مختلف أنحاء العالم، مما يجعل مساهماتهم قيّمة، في بناء الوطن والمشاركة في معركة التنمية والرقي بالاقتصاد، وهذا ما يترجم أيضا روح الانتماء والمسؤولية تجاه الوطن.

يبرز المهندس المعماري فيصل كسّيس كنموذج حي لهذه التطلعات.. كسيس الذي ينحدر من ولاية سكيكدة، خريج الهندسة المعمارية من قسنطينة ومقيم حالياً في بلجيكا، حيث يدير مكتبه الخاص بالتهيئة المعمارية ومشاريع التعمير.
وفي خطوة تهدف إلى سد الفجوة في التكوين التطبيقي بمجال الهندسة المعمارية وقطاع البناء بالجزائر، أطلق المهندس الجزائري، المتوج بـالجائزة الوطنية للهندسة المعمارية لعام 2014 عن مشروع “دار الثقافة بسكيكدة”، مبادرة لإنشاء مدرسة خاصة للتكوين العملي. وستجمع هذه المدرسة مختلف تخصصات الهندسة المعمارية والبناء، ما يعكس حرص أبناء الجزائر في المهجر على الإسهام بفاعلية في تطوير بلادهم.
وسعيا لنقل الخبرة والكفاءات إلى الجزائر، يخطو المهندس المعماري الجزائري، فيصل كسيس، خطوات عملية نحو تجسيد “المشروع الحلم” بالجزائر. وقد سبق للمهندس كسيس أن درس بجامعة قالمة قبل أن يواصل مساره الأكاديمي في أوروبا ويحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة بروكسل.. ولقد عرض المشروع على القنصلية والسفارة الجزائرية في بروكسل، أكتوبر المنصرم، ولقي ترحيبًا كبيرًا من قبل الجهات الرسمية. وينتظر كسيس حاليًا إعلامه بالإجراءات العملية والتسهيلات اللازمة في الجزائر للشروع في تنفيذ هذا المشروع الطموح، الذي يُتوقع أن يسهم بشكل كبير في تعزيز التنمية وتأهيل اليد العاملة في قطاع الهندسة المعمارية والبناء بالبلاد.
في خطوة تعكس التزام الدولة الجزائرية بدعم مبادرات أبناء الجالية في المهجر، كشف كسيس عن لقاء رسمي جمعه بمسؤولين جزائريين بارزين في بروكسل في 19 أبريل 2025. والتقى كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية في الخارج، سفيان شايب، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، وعددًا من ممثلي الجالية الجزائرية، وعرض مشروعه الخاص بإنشاء مدرسة للتكوين العملي في الهندسة المعمارية والبناء، وذلك ضمن مجموعة من المبادرات الاستثمارية التي قدمها الحضور. وأكد الوزيران على دعم الدولة لتجسيد هذه الأفكار على أرض الواقع، عبر تسهيل الإجراءات الإدارية في الجزائر. يأتي هذا التوجه تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون بضرورة مرافقة أبناء الجالية الوطنية بالخارج من أجل الاستثمار في الجزائر.
وقال كسيس، الذي حاز على جائزة أفضل مشروع معماري لعام 2015، إن “هذا المشروع يأتي استجابة مباشرة لحاجة البلاد إلى كفاءات مدربة بتكوين عملي حديث، ويمثل نموذجًا ملموسًا لمساهمة الجالية الجزائرية بالخارج في مسار التنمية الوطنية.” ليختم بالتأكيد على الولاء للوطن قائلًا: “الجزائر هي الأم، نحن مدينون لها، ونطمح لأن نردّ الجميل عبر مشاريع ذات أثر فعلي في الميدان”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025