”سوناطراك” توقّـع اتفاقية مبادئ مع “سينوبـك”

الجزائر- الصين..مشاريع نوعيــة لتنميـة مــوارد الطاقـــة

فضيلة بودريش

استكشاف موارد المحروقات في منطقتي قورارة وبركين شرق

أبرم مجمّع “ّسوناطراك”، أمس الأحد، اتفاقية مبادئ مع الشركة الصينية “سينوبك”، تهدف إلى وضع إطار للتعاون بين الطرفين، وذلك بحضور وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة، محمد عرقاب.وتعد هذه الخطوة تمهيدًا لإبرام عقد أو عدة عقود في مجال المحروقات، تخص مناطق اهتمام مشتركة تقع في حوضي قورارة وبركين شرق، بهدف مواصلة عمليات التقييم والعمل على تطوير الموارد الطاقوية بهذه المناطق.

تنص الاتفاقية الجديدة والمهمة الموقّعة مع شريك صيني، يتواجد بالجزائر منذ عام 2002، على مناقشة برنامج الأشغال المزمع الاتفاق عليه من أجل تقييم واستغلال هذه الموارد، إلى جانب العمل على إدماج أفضل الممارسات في مجال المحافظة على البيئة والاستغلال المسؤول للموارد الطبيعية، وكشف الرئيس المدير العام لمجمّع “سونطراك” رشيد حشيشي، أنّ العمل بموجب هذه الاتفاقية سيبدأ خلال أسبوع واحد للاستكشاف والتطوير على مستوى حوضي قورارة وبركين شرق لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، ولم يخف المسؤول الأول على مستوى أكبر مجمّع طاقوي إفريقي، أنهم يأملون أن يتم خلال هذه الفترة استكمال العقد حول الرّقعتين، وكذلك لإمضاء عقد من المحروقات بهدف تطوير الرقعتين استكشافا وتطويرا وكذا إنتاجا لصالح الشراكة الموجودة بين الشركتين، وهذا سيعزّز قدرات من الإنتاج الوطني ويعود بالفائدة على الجزائر.

إبرام عقود محروقات واعدة

 وفي كلمة افتتاحية للرئيس المدير العام رشيد حشيشي قبل حفل التوقيع، وقف على استعداد الشركة الصينية “سينوبك” من أجل ترقية التعاون الثنائي إلى مستوى استراتيجي يعكس عمق ومتانة العلاقات التقليدية بين البلدين، واعتبر السيد حشيشي في سياق متصل، أنّ التوقيع على هذه الاتفاقية المهمة يعد ثمرة مسار طويل من التعاون المشترك، المنتظر أن يفتح آفاقا واعدة أمام الطرفين بهدف استكشاف موارد المحروقات في منطقتي قورارة وبركين شرق وتقييمها وتطويرها، بشكل يفعل ويعزّز من فرص الشراكة، وكذلك إبرام عقود محروقات واعدة في إطار تثمين ثروات الجزائر بشكل مسؤول ومستدام.
وقال الرئيس المدير العام حشيشي، أنّ مجمّع “سونطراك” يرى في هذه الاتفاقية خطوة بناءة وجديدة لتعزيز أكثر علاقات التعاون التاريخية مع شركة “سينوبك”، مشيرا إلى اعتزازه بهذه الشراكة المتميّزة منذ أزيد من عقدين من الزمن في مشروع استغلال حقل زرزايتين، وكما يستمرون في شراكتهم معها في الوقت الراهن، على ضوء مسار التعاون في إطار عقد المحروقات حاسي بركان شمال، الموقّع بموجب قانون المحروقات رقم 19-13. وذكر السيد حشيشي كذلك أنّ هذه الشراكة المتجدّدة تبرهن بدورها على الثقة المتبادلة بين الطرفين وكذلك تعكس تطابق الرؤى حول أهمية تطوير مواردنا الطبيعية على أسس علمية وتقنية متينة، في إطار الحرص التام على المحافظة على البيئة وحمايتها، من خلال اعتماد أفضل الممارسات المعمول بها دوليا في مجال الاستغلال المسؤول للموارد.
كما توقّع الرئيس المدير العام لمجمّع “سونطراك”، أنّ هذه الاتفاقية ستمكّن الطرفين خلال المرحلة المقبلة من التأسيس لمشاريع نوعية تتماشى مع تطلّعات البلدين والشعبين وتساهم إلى جانب ذلك، في تنمية موارد الطاقة بشكل مستدام، علما أنّ هذه الاتفاقية تندرج ضمن التزام “سونطراك” في إطار خطتها التطويرية بتوسيع شراكاتها الإستراتجية ومع فتح آفاق جديدة في مجالات الاستكشاف والتطوير والابتكار. وتطمح “سونطراك” كذلك من الاتفاقية أن تكون بداية مرحلة جديدة من التعاون المثمر وتحقيق الأهداف المشتركة.

خطوة لركيزة طاقوية جديدة

 وبدوره المدير العام وعضو مجلس إدارة شركة “سينوبك”، “كسو ويسونغ”، اعترف أنه منذ سنوات طويلة تربطهم علاقة ثقة وتعاون وشراكة وصداقة مع “سونطراك”، ويرى التوقيع على هذه الاتفاقية سيكون بمثابة نقطة تحول في الشراكة القائمة، كاشفا عن حرص شركته من أجل تعزيز التعاون أكثر مع “سونطراك” والظفر بمشاريع جديدة. وتحدث عن ثلاث نقاط على ضوء هذه الاتفاقية الرامية إلى تطوير المحروقات في الجزائر، وذكر بالموازاة مع ذلك وفي النقطة الأولى، أنّ نجاح جهود المزيد من التطوير لقطاع المحروقات بالجزائر، يرتكز على العمل الإنتاجي. في حين في النقطة الثانية أنه لا يرتكز على التكنولوجيا وحدها بل بالاستناد كذلك على تظافر عدة أنشطة واضحة تزيد من قيمة هذا المجال.
وعاد مدير الشركة الصينية ليؤكّد أنّ شركته تعد الثالثة دوليا في الموارد الطاقوية، وسبق لها الإستعانة بالخبرة الأجنبية في بداية عملها وزادت “سينوبك” من حجم الإنتاج بنسبة 10 بالمائة، وبلغت هذا التطور بفضل البحث والتطوير في مجال الإنتاج التكنولوجي والعمل التعاوني. والتزم مدير الشركة الصينية بمشاركة أنشطتهم مع الشريك الجزائري، وقال أنهم يحرصون على بناء وتطوير نظام يتناسب مع الجزائر. وقال في نفس المقام أن هدفهم يتجاوز توقيع اتفاقية مبادئ وإنما رؤية الجانب التطبيقي، وكما لديهم امتياز في شراكتهم مع “سونطراك”، بينما بخصوص الهدف الواضح والمتمثل في مواصلة المشاريع السابقة وتحقيق التقدم بهذا المجال، والاستثمار بالجزائر، أوضح أنهم يحرصون أن تكون لهم آلية واضحة وفعالة لمبادئ الاستفادة للطرفين، على اعتبار أنه بهذه الطريقة، يمكن التقدم في المشروع وتقاسم الفوائد، وكذلك التزم بتوفير المختصين الأكثر كفاءة والعمل معا، إلى جانب إيجاد هياكل العمل وآليات الاستثمار في هذا المشروع.
وفي النقطة الثالثة، أبدى المدير كسو ويسونغ، تطلّعهم لتعزيز الشراكة المحلية المفيدة للطرفين، لأنّ تطوير الموارد يشمل تعزيز الإمكانات الوطنية، وأكّد في سياق متصل أنهم يمنحون أهمية كبيرة لمشاركة “سونطراك” في مجال الأداء والعمل على مختلف الأصعدة بهذا المشروع، مشدّدا على ضرورة أن تجمعهم دراسات مشتركة، ودراسة إمكانية بناء المصانع للتمكّن من تصنيع القدرات الأساسية للتطور وتبنّي نظام لتكوين العمال بهدف التطور المستدام والعمل سويا لتنظيم أنظمة الغاز والبنى التحتية، من أجل تطوير قطاع الطاقة لكونه ركيزة لخطوة طاقوية جديدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19827

العدد 19827

الأحد 20 جويلية 2025
العدد 19826

العدد 19826

السبت 19 جويلية 2025
العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025
العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025