الكاتب والمخرج المسرحي أحسن سراج:

المسابقات والجوائز تقليد عالمي محفّز للإبداع وتقديم الأفضل

قسنطينة: أحمد دبيلي

إلى أي مدى يمكن للمسابقات والجوائز خدمة الإبداع والمبدعين في مجالات الثقافة المختلفة، خاصة وأن المؤسسات العلمية والثقافية تسعى عادة إلى تنظيم مثل هذه المنافسات قصد التحفيز على الرقي بالأدب والفنون عموما؟ هذا السؤال وجّهناه إلى الكاتب والمخرج المسرحي أحسن سراج، وهو وجه من الوجوه المسرحية التي فرضت نفسها مؤخرا من خلال مسرح الشارع في مسرحية «أنزار وبوغنجة»، فكانت الإجابة أن «المسابقات قديمة قدم  الإنسانية».

في مستهل حديثه قال أحسن سراج: «من المعروف أن للمسابقات والجوائز تاريخ طويل، فمنذ أن بدأ الإنسان يستقر ويكون جماعات لها هوية أصبح يفكر في التميز والمنافسة في شتى المجالات، وحسب اعتقادي هذا ما يجعل للمنافسة بين أفراد نفس الجماعة أو الجماعات الأخرى طعما خاصا وممارسة ترتكز على الديمومة..».
 لكن الملاحظ  اليوم، يضيف سراج أن كل من المسابقة والجائزة أصبحتا تقليدين متعارفا عليهما ومعمول بهما في شتى مجالات الحياة ونشاطاتها المختلفة، حيث أكاد أجزم بالقول أنه لا يوجد اليوم مجال تغيب عنه المنافسة أو المسابقة والجائزة أو المكافأة المقابلة له، وخير مثال على ذلك ما نلاحظ في الألعاب الرياضية المختلفة، الميادين العلمية، الاقتصادية، الاجتماعية، وكذا الفنية...غير أن السؤال الذي يبقى مطروحا، هل هذه المسابقات وجوائزها تفيد الإبداع والمبدعين أم لا...فهذا هو المختلف فيه بين الناس؟..».
 وفي الإجابة عن هذا السؤال قوله: «الملاحظ اليوم ومما لاشك فيه، أن الجوائز عن الإبداعات أصبح لها ذلك البعد الدولي والقاري، والمحلي، أما فيما يخص المبدعين هناك اختلاف؟ فهناك الرأي القائل بأن المبدع يبدع لنفسه ولا تهمه أية جائزة، وهناك من يقول بأن الناس يبدعون ليراهم الآخرون ويجازيهم أو على الأقل يذكرهم في المناسبات ليسجلهم التاريخ، لكن الملاحظ أنه في الرأيين الصحيح والخطأ، لكن لو سلمنا بأن المبدع ينشط لنفسه ولا يهمه الآخر لوجدنا هذا الرأي يتضمن جانبا من الصواب؟ وهنا أذكر حادثة رفض تسلم جائزة «نوبل» من طرف الفيلسوف الفرنسي الكبير «جون بول سارتر» سنة 1959..».
 هنا يتساءل سراج: «هل كل المبدعين أو المفكرين بحجم وقيمة سارتر؟»، مضيفا: «تبقى إذا الأغلبية الساحقة من المبدعين في أي مجال تؤمن بأن للإبداع مقابل، وهذا المقابل يأتي من طرف القائمين على المتابعة والتقييم، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الجانب الاجتماعي للمتنافس، وإذا اقتنعنا أن الكثير من المبدعين يكسب قوته من موهبته أو اكتشافاته؟..».
المبدع في حاجة إلى تشجيع ورعاية   
 ويواصل سراج قائلا: «..أما عن السؤال هل المسابقة والجائزة تخدم الإبداع والمبدعين أم لا؟ فأنا أجيب بنعم وأقول أن المسابقة والمكافأة تخدم الإبداع والمبدعين بل تخدمهم كثيرا، فالدليل على ذلك بسيط، فالشخص الذي يبدع لنفسه و لا تهمه الجوائز، فهو إذا في غنى وترفع ويبقى يعمل في صمت ولا يهمه إلا ما أنتجت موهبته ، أما المبدع الذي ينافس و يسعى إلى الجائزة، فهذا حقه وهو في الطريق الصحيح، وسوف يعمل ليلا و نهارا ليكون المتميز في ميدان اختصاصه..».
ويضيف في الأخير: «ما علينا هنا إلا مشاهدة المشاركين في أي مسابقة وهم يذرفون دموع الفرح، أو يبكون من خيبة أملهم وخسارتهم المسابقة، ففي ميدان المسابقة، لا شعوريا يتحول الإنسان مهما كان عمره وعبقريته، يتحول قلت مثل الطفل الصغير الذي يكافأ من طرف والديه في مناسبة ما؟ فالمسابقة إذا، تحفز أي إنسان ليكون الأفضل، وهذا حسب رأيي ما جعل الإنسانية تتطور وتطور مجلات معارفها».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024