الأستاذ عبد الرحيم شنين:

غزارة في الأعمال الإبداعية الأدبية تقابلها قلة الأعمال النقدية

ورڤلة: إيمان كافي

يعتبر الأستاذ عبد الرحيم شنين الأستاذ في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قاصدي مرباح بورقلة أن وظيفة النقد والناقد تكمن في تقييم الأعمال الأدبية وتقويمها، وتبيان صحيحها من سقيمها، وإبراز مكامن الجمال والإبداع فيها، لذلك ومن خلال هذه الرؤية يمكن البحث في تحقق هذه الوظيفة في الواقع النقدي الأدبي الجزائري، خاصة وأننا إذا نظرنا إلى المشهد الأدبي والثقافي في الجزائر بعين الفاحص وجدنا أنفسنا أمام حقائق ما إلى إنكارها من سبيل.

أوضح المتحدث، أن ما تشهده الساحة الأدبية سنويا من أعمال إبداعية ـ بغضّ النظر عن جودتها ومطابقتها للمعايير النقدية وما تقتضيه أجناسها الأدبية ـ يشكِّل «تسونامي» مقابل الدراسات النقدية التي ترافق تلك الأعمال وتواكبها تدقيقا وتمحيصا وتوجيها بل تقويما وتقييما، فالقليل من تلك الأعمال ما يلقى عناية النقاد ويثير انتباههم.
كما أشار أننا لو أخذنا على سبيل المثال ما يوجّه إلى الأطفال من قصص وأشعار، فإننا سنجد أن هذه الأعمال تفتقر في أغلبها إلى المراقبة اللغوية والنقد مضمونا وشكلا ورؤية، وتنشر لتستهلكها أجيال الغد على هناتها. وهنا نتساءل: أين دور لجان القراءة؟ بل أين الرقابة على النشر؟

انعدام فرص التأطير والتوجيه الأكاديمي للمبدعين
وأبرز الأستاذ عبد الرحيم شنين جانبا آخر في الموضوع، يتعلّق بفرض التأطير والذي ذكر فيه أنه وعلى الرغم من ثراء الساحة الأدبية الجزائرية بالجمعيات الثقافية والنوادي، بل وبأقسام اللغة العربية في الجامعات، إلا أن غالبية المنتوج الأدبي لا يرقى إلى ما نأمله من مستوى إبداعي شكلا ومضمونا ورؤية، ولعلّ هذا مرده إلى عدم توفر جو من التأطير الأكاديمي لتلك المواهب الناشئة، ويرجع هذا بدوره إلى أمر لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه متمثلا في التشجيع المفرط لمن له موهبة أو من يفتقر إليها على حدٍّ سواء، فطالما قرأنا أعمالا لا ترقى إلى أن يكتبها مبتدئ، ونجدها تقدّم كأنها نخبة النخبة، وهذا يجرّني إلى الحديث عن أمر لا أحبّذ الخوض فيه هو ذاتية الناقد المفرطة التي لا تلجمها موضوعيته التي هي أساس وظيفته ناقدا.

جرأة كل من هبّ ودبّ على الأدب واكتسابه لقب الشاعر والقاص والروائي دون أن يكون له من تلك الألقاب إلا الاسم

ومن خلال هذه الزاوية، ذكر أن المتتبّع  للشأن الأدبي في الجزائر يلاحظ أن الكثير ممن لا تمت كتاباته - أو قل إن شئت خربشاته ـ إلى الأدب بصلة قد أصبح يقدّم في المحافل فيلقي بعض ما أنتج فكان كالمنْبَتّ لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، بل إن بعض المحسوبين على النقد وأهله ومن بعض الأكاديميين هم السبب في جعل هؤلاء وأمثالهم يتوهّمون أنهم أدباء بسبب المجاملات المجانية التي تهدى إليهم.
كما أكد شنين على أن ما تحدّث عنه هو الراهن الأدبي في الساحة الثقافية الجزائرية، وهو ما وصّفه دون مواربة أو مبالغة، مضيفا: «أنه ولوضع النقاط على حروفها وجب تبيان أسباب الظاهرة من خلال، تواطؤ لجان القراءة لدى جهات النشر، حيث يتمّ نشر كل ما اتفق تحت دواعي شتى، كتشجيع المواهب، والربح،.. وغيرها، تخلّي النقاد عن مَهَمَّتِهم كمرافقين ومؤطّرين للمواهب الشابّة، مجاملات النقاد وتنصلهم من موضوعيتهم، وتوزيعهم الألقاب على من لا يستحقها، عدم تأطير النخب الأكاديمية للفعل الأدبي الثقافي إلا في النادر، وإن حدث فدون فاعلية، ضعف مخرجات التعليم بأطواره، وأثر ذلك في الأساليب والتعابير، بل وفي شحّ المرجعيات؛ مما يوجب إعادة النظر في المنظومة التعليمية.
من هنا أكد المتحدث أن العلاج في نظره يكون في معالجة الأسباب التي أشار إليها كاملة دون إلقاء اللوم على بعضها دون البعض الآخر، وهذا ما لا يتحقّق إلا بتضافر الجهود وتكاملها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024