الروائي السعيد بوطاجين لـ”الشعب”:

الجزائر لا يمكنها الحد من الآفة إن لم تنسّق مع الأفراد والمؤسسات المعنية

عنابة:هدى بوعطيح

الأدب الإلكتروني ساهم في انتشار ظاهرة الاعتداء على كتابات الآخرين

يرى الروائي السعيد بوطاجين أن السرقات الأدبية ظاهرة انتشرت منذ العهود القديمة، سواء عند العرب أو الأوربيين، مشيرا إلى أن الجزائر لا توجد بها سرقات بالحجم الذي تعرفه عديد الدول العربية، وطالب بوطاجين بضرورة التنسيق بين الأفراد والجماعات والمؤسسات المعنية لحل الإشكالية ومحاولة محاصرتها قبل أن تصبح سلوكا يوميا.
 أكد الروائي السعيد بوطاجين في حديث لـ«الشعب” على ضرورة التمييز بين السرقة بمفهومها العام، وما بين التأثر والتناصات من المنظور الأكاديمي، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة ميزة إيجابية تساهم في تأثيث النشر، وجعله منفتحا على خطابات ومرجعيات غيرية، يمكن أن تساهم في حدود معقولة في إثراء المنجم المحلي.
وقال السعيد بوطاجين، إن السرقة الأدبية أو العلمية تدخل في باب الأخلاق، لأن عبقرية المبدع لا يمكن أن تتعدى حدودها لتعتدي على حقوق الآخرين وجهودهم، مضيفا بأن ظاهرة السرقة الأدبية وُجدت منذ العهود القديمة، حيث تطرقت إليها الدراسات عند العرب وفي بلدان أوروبية وأمريكية، سواء تعلق الأمر بالإبداع أو النقد أو البحوث الجامعية.
ومن منظور بوطاجين، فإن الشبكة الاجتماعية أصبحت تغدي هذه الأفعال المشينة، مشيرا إلى أنه مع ذلك لا يمكن تعميم الأمر واتهام الآخرين بالسطو على كتابات الآخر، حيث قد يحدث أن يكون هناك شبه ما ـ حسب المتحدث ـ وهذا لا يعني أنها سرقة إنما قد تكون المرجعيات التي اتكأ عليها المبدعون هي نفسها، ومن تمّ يحدث نوع من المجاورة أو التناص بين هذا وذاك، مؤكدا في سياق حديثه أنه لا يتحدث هنا عن التطابق الكلي الذي يحيل على سرقة معلنة، بل إلى فرضية وجود تقاطعات وهي حاصلة في الرواية والشعر والقصة والمسرح.
“ضبط الأدوات الأكاديمية قبل إطلاق أحكام عامة”
الروائي القدير السعيد بوطاجين يرى أنه على المهتمين بمسألة السرقة الأدبية، ضبط الأدوات الأكاديمية التي يؤسسون عليها قبل إطلاق أحكام عامة، قد تلحق ضررا بالكتابة أكثر مما تنفعها.
وبخصوص الجزائر، قال الروائي إن هذا البلد مقارنة بعدة دول عربية، لا توجد فيه سرقات بالحجم الذي قد نعثر عليه هنا وهناك، ومع ذاك ـ يضيف ـ ظاهرة السرقة الأدبية بدأت  تنتشر في السنوات الأخيرة، وعلى الجهات الوصية كالهيئات والوزارات المختلفة أن تعمل عن الحد منها.
أما عن مساهمة الشبكة الالكترونية في تفعيل السرقة الأدبية، أكد السعيد بوطاجين أن الأدب الالكتروني فرض نفسه عالميا، بالنظر إلى فعاليته وسرعة انتشاره، لكنه بالمقابل ساهم بشكل كبير في انتشار ظاهرة الاعتداء على كتابات الآخرين سواء على المستوى المحلي أو الدولي، قائلا بأن عدة اقتراحات تناولت هذا الموضوع لكنها لم تجد الحلول المناسبة لذلك.
وأشار الروائي السعيد بوطاجين إلى أننا حاليا أمام الأمر الواقع، والضمير وحده هو الذي يستطيع أن يحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية، التي أعلت من شأن البعض ووضعتهم في مقام روائيين وكتاب وهم لا يستحقون ذلك.
ويرى بوطاجين أن الجزائر لا يمكنها الحد من هذه الظاهرة، إن لم تنسق مع الأفراد والجماعات والمؤسسات المعنية، قائلا إن الجزائر مهما بذلت من جهد إلا أن المسألة تبقى معقّدة، حيث يمكن للأشخاص والباحثين على مختلف الأصعدة، أن يُساهموا في حل الإشكالية أو في التنبيه إلى الظاهرة ومحاولة محاصرتها قبل أن تصبح سلوكا يوميا لبعض الذين يدّعون الكتابة والبحث أيضا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024