عرس حقيقي وأجواء حماسية كبيرة عشناها بملعب 5 جويلية الأولمبي الذي إكتظ عن آخره بالعائلات الجزائرية رغبة منهم في متابعة نهائي الطبعة 32 لكأس أمم أفريقيا التي جرت وقائعها من 21 جوان إلى 19 جويلية وانتزع فيها «مُحاربو الصحراء» اللقب القاري والتربع على التاج الأفريقي من جديد بعد غياب دام 29 سنة كاملة.
إمتلأت مدرجات هذا الرُّكح التاريخي الذي كان شاهد على أول تتويج سنة 1990 في حدود الساعة الـ 18:30 ما إضطر المُنظمين والقائمين على المبادرة الفريدة من نوعها في العالم من خلال تنصيب شاشة عملاقة بأرضية الملعب من غلق الأبواب بالرغم من تواجد عدد كبير الجمهور بسبب عدم إتساع المدرجات بالنظر للتوافد المُنقطع النّظير رغبة منهم في متابعة النهائي رفقة الجزائريين.
سبق موعد إنطلاق المواجهة التي جمعت بين أشبال بلماضي والمنتخب السنيغالي تنظيم حفل غنائي يحضور ألمع الفنانين الذين تغنّوا للخضر خلال هذا العُرس الكروي الكبير، وتفاعل الجميع مع الأجواء العائلية الرائعة التي صنعها الحاضرين بالمدرجات لدرجة أننا شعرنا بأن النهائي سيجري بالجزائر خاصة هذا دليل كبير على حب الجزائريين للساحرة المستديرة وهوسهم بها لدرجة أنهم يتبنّون كل ما يتعلق بالكرة والمنتخب الوطني.
بعد ترديد النشيد الوطني رفقة اللاعبين بدأت المواجهة حيث إهتزت المدرجات معلنة الأفراح بالهدف الرائع الذي وقعه بونجاح في الدقيقة الثالثة من اللقاء، ليشتعل الملعب بمختلف الألوان مباشرة بعد صافرة الحكم حيث عشنا ليلة بيضاء صنعها كل الجزائريين في العاصمة مثلما كان عليه الحال في كل ربوع الوطن بعد التتويج الثاني الألقاب القارية.
للإشارة، يجب الإشادة والثناء بالإحترافية العالية والعمل الكبير الذي قام به كل من أعوان الأمن وأفراد الحماية المدنية منذ بداية توافد العائلات والمناصرين للملعب إلى غاية خروجهم بسلام لنرفع لهم القبعة خاصة بعد التسهيلات التي قدموها لكل أسرة الإعلام رفقة كل عمال المركب الأولمبي محمد بوضياف.
من جهة أخرى فإن طاقم جريدة «الشعب» صنعوا أجواء إحتفالية رائعة رغم سبتقهم مع الزمن من أجل إنهاء العمل، حيث تفاعلوا مع كل اللقطات في ظل التوتر الكبير على غرار كل من تابع لقاء النهائي.
