محاربة العنف في الملاعب الجزائرية

إجراءات تنظيمية وحملات تحسيسية للحدّ من الظّاهرة

حامد حمور

 إجراءات عديدة تمّ اتّخاذها في الأيام القليلة الماضية من أجل محاربة ظاهرة العنف في الملاعب، بعد الحادث الأليم الذي أودى بحياة اللاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي بتيزي وزو، حيث أنّ كل التّحاليل الخاصة بالظّاهرة خلصت إلى نتيجة أنّ كل الفاعلين في أمور كرة القدم معنيّين بضرورة تظافر الجهود لإعطاء فضاء نقيّ لكرة القدم لتعود إلى أصلها بأنّها مناسبة للفرجة والفرحة في آن واحد.

ويمكن القول أنّ الاجراءات المتّخذة من طرف المسؤولين ستكون لها تأثيرات إيجابية مباشرة على الجو الذي تدور فيه المقابلات من خلال وضع كاميرات في المدرجات لمراقبة الجمهور عن قرب، إلى جانب معرفة سن الوافدين على الملاعب، قبل الوصول الى بطاقة الاشتراك وتدعيم دور أعوان الملاعب، لكن المرافقة لابد أن تكون مستمرة على المدى الطويل في أمور تحسيس الجمهور بخطورة الظاهرة، واعتماده لسلوك معين في المدرجات من خلال الحملات التحسيسية عبر وسائل الاعلام المختلفة التي بإمكانها، المساهمة وبقوة في إيضاح الدور الأساسي للمناصر
وأنّ كرة القدم “ما هي إلا لعبة فيها فريق يفوز وآخر ينهزم”، وليس نهاية العالم إن خسر، وبإمكانه الفوز في المباراة القادمة، إلى جانب ضرورة احترام الفريق المنافس. وهنا يدخل كذلك دور تصرف اللاعبين
والمسيّرين مع الحكام، وعدم المبالغة في الاحتجاج على قرارات الحكم الأمر الذي ينتقل إلى المدرجات بالتصرف الايجابي.
ومع الوقت يمكن أن تكون كل هذه الآلية من إجراءات ردعية وأخرى تحسيسية، بالاضافة إلى الاجراءات التنظيمية بالملاعب، للوصول إلى إعطاء صورة مشرفة لكرة القدم الجزائرية والتي تسمح في المستقبل عودة الأمور الايجابية إلى ملاعبنا التي تحتاج لمثل هذه الظروف المواتية، كون الشعب الجزائري شغوف باللعبة ويسعى الأكثرية منه إلى حضور مقابلات والاستمتاع بها في الملاعب كما يشاهد في الملاعب الأوروبية المختلفة أين يكون الجمهور قريبا من اللاعبين  والمدرّبين، ويشجّع بطريقة فريدة.

أمثلة يقتدى بها...
واستوقفتني لقطة في الأيام الماضية في البطولة الانجليزية، خلال مباراة لفريق مانشيستر يونايتد الذي يمرّ بأزمة نتائج رغم عراقة الفريق ولعبه دائما على الألقاب، فإنه خسر مباراته الأولى على ملعبه بقيادة المدرب الجديد “فان غال”، وفي نهاية المباراة (رغم الخسارة) فإن جمهور النادي توافدوا على المدرب ليمضي لهم على الأوراق “أوتوغراف”، وشجّعوه على العمل في ظروف جد مريحة ولا واحد من الآلاف من الجماهير عبّر عن غضبه في وجه المدرب، والذي من جهته حيّا الجمهور وخرج من الميدان وهو يدرك أنه في فريق كبير وجمهور كبير، أعطى له الثقة الكبيرة للعمل أكثر، والنتيجة أن مسار مانشيستر يونايتد تحسّن في الأسابيع الأخيرة.
وبالتالي، فإن الوصول إلى هدف إعطاء كرة القدم صبغتها الأساسية، على كل الفاعلين العمل على هذه الغاية، وتجسيد فعلا أن الذهاب الى الملعب للاستمتاع بفرجة ومهرجان واللقطات الفنية وليس من أجل رؤية الفوز وفقط، لأن ذلك لن يحدث لأي فريق في العالم مهما كانت قوته، والأمثلة كثيرة في هذا المقام على غرار ريال مدريد الذي رغم توفره على أكبر اللاعبين في العالم إلا أنه مافتئ ينهزم في البطولة الاسبانية،
ومنتخب البرازيل الذي نظّم كأس العالم ويضم أحسن اللاعبين في العالم، فإنه لم يفز بالمونديال وخسر بنتيجة ثقيلة.
ولهذا، فإنّ كرة القدم هي لعبة وفقط، والاستمتاع بها يكون بتصرف منطقي في المدرجات لإضفاء محيط نقيّ ومناسب، والمساهمة في مسيرة احترافية هذه اللّعبة ببلادنا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19573

العدد 19573

الأربعاء 18 سبتمبر 2024
العدد 19572

العدد 19572

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
العدد 19571

العدد 19571

الأحد 15 سبتمبر 2024
العدد 19570

العدد 19570

السبت 14 سبتمبر 2024