غياب رؤية بعيدة المدى لدى رؤساء الاندية في التعامل مع المدربين

إقالات واستقالات بالجملة ..والقائمة تبقى مفتوحة

حامد حمور

باتت أخبار المدربين تتصدر الأحداث الكروية في البطولة منذ انطلاقها، وغطت حتى المنافسة في حد ذاتها لأسباب تبقى مجهولة بالنسبة للمعنيين بتسيير الأندية عندنا والذين سيصلون حتما إلى رقم قياسي جديد في مسألة تغيير المدربين تقريبا في كل أسبوع ..

تصوّروا أن بعض الأندية استهلكت بعد 10 جولات من الرابطة المحترفة الأولى 3 مدربين في الوقت الذي تكون فيه المقابلات أقل أهمية مقارنة مع مرحلة العودة .. الأمر الذي أخلط الأوراق على كل المعنيين بشؤون الكرة، بداية من اللاعبين الذين للأسف الشديد عليهم تتبع عدة طرق لتقديم المردود فوق الميدان وخطط مختلفة للعب يوم المباراة .. ناهيك عن الطريقة التي يحضر بها المقابلات التي تختلف من تقني لآخر ..
النتيجة قبل الأداء ....
هذه الوضعية ترتسم على نوعية اللعب الذي يقدمه الفريق ككل، في الوقت الذي يبقى الشغل الشاغل للمسيرين هو تحسين النتائج مهما كانت الطريقة المتبعة في اختيار الطاقم الفني، وبالتالي فقد وصلت ظاهرة تغيير المدربين إلى مستويات لا تطاق، فالعديد من المدربين سينافسون الأندية التي قاموا لتحضيرها في الصيف الماضي لكي ينطلقوا في البطولة على غرار مدرب النصرية هوغو بروس الذي كان يدرب شبيبة القبائل .. وآيت جودي الذي يشرف على م. العلمة في الوقت الذي بدأ فيه الموسم مع نصر حسين داي .. وألان ميشال مع شباب بلوزداد، وكان قد أشرف على شبيبة الساورة .. وقد تطول القائمة في الجولات القادمة بالنظر للوتيرة التي تسير عليها هذه “ التحويلات “ ..
 للأسف الشديد فإن التحويلات الخاصة باللاعبين قد قننّت ويوجد فترات يمكن للاعب أن يغيّر الفريق، لكن لدى المدربين فإن الأمور مفتوحة وبإمكان مدرب الإشراف على العارضة الفنية للعديد من الفرق في موسم واحد ؟
فغياب النظرة الاحترافية أثرت على المستوى العام للمنافسة بهذه التغييرات المستمرة ، لذا فإن المسيرين لا يسمعون بأمر إسمه “ العمل على المدى الطويل “ .. فبالرغم من أننا في بداية الموسم نسمع ونرى استقدام مدرب يعمل على مدى 3 سنوات من أجل الوصول إلى نتائج تقنية ملموسة، تنقلب الطاولة على المدرب مباشرة بعد تعثر الفريق لمقابلتين أو ثلاث.
المولودية تبحث عن مدرب ؟
 .. وهذا المثال حدث للمولودية العاصمية التي تعيش أتعس أحوالها هذه الأيام بعد “ إقالة أو استقالة “ المدرب شارف، الذي كانت الإدارة جد متفائلة باستقدامه ومنحت له “ البطاقة البيضاء” أين استغنى على 15 لاعبا واستقدم نفس العدد من اللاعبين الذين يثق في امكانياتهم وذلك للعمل على المدى البعيد .. والنتيجة أن كل شيء انهار بعدما لعب الفريق 9 جولات فقط، أين أصبح في مفترق الطرق وقد تطول مدة انتظار تقني أجنبي قد يجد الحلول التي ينتظرها وإعادة الفريق إلى السكة .. في حين أن العديد من التقنيين على المستوى المحلي لم يعطوا الموافقة على طلب لدارة العميد للإشراف على أصحاب الزي الأخضر والأحمر ...
وفي هذا الصدد ، فإن أغلب الأندية تتهافت على استقدام المدربين الأجانب الذين يقدمون الإضافة في وقت قصير، حسب المسيرين الذين أصبحوا يرون أن المدرب المحلي لا يمكنه الوصول الى النتائج التقنية المرجوة ، في الوقت الذي لا يمكن الحكم عليهم في ظل الظروف الموجودة في الفرق التي لا تسهل عمل المدرب الذي يجد نفسه “ بين المطرقة والسندان “ في كل مباراة وعليه تحقيق الفوز وإلا الإقالة ، لأنه إضافة إلى ضغط المسيرين، فإن ضغط الأنصار أصبح كبيرا.

المدرب الأجنبي أولوية.. لكن ؟
ويمكن القول أن معظم أندية الدرجة الأولى يشرف عليها مدربون أجانب أصبحوا هم كذلك يغيرون الأندية في كل مرة ، ودخلوا في نفس “ التصرف “ الذي كنا نراه بالنسبة للمدرب المحلي غير مبالين بالعمل المنظم، كما كنا نرى في السنوات الماضية .
ولكن رغم ذلك، فإن هناك أندية أحسنت التسيير في هذا الأمر على غرار وفاق سطيف الذي جدد الثقة في المدرب ماضوي الذي وصل إلى القمة مع الفريق وفاز برابطة الأبطال الفريقية ومازال في النادي الذي لعب فيه ، بالرغم من رغبة العديد من الأندية الأجنبية استقدامه .. كما أن فريق اتحاد العاصمة يبقى جد منظم في أمر الطاقم الفني أين كانت النتائج غير موفقة للمدرب فيلود لكن إدارة النادي لم تتحرك وتركته يعمل أين تحسنت النتائج بكثير وقد يواصل الموسم بدون أية مشكلة كونه يحضر كذلك لعودة الاتحاد إلى رابطة الأبطال .
والمثال الذي أعطى ثماره بشكل كبير هو وجود المدرب عمراني على رأس مولودية بجاية التي جعلها تلعب الأدوار الأولى بفضل الاستقرار الذي قدمه للفريق أين ظهر هذا المدرب ذو كفاءة إذا وجد الشرط الضروري في الفريق الذي يدربه وهو الاستقرار بعد أن كان قد نجح في نفس الوضعية عندما مكث 5 سنوات كاملة بجمعية الشلف .. أليس كذلك ؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024