ناصر بويش لـ “الشعب”:

“نقص الخـبرة لدى المسيريــن جعـل المولودية تعيش وضعا صعبا”

حاورته: نبيلة بوقرين

 أرجع اللاعب السابق في صفوف مولودية الجزائر ناصر بويش الوضع الذي يعيشه الفريق في الفترة الحالية إلى غياب الكفاءة عند المسيرين، ولهذا يجب أن يعاد النظر في الأمور من أجل التدارك لإنقاذ العميد من السقوط والعمل بشكل جماعي مثلما يحدث في الوفاق الذي يعد أفضل مثال في البطولة الوطنية وأمور أخرى في الحوار الذي خصّ به “الشعب”.

«الشعب”: كيف تعلقون على الوضع الذي يعيشه فريق مولودية الجزائر؟
«بويش”: فريق المولودية يعاني اليوم من التسيير العشوائي بسبب المسؤولين الذين ليس لهم أي علاقة مع كرة القدم ولا حتى الرياضة، ولهذا فإن الوضع الذي وصل إليه النادي هو نتيجة الأخطاء الماضية إضافة إلى عدة أمور أخرى.
 ماذا تقصد؟
 الأخطاء التي ارتكبها الأشخاص الذين يشرفون على فريق كبير مثل المولودية جعلهم يدفعون الثمن غال اليوم، لأن المحيط غير نظيف والمشاكل التي طغت على الأجواء في بيت العميد جعلهم يتخبطون في الوضع الحالي بدليل أنهم لم يتمكنوا من إيجاد مدرب مناسب يشرف على الفريق إلى غاية الأيام الماضية، إضافة إلى أسباب أخرى.
 ما هي هذه الأمور؟
 يجب أن نعرف أساس المشاكل التي يتخبط فيها الفريق حاليا من أجل تجاوزها من خلال محاسبة المسيرين ،لأنهم يتصرفون من دون أن يتحدث إلهم أحد، حتى أصبح الرئيس يتدخل في أمور من غير صلاحياته، لأنه لا يملك الكفاءة للإشراف على المولودية وأشياء أخرى لا يعرفها الجمهور، وباختصار المحيط الحالي غير ملائم للعمل.
 من المسؤول على ما يحدث؟
لقد قلت لكم أن المسؤول المباشر على ما يحدث هم المسريين غير الأكفاء الذين تولوا إدارة الفريق، لأنهم لا يهتمون بالنتائج ويبحثون فقط على خدمة مصالحهم الشخصية على حساب المولودية واللاعبين والمدرب يتحملون النتائج في كل مرة.    
 هل تعتقدون أن المدرب الحالي سيتمكّن من إخراج العميد من الأزمة؟
 أرثور جورج هو مدرب كبير وله تجربة طويلة، ولكن الأمور لن تكون سهلة بالنسبة له لأن الوضع يتطلب على الأقل شهر لكي يتأقلم مع الأجواء، وفي هذه الفترة الفريق سيلعب أربعة لقاءات في البطولة وهو مطالب بتحقيق عدد كبير من النقاط من أجل الخروج من المراكز الأخيرة في سلم الترتيب التي تهدّده بالسقوط.
 هذا يعني أن المدرب الجديد سيجد صعوبات في تغيير الوضع أليس كذلك؟
بالطبع سيواجه عدة صعوبات لكي يتمكن من إعادة الأمور إلى حالتها الماضية على الأقل سنة لكي يتحكّم في الوضع، ولهذا يبقى عليه أن يركز على إنقاذ الفريق من السقوط في الوقت الحالي من خلال تحقيق نتائج إيجابية قبل نهاية مرحلة الذهاب، حتى يلعب الفريق مباريات العودة من دون ضغط الذي قد ينعكس سلبا على المجموعة ومعنويات اللاعبين.
 إذن ما هي الحلول التي ترونها مناسبة؟
 الحلول واضحة وهي يجب أن تكون هناك قرارات حاسمة في المستقبل من خلال الاعتماد على مسيرين لهم خبرة وتجربة في مجال كرة القدم وبإمكانهم أن يخدموا المولودية لكي تعود إلى اللعب على الألقاب مثلما كان في الماضي، عكس ما هو في الوقت الحالي عندما انتظروا 20 يوما على الأقل حتى تمكنوا من إيجاد مدرب و فرض عليهم كل شروطه.
 هل لكم أن تقارنون لنا بين الماضي والحاضر؟
 كرة القدم تغيرت كثيرا في الوقت الحالي بسبب المفاهيم الجديدة التي أصبحنا نشاهدها فوق الميدان، ولهذا فإن المولودية في الماضي كانت عائلة واحدة ، حيث نساعد بعضنا البعض من أجل تحقيق نتائج إيجابية تخدم الفريق بالدرجة الأولى، لأن هدفنا هو تشريف الألوان، أما حاليا لم تعد تلك العقلية موجودة.
 لماذا نجد هذا الوضع في المولودية؟
 حاليا المسيرين ليس لهم علاقة مع كرة القدم واللاعبين ليسوا أبناء النادي ولا يوجد تناسق بينهم، ولهذا لا يستطيع أن يلعبوا على الألوان لأنهم لم يصعدوا في الفئات الصغرى ولهذا تغيرت الأمور كثيرا.
 كيف ترى مستقبل الفريق؟
 الآن يجب أن يكون التركيز على حصد أكبر عدد من النقاط لكي يتجاوزوا الضغط، لأنه سينعكس سلبا على اللاعبين ويجعلهم  يتخوفون من شبح السقوط وبعدها يركزون على مباريات كأس الجزائر للحفاظ على اللقب وكذا التحضير لكأس الكاف لتقديم مشوار مشرّف يعيد الفريق للواجهة من جديد.
 هل لكم أن تقيّمون لنا مستوى المجموعة الحالية؟
 المجموعة في الوقت الحالي تتكون من لاعبين لا يعرفون بعضهم جيدا، لأنهم لم يتأقلموا بما أنهم جاؤوا مؤخرا إلى الفريق في فترة التحويلات الصيفية، لهذا يجب أن يكون هناك وقت حتى يتعودوا على اللعب الجماعي لتحقيق نتائج إيجابية، ذلك بسبب تسريح عدد كبير من العناصر التي لعبت في الموسم الماضي عوض الاحتفاظ بهم وتدعيم الصفوف لتغطية النقائص وهذا هو الخطأ الكبير.
 كيف تعلّقون على مستوى البطولة بصفة عامة؟
 المستوى متقارب بين عدد كبير من الفرق التي تتنافس على المراكز الأولى لتحقيق اللقب على غرار إتحاد الحراش، إتحاد العاصمة ووفاق سطيف العائد بقوة على الصعيد المحلي بعد الوجه المشرف قاريا، وهو يعد خير مثال يجب أن يقتدى به في كل الجوانب سواء اللعب أو العمل من طرف المسرين.
 هل توضحون الفكرة أكثر؟
 المسيرون المشرفون على الوفاق هم أناس لهم خبرة في كرة القدم وأغلبهم من أبناء الفريق، ولهذا يعملون بصفة جماعية تحت دائرة الرئيس حمار الذي تعامل مع تقنين أكفاء ومدرب شاب ابن النادي وحتى الجمهور السطايفي رياضي ويناصر بطريقة رائعة، إضافة إلى غياب التكتلات داخل المجموعة وكل هذه العوامل سمحت بنجاح النادي على الصعيد القاري والمحلي.
 تعتقدون أن الوفاق قادر على الفوز بلقب الدوري للموسم الحالي؟
كل الاحتمالات واردة، وإذا تمكّن الفريق من الفوز باللقاءات القادمة إضافة المواجهة المتأخرة مع الشلف، فإنه سيبقى قريبا جدا من الفوز باللقب بما أن  فارق النقاط متقارب بين الفرق التي تتواجد في المقدمة .. وعلى القائمين على المولودية الإقتداء بهذه الطريقة في العمل للنجاح في المستقبل إضافة إلى التركيز على التكوين.  

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024