سومية فرقاني أول حكمة جزائرية في كرة القدم لـ “الشعب”:

” حققت حلمي بنجاحي في عالم التحكيم”

حاورتها: نبيلة بوقرين

تعتبر الحكمة الدولية الجزائرية سومية فرقاني من بين الرائدات اللائي سجلن حضورهن في الساحة الرياضية النسوية في اختصاص كرة القدم، وكان ذلك بهدف تحقيق رغبتها في النجاح في هذا المجال وتمكنت من تسجيل اسمها بأحرف من ذهب من خلال الانجازات التي وصلتها  مع مرور الوقت وعدة أمور أخرى ستعرفونها خلال هذا الحوار الذي خصّت به “الشعب” التي قررت الوقوف عند هذه البطلة التي أجابتنا على كل الأسئلة بصدر رحب.

 -«الشعب”: هل بإمكانك أن تعطينا نبذة عن حياتك في المجال الرياضي؟
 *«سومية فرقاني”: بدأت في العالم الرياضي منذ صغر سني لأني من عائلة رياضية وهذا المحيط ساعدني على اختيار توجهي بكل سهولة، حيث عملت جاهدة من أجل الوصول إلى حلمي وهو أن أصبح حكمة في مجال كرة القدم والحمد لله وصلت إلى ذلك بداية من سنة 1991 و استمريت إلى غاية عام 2003 عندما وصلت الى السن الذي يجب أن أتوقف فيه عن التحكيم.
- ما هي أهم المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك التحكيمية؟
* البداية لم تكن سهلة لأنني كنت أحكم بمقابلات الرجال بما أنه لم تكن هناك فرق نسوية في تلك الفترة، ولكن فيما بعد خططنا لتكوين أول فريق وطني نسوي في سنة 1995 عن طريق جمعية تطوير الرياضة النسوية وبعد موافقة الفيدرالية قمنا بإجراء دورة مصغرة شارك فيها 8 أندية على المستوى الوطني وقبلها تم اختيار الـ 22 لاعبة التي تمثل المنتخب من بين 295 مشاركة وهذا ما جعل الأمور تتغير و أصبحت هذه الرياضة النسوية تمارس في الجزائر إلى غاية اليوم.
-ما هو الدور الذي قمت به خلال الدورة؟
* كنت حارسة مرمى في فريق إتحاد البليدة بما أني ابنة المنطقة ولعبت معه عدة لقاءات كانت رائعة إلا أني لم أستمر في ذلك لأن رغبتي في التحكيم كانت أكبر بكثير، الحمد لله تمكنت من تحقيق ذلك من خلال التدرج من الأصاغر وصولا إلى الأكابر ولمدة 11 سنة.
- ما هي أول مباراة حكمتها؟
* أول لقاء قمت بتحكيمه جمع بين أصاغر إتحاد البليدة و إتحاد البرواقية سنة 1995 وواصلت العمل إلى غاية أن تمكنت من التحكيم للأكابر سنة 1998 في مباراة الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجزائر والتي دارت بين نصر حسين داي و أولمبي الشلف حيث تلقيت التشجيع من كل الذين تابعوني لأني كنت في المستوى وبعدها حكمت للفرق النسوية أبرزها ثلاثة لقاءات في نهائي السيدة الكأس، آخرها كان بملعب 5 جويلية وأمام 75 ألف متفرج.
- ألم تجدي عراقيل في مشوارك؟
* بالعكس كانت عدة عراقيل لأن المجتمع الجزائري لا يتقبل بسهولة فكرة وجود امرأة في ملعب كرة القدم حيث كانت أسمع تصفيرات الجمهور وكنت مرفوقة برجال الأمن بصفة مستمرة .. وقمت بمهمتي كما يجب وهذا ما جعل المتتبعين يشيدون بالمستوى الذي كنت أظهر به دائما في كل القرارات التي قمت بها.
- عدا ذلك كل لم تكن هناك مشاكل أخرى، أليس كذلك؟
* لا، الحمد لله عائلتي ساعدتني كثيرا من أجل الوصول إلى هدفي إضافة إلى المسؤولين بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعلى رأسهم محمد روراوة الذي قدم لي كل التسهيلات اللازمة من أجل النجاح ولهذا هو مشكور على ذلك لأنه فتح أمامنا الباب من أجل تعميم ممارسة كرة القدم النسوية ورفع نسبة الحكمات من الجنس اللطيف خاصة في السنوات الأخيرة.
- ما هو تقييمك لممارسة الرياضة لدى العنصر النسوي؟
 * حاليا بدأت ترتفع نسبة ممارسة كرة القدم بصفة خاصة وكل الاختصاصات الأخرى في الوسط النسوي، لكن يجب أن تكون توعية أكثر خاصة في الولايات الأخرى، بما أن العدد مرتفع أكثر في المدن الكبرى ويكون ذلك من خلال تكاتف الجهود بين كل الأطراف المعنية من مسوؤلين وصولا إلى الجمعيات و الأسرة، لأن هذه الأخيرة هي النواة في الوصول إلى هذا الهدف لأننا نملك الإمكانيات اللازمة وسبق لنا أن حققنا انجازات عالمية في السابق، وهناك أمر آخر.. .
- ما هو تفضلي؟
* يجب أن نعتني بالرياضة المدرسية مثلما كان عليه الوضع في السابق، لأنها قاعدة الرياضة للحصول على أبطال جدد في المستقبل من خلال زرع ثقافة ممارسة الرياضة بعيدا عن ظاهرة العنف التي أصبحنا نشاهدها مؤخرا على كل المستويات وليس في كرة القدم فقط.
- وضحي لنا الفكرة أكثر؟
* أكيد إذا عمّمنا فكرة ممارسة الرياضة في كل الأوساط وكان هناك تكافؤا بين الذكور والإناث، إضافة الى تربية النشء على حب الرياضة، والسماح للعائلات بالتنقل إلى الملاعب لمشاهدة المباريات سواء الفريق الوطني أو البطولة والكأس، بهذا يصبح هناك احترام بين الجميع ونقضي نهائيا على الظاهرة التي أصبحت تهدد مجتمعنا في السنوات الأخيرة.
- ما هي أصعب مباراة حكمتها في مشوارك؟
* كانت في نهائي كأس الجزائر لدى النساء في المنافسة الجهوية والذي دار بين فريق الجزائر الوسطى وإتحاد البليدة، أين تعرضت للضرب من طرف إحدى اللاعبات حتى دخلت المستشفى وكان ذلك في شهر رمضان، حيث تبقى أسوأ و أصعب مواجهة لم أعشها مع الرجال طيلة 7 سنوات من التحكيم وهذا ما يعني أن العنف موجود بين كل الشرائح و يجب أن نسرع في القضاء عليه.
- أجمل لقاء قمت بإدارته؟
 * أجمل لقاء حكمته كان الأخير في مشواري وذلك الذي جمع بين نادي بني تور و فريق وداد تلمسان في نهائي كأس الجزائر وبملعب 5 جويلية بحضور عدد كبير من الجمهور تجاوز الـ 75 ألف متفرج .. وقمت بواجبي فوق المستطيل الأخضر ويبقى أجمل ذكرى في مشواري ككل.
- ماذا تشتغلين الآن بعد توقفك عن مهنة التحكيم؟
* مازلت أنشط في مجال الرياضة حيث أصبحت عضوا شرفيا في الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم رفقة الرياضية راضية فرتول، وهذا أمر مشجع من أجل مواصلة النضال لتطوير هذا المجال أكثر في المستقبل  ولما لا تصبح هناك نساء رئيسات اتحاديات ورابطة جهوية في كل الاختصاصات، لأن الخطوة الأولى دائما تكون صعبة وبعدها تمشي الأمور حسب ما نرغب فيه دائما لجعل الجمهور يتقبل فكرة وجود المرأة في الملاعب، انطلاقا من الأسرة التي تعد النواة للقضاء على ظاهرة العنف.
 - لديك نشاطات أخرى؟
* بالطبع درست تجارة دولية وتخرجت من جامعة بروكسل والآن أنا عضو بالبرلمان وهدفي هو الدفاع عن الرياضة النسوية ودائما أصوّت على المقترحات التي تنص على تطويرها أكثر في المستقبل، لأن المهمة تتعلق بالجميع وحث الجمعيات على ممارسة نشاطها في توعية المجتمع.
 -  لنتحدث عن أمور أخرى .. فهل تجيدين الطبخ؟
* نعم أجيد طهي بعض الأطباق خاصة الدولمة، لأنني أحبها كثيرا ولهذا فإني أهدف إلى تحقيق مشروع “مطعم الرحمة” الذي يعد حلمي في المستقبل.
- أجمل ذكرى؟
* عندما انتخبت في البرلمان لأمثل المرأة الرياضية.
-أسوأ ذكرى؟
* وفاة والدي لأنه كان بمثابة السند الحقيقي وهو سبب نجاحي.
 -بمناسبة عيد المرأة، ماذا تقولين للمرأة الجزائرية؟
 * أهنئ كل النساء الجزائريات بمناسبة عيدهن وأتمنى التوفيق للجميع في مختلف مجالات الحياة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024