طـارق غـول لــ “الشعب”

“مستـوى البطولـة الوطنيـة تحـت المتوسّط”

حاورته: نبيلة بوقرين

”مولوديـة بجايــة تحصـد نتائـج العمــل الكبـــير”

أكّد لاعب إتحاد العاصمة السابق طارق غول في تصريح خاص بـ “الشعب”، أنّ مستوى البطولة الوطنية دون المتوسط وهذا ما انعكس على النتائج المحققة من طرف الأندية التي تنشط بها بدليل عدم وجود فارق كبير بين المتصدر ومتذيل الترتيب العام، وحمّل المسؤولية لرؤساء النوادي إضافة إلى أمور أخرى.
❊ الشعب: كيف تعلّقون على مستوى البطولة الوطنية للموسم الحالي؟
❊❊ طارق غول: مستوى البطولة الوطنية تحت المتوسط لأن النوادي لا تعمل على المدى البعيد، وتهدف إلى تحقيق نتائج إيجابية وسريعة لإرضاء الجمهور، وهذا ما جعلها تخشى تلقي الهزيمة التي أثّرت على اللعب الهجومي وغياب الأهداف في عدة لقاءات، إضافة إلى أمور أخرى لها تأثير مباشر على تراجع المستوى.
 ❊ ما هي هذه الأمور التي تحدّثتم عنها؟
❊❊ الأمور التي أثّرت على مستوى البطولة وجعلته يتراجع إلى الأسوأ من موسم لآخر هو “العقليات” والذهنيات التي يعمل بها المسيرين ورؤساء النوادي، الذين أصبحوا يفكرون في المصالح الشخصية على الجانب الرياضي ما يضطرنا لإعادة النظر في السياسة التي من شأنها أن تعيد كل شيء لمكانه الأصلي.
❊ ما هي الحلول التي ترونها مناسبة حسب رأيكم؟
❊❊ يجب أن يكون تغيير كلي في الذهنيات وسياسة تسيير الكرة الجزائرية، لأن رؤساء النوادي لم يأتوا بالجديد رغم وجودهم على رأس الفرق لعدة عقود، وهذا ما يعني أن المشكل فيهم بالدرجة الأولى، ما جعلهم يقعون في نفس الأخطاء من موسم لآخر وهناك نقطة أخرى.
❊ أكيد تفضّلوا..؟
❊❊ بعض الرؤساء أشرفوا على نوادي لأكثر من 15 سنة، ولكنهم لم يحققوا أي ألقاب لأنهم ليسوا في المستوى المطلوب لأنّ رئيس الفريق هو جزء من المعادلة.
 حاليا لم نعد نشاهد الكرة التي كانت في السابق تتمتع بالإثارة والمتعة، لأن الأمور الآن أصبحت تسير حسب الكواليس و الحديث في الجرائد، إضافة إلى غياب الاستقرار في أغلب الفرق بسبب التغيير المستمر في تعداد اللاعبين، بدليل أن التشكيلة تذهب بنسبة كبيرة في الميركاتو الصيفي
والبقية ترحل في فترة التحويلات الشتوية وكذا إقالة
واستقالة المدربين كل أسبوعين جعل الوضع يتأزم مع مرور الوقت.
❊ من هو المتسبّب في كل هذه النقاط التي تحدّثتم عنها؟
❊❊ لدينا الإمكانيات التي تسمح لنا أن نملك بطولة في المستوى العالي، لكن الأمور التي سبق لي الحديث عنها منعت من ذلك، لأن البحث عن النتائج السريعة من دون العمل على المدى البعيد  هو السبب، ومن جهة أخرى حتى اللاعبين يتحمّلون جزء من المسؤولية لأنهم لا يظهرون الروح القتالية فوق الميدان، ما يعني أنهم لا يحترمون العقود التي أمضوها مع النوادي التي يمثلون ألوانها بسبب عقلية “راني خالص مكان ما دخلني”، وهذا راجع إلى الاحتراف الذي افسد “العقلية” بشكل كبير.
❊ هل هذا يعني أنّنا لم نصل إلى الاحتراف الحقيقي؟
❊❊ (يضحك)، نحن بعيدون كل البعد عن المعنى الحقيقي للاحتراف من كل النواحي بداية من الأجور المرتفعة رغم أن بعض اللاعبين لا يستحقون ذلك بسبب مستواهم المتواضع
وطغيان المصالح الشخصية، وكل هذا جعل اللاعب يفكر في الأموال فقط دون العمل على تطوير مستواه، بدليل أننا لا نملك عنصرا واحد بإمكانه أن يحمل ألوان الفريق الوطني، وهذا أصبح معروف وعادي بالنسبة للجميع والضحية هو الجمهور، الذي أصبح يعاني ويقوم بتصرفات غير رياضية لأنه لم يلمس المطلوب من الفرق التي يناصرها.
❊ هذا ما جعل ظاهرة العنف تنتشر، أليس كذلك؟
❊❊ الأشياء التي تحدثت عنها من قبل والنتائج السلبية تدفع بالجمهور إلى العنف لأنه الضحية الوحيد مثلما سبق لي القول، لأنه يناصر ويتنقل إلى الملاعب وفي الأخير لا يجد ما كان يريده، ولهذا يجب أن يعاد النظر في الأمور من خلال العمل الجماعي والسرعة في إيجاد الحلول من طرف كل المسؤولين على كرة القدم الجزائرية حتى نتفادى الدخول في دوامة في المستقبل.
❊ نعود إلى النّتائج، كيف تتوقّعون أن تكون الجولات القادمة؟
❊❊ الجولات القادمة تعرف صراعا كبيرا بين كل الفرق بسبب عدم اتضاح من سيفوز باللقب ومن هو مهدد بالسقوط للقسم الثاني، لأن في حال انهزام الرائد في أكثر من لقاءين
وفوز الفريق الموجود في المؤخرة سيقلب الأمور، وهذا التقارب الكبير في النقاط والذي حيّر الجميع وجعلهم يلعبون بتخوف ما أثر على المستوى، ولكن باب الاحتمالات يبقى مفتوحا حتى النهاية ومن الصعب التكهن قبل نهاية البطولة لوجود 6 فرق معنية بالسقوط بصفة مباشرة.
❊ فريق مولودية بجاية مفاجأة الموسم؟
❊❊ أنا ضد هذه الفكرة لأن الفريق الذي يعمل بكل جدية
ومنذ بداية الموسم من المتوقع أن يحقق نتائج إيجابية، ولا يعتبر مفاجأة، وهذا ما يحصل مع فريق مولودية بجاية الذي يوجد في المقدمة بفضل المجهودات التي قام بها منذ فترة طويلة والانضباط التكتيكي والاستقرار ولمسة عمراني، إضافة إلى الوفاق الذي أصبح يملك التجربة في تسيير الأمور رغم كثافة البرنامج على الصعيدين الداخلي والإفريقي.
❊ كلمة أخيرة؟
❊❊ يجب أن نعيد النظر في طريقة التفكير فوق الميدان بالنسبة لمسيري الفرق والمدربين واللاعبين، والعمل على تحقيق الفوز داخل وخارج الديار حتى يرتفع مستوى البطولة وتعود المياه إلى مجاريها، خاصة بالنسبة للفرق المهددة بالسقوط هي مطالبة بكسب أكبر عدد من النقاط وهنا تظهر الخبرة والتجربة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024