فشـل عمليـة الاستقدامات وكثرة المشاكل

اتحاد بلعبــاس يعود إلـى المحـترف الثــاني بعــد “موسم أسـود”

محمد فوزي بقاص

لم يتمكن فريق اتحاد بلعباس من الصمود أكثر من موسم واحد مرة أخرى في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بعدما عاد الموسم الماضي وكان سقط في الموسم الذي قبله بعد غياب دام 20 سنة تحديدا عن الدرجة الأولى، بعد موسم كارثي بعث بأصحاب اللونين الأحمر والأخضر إلى الدرجة الثانية وجعل العقارب مرة أخرى يعيشون خيبة أمل جديدة بعدما فشل فريقهم في تحقيق حلم البقاء والعمل على إعادة الاتحاد إلى ما كان عليه في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وتكوين فريق من طينة الكبار.
 “المكرة” عانت هذا الموسم من سوء الاختيارات في عملية الاستقدامات وكذا الصراعات والمشاكل الداخلية للإدارة، التي عجلت برحيل رئيس مجلس إدارة إتحاد بلعباس “عبد الحكيم سرار” في الجولات الأولى من عمر الموسم الكروي (2014 ـ 2015)، خاصة بعد الانطلاقة السيئة في البطولة التي جعلت الشارع الرياضي البلعباسي يثور على المسيرين، بعدها جاء الدور على الرئيس الجديد “يحي عمرون” الذي عانى الأمرين هو الآخر بعدما قرر قيادة القطار بعد رحيل “سرار” الذي قضى بداية موسم صعب دفعته إلى الاستقالة بعدما أعاد الفريق في الموسم الذي قبله إلى المحترف الأول حين توج بطلا للرابطة المحترفة الثانية “موبيليس” في موسمه الأول على رأس النادي.
التأخر في التحضيرات سبب الفشل
وتعد استراتيجية الفريق في جلب لاعبين قادرين على تشريف ألوان الفريق والدفاع عن حظوظه في اللعب في المحترف الأول من بين أبرز الأسباب التي جعلت إتحاد بلعباس يعود للدرجة الثانية بعد موسم مخيب بتشكيلة عجزت عن الخروج من قوقعتها رغم الأسماء الكبيرة والمخضرمة المتواجدة في الفريق والتي أصبحت تعد من بين كوادرها وساهمت في عودتها لحظيرة الكبار على غرار قائد الفريق والدولي السابق “حسين عشيو”، والهداف السابق لوداد تلمسان والبطولة الوطنية “يوسف غزالي”، وصانع الألعاب السابق لوفاق سطيف “حسين العقبي”.
كما تعتبر الانطلاقة الخاطئة للفريق في التحضيرات بمدرب فرنسي اسمه “جون غي والام” يجهل خبايا البطولة الجزائرية تماما، وأيقن عدم جاهزية فريقه أربعة أيام فقط قبل انطلاق البطولة في المباراة الودية التحضيرية الأخيرة قبل انطلاق الموسم أمام الصاعد الجديد هذا الموسم “سريع غليزان” بقيادة المدرب المحنك “عبد القادر بن يلس” بعد انهزامه وقتها بهدفين نظيفين، وهو ما جعله لا يثق في بعض اللاعبين الذين سمع عنهم الكثير لكنهم لم يكونوا جاهزين لانطلاق الموسم، ما جعله يقوم بتغيرات جذرية على التشكيلة الأساسية منذ المباراة الأولى للبطولة في داربي الغرب أمام جمعية وهران، إلى أن تمت إقالته من على رأس العارضة الفنية للفريق مباشرة بعد إقصاء كأس الجمهورية أمام شباب قسنطينة في المباراة المعادة، بعدما أبان عن محدوديته في التدريب وفشله الذريع في إخراج الفريق من الوضعية الحرجة التي رماها فيها منذ بداية الموسم، بعدما عجز عن تحرير اللاعبين نفسيا.
 «شارف” يعجز عن تفكيك الشفرة
بعد رحيل الفرنسي والام من على رأس العارضة الفنية للمكرة جاء الدور على المدرب الذي صنع اسما كبيرا له في البطولة الوطنية بعدما أدى مواسم كبيرة رفقة فريق إتحاد الحراش ببلوغه الدور النهائي لكأس الجمهورية 2012، وإنهائه البطولة في كل موسم في المراكز الثلاثة الأولى، لكن تميز مروره ببلعباس بفشله في تحقيق “الديكليك” المنتظر تماما مثل ما قام به في مولودية الجزائر في بداية الموسم، وهو ما قد يجعل من هذا الموسم الأصعب في مسيرة شارف، كما سيرتبط اسمه هذه المرة بالمساهمة في سقوط إتحاد بلعباس بعد موسم أسود.
 «مشيش” يرث فريقا “مهلهلا”
بعد تنصيبه على رأس الطاقم الفني للفريق حاول ابن مدينة بلعباس والدكتور الجامعي علي مشيش، إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن الضغط الكبير الممارس من قبل الأنصار بغية تحقيق حلم البقاء وضعف النتائج الايجابية وكثرة المشاكل الإدارية التي دفعت القائد عشيو إلى رمي المنشفة مبكرا وقبل نهاية الموسم بأزيد من شهر بتهمة تحريض اللاعبين على مغادرة الفريق قبل مباراة إتحاد العاصمة للتشويش على النادي والمطالبة بالمستحقات في كل مرة قبل المباريات الهامة.وكان طرد عشيو القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت الفريق يفقد أحد أبرز عناصره، وهو ما لم يساعد مشيش في النجاح في مهمته ما جعله يستقيل من العارضة الفنية للفريق قبل جولة عن نهاية الموسم، بعدما كشف في تصريحات صحفية بأنه أصبح لا يطيق تدخل الإدارة في صلاحياته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024