ظاهرة عدم استقرار المدرّبين في ارتفاع ضمن المحترف الأول

البحث عن إبعاد ضغط الأنصار وتحسين النّتائج وراء قرارات المسيّرين

حامد حمور

تعود نقطة عدم استقرار المدربين ضمن أندية النخبة في كرة القدم الجزائرية في كل موسم،  ونلاحظ أنّ نسبة قليلة من التّقنيّين الذين بإمكانهم المكوث في مناصبهم طيلة الجولات الـ 30 التي تلعبها الفرق في الموسم، وهذا لعدة أسباب المتعلقة أساسا في عدم وجود استراتيجية بعيدة المدى التي ينتهجها مسيّرو الأندية، الذين في أغلبيتهم يريدون النتائج الآنية على حساب العمل القاعدي.
من هذا المنطلق، فإنّ انتظار النّتائج الكبيرة مهما كانت امكانيات الفريق في بداية الموسم، هو الذي يشكّل الضّغط على المدرب الذي يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، ويضطر في غالب الأحيان إلى رمي المنشفة بعد جولات معدودة . وحدث في البطولة الحالية أنّ فريقا استنجد لحد الآن بـ 5 مدربين خلال 16 جولة، وأغلبية الفرق غيّرت ولو مرة مدربها الرئيسي، وتنتظر أن تتحسّن النتائج لبلوغ أهدافها المسطرة في بداية الموسم.
4 أندية فقط حافظت على طواقمها الفنية
فما عدا فرق اتحاد العاصمة، اتحاد الحراش، دفاع تاجنانت وشباب بلوزداد التي وضعت الثقة في مدربيها، فان الأندية المتبقية كلها “جرّبت” فكرة تغيير المدرب لأسباب أحيانا منطقية، وفي أغلب الأحيان غير منطقية تماما ولا تخضع للمسار العلمي في تسيير موسم كروي.
وكان قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعدم حصول المدرب لأكثر من إجازتين في الموسم يهدف إلى توقيف النزيف الموجود على مستوى الأندية، الا أن ذلك لم يعطي النتائج المرجوة، كون الأندية بإمكانها جلب عدد غير محدد من المدربين في موسم واحد. وخلال الندوة الصحفية التي نشطها رئيس الفاف مؤخرا، أكد أن “الاتحادية لا يمكنها التدخل في شؤون الأندية التي هي حرة في اختيار المدرب”. لذلك، فإن المعادلة الحالية لم تعطي الحلول الكاملة لعلاقة المدرب بالنادي، والسبيل الوحيد للمدرب هو تحقيق النتائج وإلا فإنه قد يقال، وهنا أيضا يعطي الكثير من المتتبعين أمثلة لأكبر الأندية على المستوى العالمي، والمعروفة بتنظيمها وألقابها لكنها لا تستطيع ترك مدرب لا يمكنه الوصول الى النتائج المرجوة، وخير دليل على ذلك فريق ريال مدريد الذي بالرغم من أن رئيسه بيريز ذكر أنّه تم اختيار بينيتيز نظرا لكفاءته وشخصيته، إلا أن الضغط غيّر هذا الأمر وعوّض بينيتيز بالمدرب الحالي زيدان.
حقيقة الميدان...
ولذلك، فإنّ منطق كرة القدم يسير بالتوازي مع النتائج في المقام الأول، فاتحاد العاصمة رائد ترتيب الرابطة المحترفة الأولى وضع الثقة في “المدرب المساعد” حمدي، الذي قدّم كل الضمانات من ناحية تسيير المجموعة والنتائج الفنية، ممّا جعل إدارة “سوسطارة” تقوم بترقيته الى مدرب رئيسي كونه حقّق النقلة النوعية من ناحية النتائج. وبالمقابل، فإنّ مولودية الجزائر المعروفة  «باستهلاك” الكثير من المدربين، فإنها تخلت عن مدرب “معروف على الصعيد العالمي”، وهو البرتغالي أرثور جورج الذي كان “ضحية” تذبذب نتائج العميد، رغم أنه أتى إلى المولودية بمسار كروي ذهبي، فالميدان هو الوحيد الذي يحدد استمرار أو ذهاب مدرب ما.
ومن جهة أخرى، فإنّ تغيير المدرب لا يعني حتما أن النتائج ستتحسّن، لأن عدة معطيات تحدد ذلك من بينها تأقلم التقني مع محيط الفريق مباشرة من عدمها، بالاضافة الى التشكيلة التي سيجدها باعتباره لم يقم هو بعملية جلب اللاعبين، وآخر تصريح لمدرب المولودية العاصمية مزيان إيغيل، الذي أكد أنه لا يتوفر على تشكيلة قادرة على الفوز بـ “الدربيات”، وهو الأمر الذي يصب في أنّ تغيير مدرب قد يحدث “الطفرة” المعنوية للاعبين في فترة وجيزة في أغلب الأحيان، إلا أن ذلك قد لا يكفي لتحقيق نتائج كبيرة.
الهدف حسب الامكانيات...
ومن ناحية إعطاء المدرب كل الفرص للبقاء في النادي، فإلى جانب تغيير ذهنيات المسيرين من خلال السير وفق استراتيجية منطقية حسب الامكانيات الموجودة من خلال وضع هدف منطقي للفريق، فإن على المدرب الحرص على معرفة محيط الفريق وأهدافه قبل الانطلاق في العمل لكي لا يقع في ضغط يخرجه عن مشروعه الرياضي بزيادة مطالبة الجمهور بضرورة تغييره، وفي كثير من الأحيان يؤدي ذلك إلى تغييره بمدرب آخر. وأمر جديد دخل قاموس البطولة الوطنية هذا الموسم، من خلال الخلاف الذي نشب بين مدرب اتحاد الحراش بوعلام شارف ورئيس النادي مانع، بالرغم من أنّ الأمور كانت على أحسن ما يرام في بداية الموسم، حتى أن رئيس النادي العاصمي أكد أنه لم ولن يقدم على إقالة مدربه حسب المنطق الذي يراه في كرة القدم، وتكون الوضعية المالية للفريق وراء الخلاف بين شارف ومانع، والتي تدخل كذلك في يوميات أنديتنا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024