عبد الهادي جلاب (مدرب وطني سابق للملاكمة) لـ “الشعب” :

”مخلـوفي طــور نفســه والرياضـة الجزائريــة تراجعـت للــوراء”

حاوره: محمد فوزي بقاص

بعد المشاركة المخيبة للقفاز الجزائري في الألعاب الأولمبية التي جرت وقائعها بمدينة “ريو ديجانيرو” البرازيلية، بإقصاء كل الملاكمين الجزائريين وعدم التمكن حتى من إهداء الجزائر ميدالية وحيدة في نهاية المسابقة، اتصلنا بالمدرب الوطني السابق “عبد الهادي جلاب” الذي حقق العديد من الانجازات مع الملاكمة في السابق، والذي كشف العديد من الأمور وتحدث بوطنية وبغضب شديدين بعدما سماه بالمشاركة الكارثية والمهزلة الرياضية في الأولمبياد، وطالب الجميع بالاستقالة وإعادة النظر في كيفية تسيير الاتحادية، كما تحدث عن الكثير من الأمور في هذا الحوار الشيق :
«الشعب”: أولا كيف تقيم المشاركة الجزائرية في أولمبياد “ريو” ؟
عبد الهادي جلاب : مشاركة مخيبة وكارثية بالنظر إلى كل الأموال التي صرفت، وهنا لا ألوم الرياضيين بل ألوم بعض الطواقم الفنية والمسؤولين في الاتحاديات وفي أعلى الهيئات، لأن هناك الكثير من الكلام الذي يقال عن التسيير العشوائي والغير المنطقي في الكثير من المرات وفي العديد من الاختصاصات، خاصة منها التي عودتنا على حصد الميداليات في مثل هذه المناسبات وأقصد هنا رياضة ألعاب القوى والملاكمة والجيدو، في حين لا ألوم الرياضات الأخرى على إخفاقاتهم، خاصة منهم الشراع والتجديف لأنهم قاموا بمشاركة تاريخية، في حين نتساءل عن غياب السباحين وبعض الرياضات الأخرى كل هذا يجب إعادة النظر فيه، لكن المهم والأهم أني لا أريد سماع المسؤولين يصرحون بأن المشاركة الجزائرية مقبولة بحصد الجزائر لميداليتين في ألعاب القوى، أنا أقول بأن “مخلوفي” هو الذي طور نفسه والرياضة الجزائرية عادت للوراء بسبب التصرفات الطائشة للمسؤولين وكثرة الذين يعشقون ملء جيوبهم بأموال مخصصة لتحضير الرياضيين لخوض غمار منافسة قوية من هذا النوع، لدي الكثير من الأصداء من “ريو” وبعد عودة جميع الرياضيين إلى الجزائر سيفضح عدد من الرياضيين المسؤولين في وسائل الإعلام بعدما قرروا عدم السكوت والحديث لمحاولة القيام بالتغيير.
وما تقييمك للملاكمين الجزائريين الذين خاضوا الأولمبياد ؟
 منتخب هش بملاكمين قادرين على السيطرة الدولية وعلى حصد الكثير من الميداليات خلال هذه الدورة نظرا لخبرة الكثير منهم الذين خاضوا الأولمبياد الثالثة لهم في مسيرتهم الرياضية، لا أخف عليك بأني شاهدت النزال الأول للملاكم “عبد القادر شادي” لم أفهم ما الذي حدث وقلت أين دور المدرب بعد هذا الإقصاء، لكني تفاءلت خيرا وقلت أن “بن شبلة” على الأقل سيتمكن من المرور إلى الدور ربع النهائي، لكنه نازل وكأنه في الأصناف الصغرى ضد ملاكم من الأكابر رغم قوة الملاكم البريطاني، لكنه ما كان ليخسر النزال بتلك الطريقة لو كان مدرب بشخصية قوية وراء الحلبة لكانت الأمور مختلفة، ثم بعدها أحضر لمهزلة في الملاكمة لملاكمي الذي أعرفه جيدا “محمد فليسي” الذي أقصي أمام دمية تبلغ من العمر 19 سنة، هنا أتساءل عن كيفية التحضير ودور الطاقم الفني وعن الأموال الطائلة التي قيل بأنها صرفت على الرياضيين.
لكن ما الخلل في كل ما حدث ؟
 الخلل يبدأ من المسؤول الأول على الملاكمة الجزائرية الذي في وقت مضى قلنا بأنه كان ملاكما ويمكنه أن يجلب الإضافة إلى الفن النبيل، وفي الطاقم الفني الذي تنقل في نزهة وعطلة مدفوعة الأجر إلى “ريو” وتحصل على تكلفة العمل دون أن يقوم بعمله لأنه كان الغائب الأكبر في هذه الدورة، والملاكمون كانوا قد اشتكوا منه في العديد من المناسبات وقالوا بأننا لسنا مرتاحين معه ومع طريقته تدريبه وطالبوا في العديد من المناسبات باستبداله، بالإضافة إلى التحضير الذي انطلق متأخرا، منازلات من هذا النوع تحضر قبل الموعد بأشهر وليس قبل شهرين، كما أنه كان على الاتحادية إقالة الطاقم الفني بعد المشاركات المخيبة في كل المنافسات التي خاضتها العناصر الوطنية الموسم الماضي، لكن للأسف لم يحدث ذلك والمسؤولين لم يفكروا في هذه الرياضة وفي مستقبلها ولا حتى في الراية الوطنية التي كانت الغائب الأكبر في هذه الأولمبياد.
 كانت لديك مشاكل مع الاتحادية التي رفضت إشرافك على العارضة الفنية للمنتخب ؟
ليس عندي أي مشكل مع أحد، عرض علي الرئيس تدريب المنتخب وطالبت بعقد منطقي وبأهداف معينة، منذ إشرافي على العارضة الفنية للمنتخب لم أتنقل يوما وعدت للجزائر صفر اليدين الحمد لله حصدت العديد من الميداليات في الأولمبياد، في البطولة العالمية، في الألعاب الإفريقية، في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، مع المنتخب، ومع الفرق الحمد لله أنا أول وآخر مدرب جزائري يملك كل الشهادات العليا للتدريب في الملاكمة، وشرف لي أن أهديت للجزائر مع المرحوم “سلطاني” و«بحاري” وكذا “علالو” ميدالية من مختلف الألوان اسمي نقشته في تاريخ الملاكمة الجزائرية رغم أنف المسؤولين، لكن أن ترفض شروطي وتجلب طاقما فاشلا بملاكمين من المستوى العالي وتفشل حتى في المرور بهم إلى الدور نصف النهائي، هذا أمر لا يغتفر ويجب محاسبتهم لأنهم حرموا الجزائر من حصد ميداليات جديدة وحرموا هذا الجيل من التتويج، كما أن الأخطر من ذلك منعوا ملاكمين رائعين من خوض المنافسة مع المنتخب الوطني كانوا قادرين على حصد على الأقل البرونز لسبب واحد لأن مدربهم اسمه “عبد الهادي جلاب” مدرب المجمع البترولي النفطي.
 إذا كان “عبد الهادي جلاب” مدربا للمنتخب الوطني للملاكمة على كم من ميدالية كان سيتحصل ؟
 لا يمكن التنبأ بعدد الميداليات، لأن الميداليات يلزمك العمل عليها ويجب أن يمنحك الله توفيقا منه، في مسيرتي رشحت عددا هائلا من الرياضيين لنيل الذهب في الأولمبياد، لكن في الأخير كان للحكام رأي آخر وحرموا من التتويج، لكن أن تنازل بالطريقة التي انهزم بها ملاكمونا هذا أمر لا يغتفر، في السابق كانوا يمنحونا أفضل الحكام لمنعنا بطريقة أو بأخرى كي لا نتوج بالذهب والآن أصبحنا نقصي أنفسنا بأنفسنا، لكن بالعودة إلى سؤالك أقسم بأن “شادي” كان سيذهب بعيدا و«فليسي” على الأقل كان سيتوقف في نصف النهائي وبحضوري لا يمكن لملاكمي أن يقصى على يد ملاكم عديم الخبرة مثل الذي انهزم معه، وربما الإقصاء الوحيد كان سيكون “بن شبلة” نظرا لقوة الانجليزي لكن ذلك كان ليكون بشرف وبأقل الأضرار.
 إذا عرض عليك مستقبلا الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب هل ستقبل ؟
تلبية نداء الوطن أعتبره فرضا ومن لا يلبيه أعتبره حراما، لكني الآن لا يمكنني تقبل هذا المنصب لأني في نهاية مسيرتي التدريبية الآن أنا في التقاعد بعد مسيرة طويلة وحافلة بالألقاب كمدرب، وسأتنقل للعمل وخدمة الملاكمة في البلدان التي تتهافت على خدماتي والتي تطلبني من أجل تطوير الملاكمة في بلادها، لأني تعبت من المشاكل في رياضتنا وحان الوقت للاستمتاع بالفن النبيل.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024