الحـرب المنسيـة

عام إنساني أسود في اليمن

عام 2016، مرّ قاتماً على اليمن مع استمرار الحرب ونزيف الدماء التي تسفك في كل لحظة وحين حاصدة آلاف الأرواح، مقابل فشل كل المساعي الرامية إلى الدفع بالحل السياسي للأزمة التي تفجّرت قبل نحو ست سنوات دون أن تجد لها أرضية تفاهم خاصة وأنها تحوّلت مع مرور الاعوام من صراع داخلي على السلطة  إلى صراع إقليمي وحرب بالوكالة يدفع ثمنها اليمنيون دون سواهم، الأمر الذي تسبب، ولا يزال، بتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي وصلت إلى حدود الكارثية.

 لقد شهد عام 2016، العديد من الأحداث والتطورات التي حفل بها المشهد اليمني، وتبددت مع نهايته آمال اليمنيين في التوصل إلى حل سريع للأزمة وإيقاف الحرب المدمرة، حيث فشلت جهود البحث عن صيغة توافقية للحل السياسي للأزمة المتصاعدة من خلال طاولة المفاوضات، وتحوّل اليمن السعيد إلى خريطة مشتعلة بالعنف والنزيف والتداعيات الإنسانية الكارثية، خاصة بعد أن دخل الارهابيون على خطّ نارها، وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وعشرات الآلاف من الجرحى، بينهم نحو أربعة آلاف قتيل وسبعة آلاف جريح من المدنيين وفق الأمم المتحدة التي توقعت أن تكون حصيلة الضحايا أكبر لأن بعض المناطق ليست بها منشآت طبية، إضافة إلى النازحين وانتشار الأوبئة وارتفاع نسبة سوء التغذية إلى درجة “المجاعة” في بعض المناطق.
كما فقد مئات الآلاف أعمالهم، وساء الوضع الاقتصادي مع تدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية، وزاد الوضع سوءا  الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي منذ أفريل 2015، في كثير من المحافظات وأزمة الوقود الحادة، وهو ما ساهم في زيادة التضخم وارتفاع أسعار المنتجات الأساسية.
وذكرت منظمات تابعة للأمم المتحدة أن نحو 19 مليون نسمة من أصل نحو 26 مليونا هو عدد سكان اليمن باتوا بحاجة لمساعدات إنسانية، وسبعة ملايين منهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتناولون الوجبة القادمة أم لا.
وزادت معاناة الناس خلال الثلث الأخير من 2016، مع توقف صرف رواتب الموظفين الحكوميين بسبب إفلاس البنك المركزي ونفاد السيولة النقدية لديه.
دم يراق ومجاعة تحطّ الرحال
وفق المنظمة الأممية للطفولة “اليونيسيف” فإن 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد وبحاجة إلى العناية العاجلة، وإن 462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200% مقارنة بعام 2014،
كما يعاني 1.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد المتوسط، وقالت المنظمة الأممية إن هذه كارثة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل.
وأضافت في تقرير نشر منتصف ديسمبر 2016، أن طفلا واحدا يموت في اليمن كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مشيرة إلى أن محافظة صعدة تعاني أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني ثمانية أطفال من أصل عشرة بالمحافظة من سوء التغذية المزمن.
3 ملايين نازح في وضع مأساوي
وتمثل مشكلة النازحين جزءا من المعاناة الإنسانية في اليمن، إذ تقدر إحصاءات المنظمات الدولية أعداد النازحين بأكثر من ثلاثة ملايين شخص يسكن أقل من نصفهم في مخيمات وظروف إنسانية صعبة.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 62% من النازحين يقيمون لدى أقاربهم أو أصدقائهم، بينما يعيش آخرون في أماكن إيواء غير ملائمة تفتقر إلى الخدمات الأساسية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024