تفعيل دور الحاضنة الجامعية ودار المقاولاتية لدعم الابتكار
يفتتح المركز الجامعي الشريف بوشوشة بآفلو، الدخول الجامعي للسنة الأكاديمية 2025-2026، وسط تحضيرات بيداغوجية ولوجستية مكثفة لإنجاح الموسم الجديد على جميع الأصعدة.
منذ نشأته، شهد المركز الجامعي بآفلوا مسارًا متدرجًا نحو التطور والعصرنة؛ حيث تمت ترقيته من ملحقة جامعية إلى مركز جامعي كامل بموجب المرسوم التنفيذي رقم 16-230 المؤرخ في 1 سبتمبر 2016. وفي 19 ماي 2022، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى السادسة والستين ليوم الطالب، أعلن والي ولاية الأغواط عن تسمية المركز باسم بطل المقاومة الشعبية شريف بوشوشة، تكريمًا لتضحياته ونضاله الوطني.
وقد عرف المركز ذاته في السنوات الأخيرة، نموًا ملحوظًا بفضل جهود الدولة الجزائرية؛ من ناحية إنشاء الهياكل القاعدية، وعدد الطلبة المسجلين فيه والمتخرجين منه منذ تأسيسه، وبات يضم اليوم عددا لا بأس به من التخصصات العلمية وطلبة الدراسات العليا والدكتوراه، إضافة إلى هيئة تدريسية وطاقم إداري متكامل، كما استقبل في الدخول الجامعي الجديد رقما معتبرًا من الناجحين في شهادة البكالوريا لسنة 2025، ما يعكس الثقة المتزايدة في عروضه التكوينية وجودة مساراته التعليمية.
وفي هذا الشأن، أكد مدير المركز الجامعي بآفلوا، الدكتور منير قتال، أنّ خطة العمل المعدة للمرحلة المقبلة تنطلق من توجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وترتكز على تطوير الموارد البشرية عبر استحداث مناصب جديدة للأساتذة والموظفين وتعزيز تكوينهم المستمر، إضافة إلى فتح تخصصات نوعية جديدة لمواكبة التحولات العلمية والاقتصادية الوطنية، وزيادة مسابقات الدكتوراه لاستقطاب الطلبة المتميزين.
وأبرز الدكتور منير قتال، في تصريح خص به «الشعب»، أن دائرة الإنتاج العلمي ستتوسع أكثر من خلال تشجيع النشر في المجلات المحكمة، واستحداث مجلات علمية جديدة، مع تطوير الرصيد الوثائقي، وتحديث المكتبة الرقمية، فضلًا عن تفعيل دور الحاضنة الجامعية ودار المقاولاتية لدعم الابتكار وريادة الأعمال في أوساط الطلبة الجامعيين، بما يخدم سوق الشغل المحلي، ويسهم في ربط المركز مع محيطه الاجتماعي والاقتصادي.
وتطرق المدير قتال إلى رغبته في تحسين جودة الحياة الجامعية، سواء في جانب الإيواء والخدمات البيداغوجية أو تعزيز الأنشطة الثقافية والرياضية، معتبرًا أن هذه الأخيرة تمثل عنصرًا محوريًا في صقل شخصية الطالب، وترسيخ روح انتمائه للوطن. كما أشار إلى مواصلة جهود إبرام اتفاقيات توأمة وشراكات مع جامعات وطنية ودولية، والسعي لاستقطاب طلبة أجانب، قصد تعزيز الحركية الأكاديمية العلمية وتوسيع دائرة الانفتاح على المحيط.
وفي سياق النشاطات العلمية، أوضح الدكتور منير، أن المركز سيكثف من وتيرة تنظيم المؤتمرات والندوات في شتى التخصصات، إلى جانب ورش عمل ودورات تدريبية في مجالات متعددة، مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة والرقمنة واللغة الإنجليزية والتسويق، يؤطرها أساتذة المركز وخبراء وأكاديميون مرموقون من مختلف جامعات الوطن الكبير.
إلى ذلك، ستحرص الإدارة بالتنسيق مع المعاهد والكليات على تشجيع البحوث والمشاريع العلمية التي يشرف عليها أساتذة وطلبة، لما لها من أثر في إثراء المعرفة وخدمة المجتمع المحلي، إضافة إلى دعم نشر الأبحاث في مجلات محكمة، وتطوير مخابر البحث لتشجيع الابتكار، سعيا لتحسين تصنيف المركز الجامعي وطنيا ودوليا.
أما على مستوى الأنشطة الطلابية، سيعمل المركز على تنويع التجارب الموجهة للطلبة من خلال الأندية الثقافية والتاريخية والفنية، وتكثيف المسابقات والأنشطة التي تشمل المسرح والشعر والمناظرات، فضلًا عن الرحلات الميدانية، والفعاليات الاجتماعية والتطوعية التي تربط الطالب بمجتمعه، إلى جانب المسابقات الرياضية التي ترسخ روح التعاون والالتزام.
وفي ذات السياق، تطرّق مدير المركز أيضًا، إلى الآفاق المستقبلية التي تسعى إليها المؤسسة في آفلوا، على غرار توسيع العروض الأكاديمية لاستيعاب أعداد أكبر من الطلبة، وتبني تقنيات التعليم الرقمي الموصى بها من الوزارة الوصية، إلى جانب المساهمة في تحديث المناهج بما يضمن جودة التعليم المعرفي، وترسيخ التعاون البحثي والشراكات الدولية، واستقطاب الطلبة الأجانب للدراسة في المركز، مع تشجيع الابتكار، وريادة الأعمال، ودعم برامج التوجيه والتوظيف لتمكين الطلبة من الاندماج في سوق العمل بسرعة وكفاءة.
واختتم الدكتور منير قتال حديثه بدعوة كافة مكونات المجتمع المدني المحلي، من سلطات محلية وجمعيات ومنظمات وفاعلين اقتصاديين، إلى المساهمة في مسار ترقية المركز الجامعي الشريف بوشوشة بآفلوا إلى جامعة متكاملة، منوها أن نجاح المشروع مرهون بتضافر جهود الجميع حتى يصبح المركز نموذجًا أكاديميًا وبحثيًا يخدم المنطقة ويرفع اسم الجزائر عاليًا».
