استعـرت في 23 فيفـري 1958 بالولايـة التاريخيـة الأولى

هــذه وقائع معركــة فوغالــة

أحمد بوذراع: عقيد متقاعد

حلت سنة 1958، بعد أن سلخت أربع سنوات من عمر الثورة، فعلى الصعيد الداخلي تدعمت الثورة داخل التراب الوطني بهياكل تنظيمية وإدارية، وبخلايا شعبية ساهمت في التلاحم والترابط بين جيش التحرير الوطني وبين الشعب الجزائري بكامل أطيافه في المدن والأرياف والقرى، مما جعل السلطات الفرنسية تقف عاجزة للقضاء على الثورة، وإبعاد المواطنين عن تدعيم المجاهدين، رغم كل المناورات السياسية والنفسية وحملات الدعاية والمساعدات الاجتماعية، جسدها خاصة قانون الإطار الخاص بالجزائر الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي في شهر جانفي 1958، لتطبيقه في محاولة لكسر شوكة الثورة وانتصارات جيش التحرير الوطني..


ولقد أعلن عن هذا القانون روبير لاكوست، خلال زيارته لمدينة قسنطينة يوم 7 فيفري، وردد عبارة “سنفوز بحرب الحدود” ثلاث مرات في خطابه، يومان بعد هذا التصريح، يقرر مجلس الوزراء الفرنسي إنشاء منطقة محرمة على الحدود التونسية، وأخرى على الحدود المغربية في محاولة لإبعاد السكان وجيش التحرير الوطني عن الالتحام ببعضهم البعض.
على الصعيد الخارجي، تميزت هذه السنة بأحداث هامة “برز منها المشهد السياسي والديبلوماسي، من خلال تزايد تأييد الرأي العام العالمي للقضية الجزائرية العادلة، والتعاطف مع ثورتها التحررية، خاصة بعد قيام الطيران الفرنسي بشن غارات جوية أمطر قنابله بكل وحشية ضد القرية التونسية الحدودية “ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958، وقد أدى هذا الهجوم العدواني إلى مقتل عشرات المدنيين من الطرفين التونسي والجزائري، كما ظهر التغيير الطارئ في مواقف العديد من الدول التي كانت تساند فرنسا، ومنها الرأي الأمريكي الذي له صدى كبير في هيئة الأمم المتحدة وفي مصلحة تطور القضية الجزائرية، وقد كان للشكوى التي رفعها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أمام مجلس الأمن دور كبير في بروز القضية الجزائرية مرة أخرى وبتطورات جديدة وبأكثر فعالية في هيئة الأمم المتحدة.
وساهم مؤتمر التضامن الإفريقي الأسيوي الذي جرت أشغاله في القاهرة بمصر، في تدويل القضية الجزائرية وطرحها في المحافل الدولية. وأعلن في توصياته عن جعل يوم 30 مارس 1958 اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الجزائري بتنظيم التجمعات والمظاهرات والاحتفالات الرسمية والشعبية، وجمع الأموال، والمساعدات المادية لصالح الشعب الجزائري.
في المقابل، تأزمت الأوضاع بين أعضاء الحكومة الفرنسية، وتركزت الأنظار حول عدم الاستقرار الذي تعيشه الجمهورية الرابعة، وزاد الشرخ اتساعا داخل صفوف الجيش الفرنسي، وعبر الأقدام السوداء عن مخاوفهم من عدم قدرة حكومتهم على مواجهة جبهة وجيش التحرير الوطني، حيث اعتبروا أن جهود الدولة في المحافظة على الجزائر فرنسية غير كافية، وأن احتمال حدوث كارثة أخرى مثل التي حدثت في الهند الصينية كانت وشيكة.
وقد نظمت حملة من أجل الجزائر الفرنسية من طرف الحاكم السابق للجزائر جاك سوستال في 3 فيفري 1958، الذي أنشأ من أجل ذلك “الاتحاد لإنقاذ وتجديد الجزائر الفرنسية (USRAF) الذي لعب دورا أساسيا في التحضير النفساني لانقلاب 13 ماي الذي جاء بالجنرال ديغول إلى الحكم وأسقط الجمهورية الرابعة.
الوضع العسكري..
شهدت بداية سنة 1958 تكثيف وحدات جيش التحرير الوطني لعملياتها العسكرية، ونشاطاتها المتنوعة في كامل التراب الوطني، يمكن التأكد من هذا بالاطلاع على الإحصائيات التي أوردتها جريدة المجاهد الصادرة في شهر جانفي 1958، في صفحتها الثانية تحت عنوان “ نصف الشهر العسكري. فقد بلغ في الشمال القسنطيني مثلا عدد الاشتباكات خلال النصف الأول من شهر جانفي 10 اشتباكات عنيفة، كما بلغ عدد الكمائن 12 كمينا، ونفذ المجاهدون 14 هجوما ضد المراكز العسكرية، و12 عملا تخريبيا ضد السكة الحديدية، والطرق المعبدة، والمصالح الاقتصادية للعدو.
أما في الولاية الثالثة فقد وقعت (06) اشتباكات، ونصب جنود جيش التحرير الوطني للعدو (05) كمائن تكبد فيها العدو خسائر في العتاد والأرواح، كما نفذ المجاهدون (12) هجوما ضد المراكز العسكرية بمدافع الهاون، والرشاشات، بالإضافة إلى قطع (150) عموديا هاتفيا، وتخريب كيلومترين من السكة الحديدية، ونسف جسرین و (03) مولدات كهربائية كبيرة.
أما في القطاع الوهراني، فقد وقع (17) اشتباكا، ونصبت لقوات العدو، وقوافله (14) كمينا، وشن المجاهدون بمدافع الهاون والأسلحة الأتوماتيكية هجومات على (22) مركزا عسكريا، وقاموا بوضع ألغام فجرت قطارين لنقل البضائع، وهاجم المجاهدون (38) مزرعة اتخذت مراكز عسكرية (5).
وفي الولاية السادسة، وقعت عدة معارك واشتباكات مثل معركة جبل مناعة في جانفي 1958، واشتباك بحرارة شمال الجلفة في جانفي 1958 ومعركة جبل الزرقاء بالقرب من بوسعادة في فيفري 1958، بالإضافة إلى العديد من الكمائن.
تضاعفت النشاطات العسكرية على الحدود الغربية والشرقية، بسبب حركية كتائب نقل الأسلحة والذخيرة القادمة من القواعد الخلفية خاصة من الحدود الشرقية، ووقعت عدة معارك أطلق عليها تسمية “معارك الحدود” بعد أن طوقت السلطات الفرنسية منذ سنة 1957 الحدود الشرقية والغربية بمجموعة من الخطوط الشائكة والمكهربة، وزرعت المنطقة بملايين القنابل المتعددة الأشكال والأنواع، بالإضافة إلى تعزيزه بوحدات عسكرية من المدرعات والمشاة لحمايته، ومنع دخول قوافل تموين جيش التحرير الوطني إلى الولايات الداخلية.
من بين معارك الحدود خلال هذه الفترة، معركة الكاف لعكس التي وقعت أحداثها من 9 إلى 14 فيفري 1958 خاضها جنود الكتيبة السابعة من الفيلق الثالث، وقد اشتركت في هذه المعركة قافلتين محملتين بالأسلحة قادمتين من الحدود التونسية، واحدة تابعة للولاية الثانية الشمال القسنطيني، والأخرى تابعة للولاية الثالثة القبائل. وقد تمكنتا عبر المناورة من الإفلات من الحصار، ومواصلة طريقهما. سقط فيها 250 شهيدا على رأسهم قائد الكتيبة السبتي بومعراف.
كما نفذ المجاهدون كمينا محكما في جبل الواسطة قرب الحدود التونسية - الجزائرية في شهر جانفي 1958، قتل خلاله أكثر من ثمانية عشر عسكريا، وأسر خمسة آخرين، هذا الكمين اتخذته السلطات الفرنسية ذريعة لقيام طائراتها بقنبلة القرية التونسية ساقية سيدي يوسف، على أساس أنها مقر تمركز وحدات جيش التحرير الوطني التي نفذت الكمين.
كما عرفت هذه الفترة تكثيف البحرية الفرنسية من حصارها البحري والجوي ومراقبة البواخر والسفن العابرة للبحر الأبيض المتوسط، حيث قامت يوم 18 جانفي 1958 بتوقيف الباخرة اليوغوسلافية سلوفينيا التي كانت محملة بشحنة من الأسلحة والذخيرة موجهة إلى جيش التحرير الوطني.

موقع وطبوغرافية أرض المعركة

خلال الثورة التحريرية كان مكان المعركة الواقع في جبل وستيلي تابع للناحية الثانية، المنطقة الأولى، من الولاية الأولى أوراس النمامشة (11) وهو يتبع حاليا بلدية فضالة دائرة عين التوتة، ويبعد ميدان المعركة حوالي 25 كلم إلى الجنوب من مدينة باتنة.
يحد موقع المعركة من الشرق الزقاق، ومن الغرب قرية فوغالة، ومن الجنوب الارباع، ومن الشمال بلقو. يتباين الغطاء النباتي والغابي في المنطقة، حيث نجده يتنوع من الأشجار الكبيرة إلى الشجيرات والنباتات والأحراش، كما تتواجد الحجارة والصخور الصغيرة مترامية على كامل المنطقة في المنحدرات تنتشر الأحراش والنباتات القصيرة التي لا تغطي نصف قامة الإنسان، أما في المرتفعات حيث قمة رأس قدلان التي ترتفع (2000م) على مستوى سطح البحر، فتوجد أشجار الصنوبر والأرز الكثيفة...
توجد في المنطقة شعاب وجداول مائية متعددة تشق المنحدرات في الشمال يجري وادي تافرنت بمياهه المنحدرة من أعالي القمم التي تتجمع من ملتقى العديد من المجاري المائية ولا توجد في المنطقة منازل أو مساكن للمواطنين، لأن المنطقة أعلنتها السلطات الاستعمارية منطقة محرمة في المكان توجد منابع قليلة للمياه، وعلى مقربة من الطريق صعودا نحو مكان تمركز عناصر جيش التحرير الوطني تقل كثافة الغطاء النباتي والأشجار، وهناك مناطق شبه جرداء مكشوفة تسمح باكتشاف ورؤية المار عبرها بكل سهولة ويسر. وتتدرج هذه الكثافة في الزيادة كلما صعدنا إلى المرتفعات..
تحتوي أرض المعركة على حواجز طبيعية تحد من حركة تنقل الشاحنات والعربات، وحتى المدرعات، مثل مجرى الوادي في الناحية الشمالية الذي تسبب في تعطل مرور دبابة، وتوقفها عن مواصلة سيرها، وكذلك بعض الشعاب الحادة.
المواقع التي اختارها المجاهدون توفر الملاحظة والرؤية الجيدة، بالإضافة إلى توفرها على شروط الإخفاء والتمويه، كما تسمح بسهولة إطلاق النيران، والتنقل والحركة غير أنها تفتقر إلى توفر شروط التحصن والحماية من رمي المدفعية وقنبلة الطيران، حيث تنعدم فيها المغارات والكهوف أو الصخور الكبيرة التي يمكن الاحتماء بها.
لا تتوفر منطقة القتال على طرق معبدة، أو طرق ترابية للعربات، ما عدا بعض المسالك الترابية التي يستعملها الراجلون أو الحيوانات حسب شهادات المجاهدين فإنهم قد تموقعوا في الأماكن المرتفعة، بينما العدو كان يصعد من أسفل إلى أعلى مما أكسبهم الأفضلية في السيطرة على ميدان القتال.

 أحداث المعركة حسب الرواية الجزائرية

حسب شهادات المجاهدين، فإن سبب المعركة يعود إلى وشاية الخونة بوجود دورية محملة بالأسلحة قادمة من القواعد الخلفية بتونس، يقودها الطيب برتلة المدعو علي الطيب، وهي متواجدة في غابة حيدوسة (12)، وقد التقت الدورية يوم 20 فيفري 1958 مع الكتيبة الثالثة للمنطقة الأولى، للولاية الأولى بقيادة الملازم الأول أحمد إمرز وفن المدعو أحمد الجدارمي.
وكان قائد الكتيبة الثالثة قد تلقى أمرا بمرافقة وحماية أفراد الدورية من حيدوسة إلى جبل وستيلي، حيث يتواجد مركز قيادة النقيب محمد الطاهر عبيدي المدعو الحاج لخضر قائد المنطقة الأولى من الولاية الأولى. لتسليمه الأسلحة الجديدة التي جاءت بها الدورية من تونس لتوزيعها على مختلف نواحي وقسمات المنطقة. ب - أحداث المعركة يوم 22 فيفري 1958 تنقلت الكتيبة الثالثة، رفقة أفراد الدورية نحو دوار عمارة، غير بعيد عن شعبة أولاد شليح، حيث يوجد مركز للمجاهدين، يشرف عليه المناضل محمد خزار المدعو “مختار”. ومنه انطلقوا سيرا على الأقدار في اتجاه جبل وستيلي.
وصل المجاهدون مساءا إلى دوار فوغالة، وهو عبارة عن مجموعة من الأكواخ المهجورة من السكان بفعل سياسة القمع والتهجير التي نفذتها السلطات الاستعمارية الفرنسية، كان جيش التحرير الوطني يستغلها للراحة. وقد شاهدوا طائرات الاستطلاع تحلق في الناحية، ثم تلتها الطائرات المقنبلة، التي ألقت بقنابلها شمال وادي بني فضالة، ثم تبعتها طلقات المدفعية والهاون في نفس الاتجاه، وكانت بعيدة عن المواقع التي تمركز فيها المجاهدون، قام قائد الكتيبة، رفقة قائد الدورية، وقادة الأفواج بتوزيع المجاهدين، وتنظيم الحراسة لقضاء الليلة هناك.
في يوم 23 فيفري 1958، ومع ظهور أول ضوء الصبيحة لذلك اليوم سمع الحراس صوت محركات الآليات العسكرية والشاحنات، ثم شاهدوا القوافل العسكرية قادمة ناحيتهم، فأعلنوا الإنذار داخل صفوف الجنود. وأخبروا قائد الكتيبة الذي أصدر أوامره بالتنقل إلى المرتفعات، واختيار المواقع التي تتوفر على الأشجار الكثيفة، وعوامل الحماية الطبيعية، وتسمح بالتمويه والإخفاء. بعدها بقليل وصلت قوات العدو، ونزلت من العربات المدرعة والشاحنات قادمة من جميع الاتجاهات، كما كانت طائرات الهليكوبتر تقوم بإنزال المظليين على المرتفعات القريبة من مكان تخندق المجاهدين.
بدأ زحف العساكر الفرنسية في اتجاه المرتفعات، لم يطلق عليهم المجاهدون الرصاص حتى وصولهم قريبا منهم، حيث استقبلوهم بالرمي من جميع الأسلحة المتوفرة لديهم، وبكثافة نيران أوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة جعلتهم يتراجعون إلى الوراء حوالي منتصف النار، قام المظليون تساندهم الدبابات بمحاولة هجوم جديدة على مكان تخندق المجاهدين، غير أنهم فشلوا فشلا ذريعا، وسقط العديد منهم قتلى وجرحى بسبب الصمود الكبير، والمقاومة الشديدة للمجاهدين المتمركزين جيدا في مواقعهم. كما توقفت الدبابات عن الزحف لصعوبة تضاريس الميدان.
صمد المجاهدون حتى حلول الظلام، وقاتلوا بكل شجاعة حتى أنهم اشتبكوا مع المظليين في قتال متلاحم. استعملت فيه الخناجر والاشتباك بالأيدي واستطاع المجاهدون اختراق الحصار المضروب عليهم والانسحاب جنوبا في اتجاه بوزينة.

نتائج المعركة:

أسفرت المعركة عن استشهاد 27 مجاهدا وجرح 15 آخرين نقلوا إلى مستشفى الناحية الثانية بعين التوتة، تحت حماية وحراسة محمد زعلاني وثلاثة جنود. أما خسائر العدو فبلغت حوالي 350 قتيلا و100 جريح وغنم المجاهدون رشاشا.
في اليوم الموالي للمعركة قام أهالي المنطقة بدفن الشهداء في مكان قريب من مكان المعركة، بينما قام الجيش الفرنسي بنقل جثمان الشهيد أحمد إمرزوقن سي أحمد الجدارمي إلى مدينة سريانة، حيث عرض أمام ثكنة الدرك، لترهيب المواطنين، ومنعهم من الالتحاق بالمجاهدين.

أحداث المعركة حسب الرواية الفرنسية

تحصلت القوات الفرنسية على معلومات أدلى بها بعض الأسرى، بالإضافة إلى المعلومات والملاحظات التي تحصلت عليها مصلحة الاستطلاع بواسطة طائرات سلاح الجو التي مفادها وجود قافلة هامة من الجنود ومعهم مجموعة كبيرة من البغال والحيوانات تتنقل عبر المسالك الغابية محملة بالأسلحة والذخيرة.
قررت القيادة العسكرية للقطاع العملياتي الجنوب القسنطيني، تنفيذ عملية تشارك فيها عدة وحدات عسكرية أطلقت عليها اسم خليج 2 - Golf أسندت قيادتها إلى قائد الفوج 7 للرماة الجزائريين العقيد دو رافان دو لارافيني
(De Raffin de la Raffinie) الذي أعد خطة تعتمد على تطويق المنطقة التي يحتمل تواجد الثوار فيها، وهي محصورة بين وادي تافرنت شمالا، ومرتفع رأس تانوت جنوبا مرورا بخط الطول الذي يعبر تاجرة ناحية عين فوغالة شرقا.
بعدها القيام بعمليات تمشيط انطلاقا من شمال المنطقة إلى جنوبها، وفي نفس الوقت تكثيف الحصار وتطويق الثوار في شمال راس ثانوت، وأخيرا القيام بعملية تفتيش تام للمنطقة للقضاء على عصابة المتمردين (19)
بين الساعة 8 سا و30 إلى الساعة 10 تم إنزال المظليين بواسطة الحوامات من نوع « بنان» أما باقي الوحدات فقد تنقلت بالعربات والشاحنات أعلن عن اشتباكات مع العدو شمال شرق المنطقة، مما يعني تواجد الثوار هناك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025