تعتبر الحركة الأسيرة الفلسطينية من أهمّ مفاصل القضية الفلسطينية التي كان لها الدور المميّز والرئيسي في إحداث نقلة نوعية مهمّة في القضية الفلسطينية بشكل عام، حيث لها الأهمية والأولوية والاعتبار، لأنّها تعتبر رافعة وطنية إنسانية وسياسية على المستوى الفلسطيني، وهذا لما بذلته من تضحيات جسام على صعيد قضية التحرّر الوطني للوصول للحرية والاستقلال.
تتمتّع الحركة الأسيرة الفلسطينية بالعديد من المميّزات الوطنية والإنسانية، حيث تتكوّن في طيّاتها بالعديد من فصائل وأحزاب العمل الوطني الفلسطيني على مختلف توجّهاتها، وهذا ضمن وحدة وطنية ذات قواسم مشتركة يسودها التآخى والمحبة والروح الإنسانية بين كافة المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وكما تتميّز بوجود العديد من الأسرى ذات الجنسيات والأعراق والأديان المختلفة التي آمنت بعدالة القضية الفلسطينية، وفق رؤية واحدة موحّدة تذوب في رحاها كلّ المسمّيات وكافة التفاصيل، إيمانا من كافة المعتقلين والأسرى الفلسطينيين جميعا أنّ فلسطين أكبر من الجميع وأنّها الهدف الإنساني والسياسي الأسمى الذي لا بدّ من الحفاظ عليه على الدوام في ظلّ الانتماء لفلسطين وللحركة الوطنية الأسيرة.
ونحن نطلّ على الحركة الأسيرة الفلسطينية لا بدّ أن نسلّط الضوء على نضالات وتضحيات الأشقّاء المسيحيين الفلسطينيين والعرب في دعمهم للنضال الوطني الفلسطيني والوقوف بجانبه حتى الحرية والاستقلال، حيث الأشقّاء المسيحيين الفلسطينيين هم جزء أصيل ومتجذر في رحاب النضال والعطاء الوطني، ولما لهم من مواقف لا تعدّ ولا تحصى تعتبر فخرا واعتزازا لكلّ الفلسطينين على حدّ سواء.
اليوم ونحن نسلّط الضوء على الحركة الأسيرة الفلسطينية، لزاما علينا أن نسلّط الضوء على الأشقّاء من الأسرى والمعتلقين المسيحيين الذين يبلغ عددهم التسعة موزّعين في كافة سجون الاحتلال، فمنهم المحكوم إداريا دون تهمة موجّهة، ومنهم المحكوم والموقوف ضمن سياسة الاحتلال الصهيوني التعسّفية وغير القانونية، التي تخالف وتتعارض مع كافة الأعراف والقوانين الدولية والحقوقية.
اليوم الأشقّاء المسيحيون الفلسطينيون التسعة المعتقلون في سجون الاحتلال يشاركون إخوتهم المعتقلين كافة في الهمّ الإنساني للمعتقل وفي الانتماء الوطني المتجذر للقضية الفلسطينية، وهذا من خلال صمودهم داخل سجون الاحتلال.
إنّ الأشقّاء المسيحيين الفلسطينيين بشكل عام والأسرى المعتقلين منهم على وجه الخصوص يشكّلون أحد العناوين الرئيسية في النضال، وأحد روافد الحركة الوطنية على مدار سنوات الثورة المعاصرة منذ النشأة والتأسيس، فلهم الإرث الوطني الذي يعتزّ به كلّ حرّ ضمن روابط الأخوة والدم الفلسطينية الواحد، ضمن لوحة شرف إنسانية سياسية تكاملية أنّنا شعب واحد وذا مصير واحد وهدف مشترك عنوانه فلسطين قضيتنا وفلسطين وحدتنا، من أجل الوصول للحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة.
عاشت نضالات شعبنا وعلى رأسها نضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية التي ولدت من رحم القيد والمعاناة وأقبية التحقيق والاعتقال، لكي تعطي نموذجا إنسانيا عنوانه الأول التلاحم الوطني ذات الدم الواحد والمصير الواحد بين كافة أطياف الوطن المحتلّ. عاشت نضالات الأشقّاء المسيحيين الفلسطينيين والعرب، وعاش الأشقّاء المسيحيون المعتقلون في سجون الاحتلال رمز الصمود الإنساني والوطني، والحرية لأسرى الحرية.