الوضـــع فــــي قطـــاع غـــزّة يخـــرج عــــن السيطـــرة

عشرات الشّهداء بمجازر جديدة والاحتـــلال يوسّـع اجتياحـه البرّي

 

 أعلن جيش الاحتلال الصّهيوني أمس، توسيع عدوانه البرّي على شمال قطاع غزّة، لتبدأ قواته عمليتها العسكرية في منطقة الشجاعية، في وقت يستمر في استهداف المدنيّين بمختلف مناطق القطاع، حيث نفذ، الخميس، مجزرة مروّعة راح ضحيتها عشرات الفلسطينيّين، بعد استهداف مدرسة “دار الأرقم” التي تؤوي نازحين في حيّ التفاح بغزّة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة إنّ “هذه الأعداد مرشّحة للارتفاع”، حيث أنّ هناك “عدداً من الشهداء والجرحى لم يصلوا إلى ما تبقى من مستشفيات ومراكز طبية بمدينة غزّة، وسط صعوبة وصول المصابين إلى المستشفيات بسبب انهيار القطاع الصحي بالكامل”.
وفي جنوب القطاع، فرّ مئات الآلاف من سكان قطاع غزّة، في واحدة من أكبر موجات النزوح الجماعي منذ اندلاع حرب الإبادة مع تقدّم قوات الاحتلال وسط الأنقاض في مدينة رفح، التي أعلنتها ضمن نطاق “منطقة أمنية” مزعومة تعتزم السيطرة عليها. وبعد يوم من إعلان نيتها السيطرة على مساحات واسعة من القطاع، توغّلت القوات الصّهيونية في المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي، الذي كان بمثابة الملاذ الأخير للنازحين من مناطق أخرى خلال الحرب.
مجـــــــــــازر متتاليــــــــــة
 يوم آخر عاشه الفلسطينيّون أمس في ظل الإجرام الصّهيوني المتواصل منذ عام ونصف والذي يقابله صمت دولي مقيت، حيث استشهد رجل وزوجته بقصف من مسيّرة صهيونية على فلسطينيّين شمال شرقي مدينة رفح، ما رفع عدد الشهداء في غزّة صباح أمس فقط إلى 34.
وقد أورد مراسلون باستشهاد 10 فلسطينيّين في قصف صهيوني استهدف منزلا في منطقة حي المنارة جنوب شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة، كما أكّدوا ارتقاء 3 فلسطينيّين وإصابة آخرين في قصف لخيمة تؤوي نازحين في مناطق غربية من مواصي خان يونس. وكثّف الاحتلال غاراته الجوية الليلية على المناطق الشمالية من مدينة رفح جنوبي القطاع، إلى جانب قصفه المدفعي على الأطراف الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزّة.
وقد أوردت وزارة الصحة في غزّة، أمس، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيّين جراء الإبادة التي ترتكبها القوات الصهيونية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى “50 ألفا و609 شهداء و115 ألفا و63 إصابة”. بدوره، قال مدير المستشفى المعمداني في غزّة، إنّ الوضع كارثي وخرج عن السيطرة مع المجازر المتتالية، في ظل الحصار المفروض على القطاع. وناشد مدير المستشفى المعمداني المعنيّين الضغط لفتح المعابر لتخفيف الضغط على المنظومة الصحية، قائلا “لا يوجد في شمال قطاع غزّة سوى جهاز تصوير طبقي واحد بينما نحتاج عشرات”.
تدمير محطة لتحلية المياه
 وفي مدينة غزّة، أوردت المصادر بأنّ غارة صهيونية دمّرت محطة “غباين” لتحلية المياه في حي التفاح شرقي المدينة، ممّا أدى لاشتعال النيران فيها.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة إنّ أكثر من 90% من أهالي القطاع باتوا بلا مصدر للمياه النظيفة بعد تدمير الاحتلال أكثر من 700 بئر، وإخراج 75% من الآبار ومحطات التحلية عن الخدمة، وقد اضطر آلاف الفلسطينيّين، أمس الأول، للنزوح القسري من حيي الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزّة، عقب إنذارات الاحتلال بالإخلاء الفوري. وحملت العائلات ما تيسّر من أمتعتها وسارت نحو مناطق وسط وغرب المدينة بحثًا عن مأوى آمن، وسط نقص حادّ في وسائل النقل والوقود.
وقال شهود عيان بأنّ آليات الجيش توغّلت شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزّة، وسط تغطية نارية كثيفة. وأعلن الجيش أنه يوسّع عمليته البرّية شمال القطاع والعمل بمنطقة الشجاعية لـ “تعميق السيطرة في المنطقة وتوسيع منطقة التأمين الدفاعية”. وشنّ الجيش الصّهيوني سلسلة غارات على مناطق متفرّقة، شمال القطاع. كما توعّد، الأحد، رئيس وزراء الكيان الصّهيوني بتصعيد الإبادة الجماعية بقطاع غزّة وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيّين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025