أطفال غزّة على موائد اللّئام

كتب: جواد العقاد - غزة

بعضهم لا يظهر إلا حين تنفجر المصائب…يخرجون من عتماتهم ليلقوا علينا دروساً في حبّ الموت، وكأنهم حرّاس المقابر، لا الثورات..
لكن، ما بالكم بأطفال غزة؟
ما هذا العمى الأخلاقي في التعامل مع الطفولة؟
أي منطقٍ سقيمٍ هذا الذي يرى في موت الأطفال ضرورة، وفي حياتهم ترفاً؟
هؤلاء الذين تتحدّثون عنهم كأرقام، هم وجوه نعرفها، وملامح نحبّها،
هم الذين ماتوا برداً في خيام اللجوء، وجوعاً في طابور الخبز الشحيح، وأشلاءً تحت البيوت المقصوفة،
وإن لم يموتوا بعد، فهم على حافّة المجاعة، بلا تعليم، بلا مأوى، بلا طبابة، بلا غد.
نعم، الثورة تحتاج إلى دم وتضحيات، كما قدم شعبنا على مدار عقود من ثورته المجيدة التي قادتها منظمة التحرير.
لكن دم الأطفال ليس ثمناً لأيّ مجد!
ليس وقوداً لأيّ نشيد، ولا حقلاً لتجارب الشعارات.
كفّوا عن التنظير الرخيص…عن التلذّذ بالموت كأنّه نصر.
لا تستفزّوا مشاعر الناس المنهكة، لا تختبروا صبر الجوعى والمكلومين.
من أراد الموت، فليذهب إليه وحده…أما أطفالنا، فنريدهم أحياء.
نريدهم في المدارس، في الحدائق، على أبواب الفرح، لا في قوائم الشهداء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025
العدد 19828

العدد 19828

الإثنين 21 جويلية 2025