بعضهم لا يظهر إلا حين تنفجر المصائب…يخرجون من عتماتهم ليلقوا علينا دروساً في حبّ الموت، وكأنهم حرّاس المقابر، لا الثورات..
لكن، ما بالكم بأطفال غزة؟
ما هذا العمى الأخلاقي في التعامل مع الطفولة؟
أي منطقٍ سقيمٍ هذا الذي يرى في موت الأطفال ضرورة، وفي حياتهم ترفاً؟
هؤلاء الذين تتحدّثون عنهم كأرقام، هم وجوه نعرفها، وملامح نحبّها،
هم الذين ماتوا برداً في خيام اللجوء، وجوعاً في طابور الخبز الشحيح، وأشلاءً تحت البيوت المقصوفة،
وإن لم يموتوا بعد، فهم على حافّة المجاعة، بلا تعليم، بلا مأوى، بلا طبابة، بلا غد.
نعم، الثورة تحتاج إلى دم وتضحيات، كما قدم شعبنا على مدار عقود من ثورته المجيدة التي قادتها منظمة التحرير.
لكن دم الأطفال ليس ثمناً لأيّ مجد!
ليس وقوداً لأيّ نشيد، ولا حقلاً لتجارب الشعارات.
كفّوا عن التنظير الرخيص…عن التلذّذ بالموت كأنّه نصر.
لا تستفزّوا مشاعر الناس المنهكة، لا تختبروا صبر الجوعى والمكلومين.
من أراد الموت، فليذهب إليه وحده…أما أطفالنا، فنريدهم أحياء.
نريدهم في المدارس، في الحدائق، على أبواب الفرح، لا في قوائم الشهداء.