‎الإتحــاد الـعام لــلكـتــّاب والأدباء

77 ســنة وشعبنا يعيش النـّكبة علــى ثــابت الــثّـوابــت

أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا في الذكرى 77 على نكبة 1948، جاء فيه: ‎«تمر ذكرى النكبة على عصب زماننا الضاغط والوطن يعيش نكباء جديدة تعصر عين الواقع بملح خشن، ينفرد فيه الرمليون الغزاة على جراح شعبنا انفراد النار في الهشيم، والتفاف الظالمين على معصم القيد الغائر في جرحنا المرير، ونخوة مقتولة أمام صمودنا الأسطوري، وتخلي ذليل من أمة باعت ضميرها واشترت بأموالها عارها، وانحنت أمام سماسرة القتل، وتجار الموت.
‎تمر النكبة والمقتلة في غزة والضفة دائرة بحوافرها المجمرة على صدور العزل والأبرياء، تزداد دموية، ووحشية مع تعطيل للعدالة، وتراجع كبير عن نصرة الحق، ولأنها تذكرة لذكرى مؤلمة جعلت من فلسطين الحرة؛ محتلة، ومن شعبها الجامع في مدنه وقراه وحواريه، شتات المنافي، ومشردًا في المعمورة، ومطاردًا في الوطن، وسجينًا دائمًا خلف القضبان، ومحاكم الاحتلال تأبى إلا اغتيال أعمار أجيالنا بالقهر والحصار، والاعتداءات المستمرة،، ‎وتبقى الذكرى عطفًا على مسيرة النضال المتواصل رغم خذلان الدنيا لشعبنا، والصمود ثابتنا ولن تكون في إعادة تجربة الهجرة والتشرد إمكانية ممكنة، فإما حياة فوق ترابنا الوطني وإما فداء مقدس حتى زوال الاحتلال. ‎
وما للنكبة من خلاص إلا بوحدة جامعة لشعبنا، ورص الصفوف على قاعدة الانتماء والوفاء، وترك التجاذبات والولاءات المضنية للخارج عن الوطن، وتعبئة الأجيال حبُا وانتماءً خالص لفلسطين، ومهما تمادي العدوان اللاخلاقي، فبقاؤنا فوق ترابنا الوطني فرض واجب لا حياد فيه، وفي ذلك تفشيل لمخططات المستدمر نتنياهو وحكومته الوحشية التي فاقت بدمويتها أعتى عصابات القتل وقطاع الطرق، لأن الإبادة الجارية في قطاع غزة نشهد على فحش ما يرتكبه جيش الإجرام في زمن من الواجب الكوني فيه كرامة الإنسان بتقدم عالمي متسارع إلا دولة الكيان الصهيوني التي تتقصد التدمير والخراب والقتل والحصار والتجويع والقهر والإذلال، ولكن شعبنا الصابر والصامد لن يعطي الدنية بوطنه مهما كلف الثمن.
ومع مرور 77سنة على النكبة والعيش سنة ونصف في نكباء غير مسبوقة يؤكد فيها شعبنا أن لا تنازل عن فلسطين، ولا هجرة جديدة، رغم الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين والتدمير الواسع للمدن والأحياء في قطاع غزة والضفة، واستهداف المخيمات على وجه الخصوص، وتدمير مؤسسات “الأنروا” لتشديد الخناق على اللاجئين ودفع شعبنا للهجرة بعد أن جعلت من قطاع غزة مكانًا غير صالح للحياة، رغم كل هذا شعبنا باقٍ في الوطن ولن يتخلى عنه، لا في القدس ولا في الضفة ولا في غزة، والثابت الأوحد عند شعبنا كنس الاحتلال والعودة حق للديار.
وفي هذه الذكرى الأليمة، نطالب المجتمع الدولي بوقف العدوان الغاشم والوحشي على قطاع غزة مباشرة، وتأمين إعادة إعمار قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة والعودة الكاملة لكامل التراب، كما نطالب بوقف التطبيع مع العدو وملاحقة قادته في المحاكم الدولية، وتعويض شعبنا.
‎ونترحّم في ذكرى النكبة على شهداء فلسطين الذين ضربوا أروع أشكال النضال الوطني بصمودهم والشهادة. ‎ونؤكّد على ثباتنا بالبقاء ودعم الكتٍاب والأدباء بكل أشكال الدعم للكتابة وتوثيق سنوات الهجرة والشتات والصمود في مقتلة قطاع غزة، كما نطالب أصحاب الضمائر الحية من أدباء وكتاب وفنانين في العالم الوقوف مع القضية الفلسطينية، والانتصار المجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى والنصر لشعبنا العظيم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19779

العدد 19779

الخميس 22 ماي 2025
العدد 19778

العدد 19778

الأربعاء 21 ماي 2025
العدد 19777

العدد 19777

الثلاثاء 20 ماي 2025
العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025