على مرأى ومسمع العالم يُذبح الشعب الفلسطيني من الوريد إلى الوريد وللأسف يصمت العالم كله وكأن العالم متواطئ ومتعاطف مع الكيان الصهيوني الغاصب، أكثر من عشرين ألف طفل في عمر الزهور ودعناهم، ومنهم المئات مازالوا تحت الأنقاض و60 ألف شهيد استقبلتهم الأرض الفلسطينية المقدسة..
الطائرات الصهيونية (الأمريكية الصنع) بمختلف أنواعها لا تغادر السماء وتصب حقدها الدفين على الشعب الفلسطيني، وتشن عدواناً وحشيا بربرياً في محاولة يائسة لكسر صمود الشعب الفلسطيني البطل الذي أذهل العالم بصبره وصموده وتحمله التجويع والظلم والعدوان، فالكيان الصهيوني الغاصب يقود عملية إبادة جماعية حقيقية للشعب الفلسطيني وبتواطؤ من الدول الغربية والديكتاتوريات العربية في الشرق الأوسط بل إنها جريمة إبادة جماعية بالتواطؤ مع مجلس الأمن الدولي، العدوان الصهيوني متواصل حتى ساعة كتابة هذه السطور، بينما باتت الجهود الحثيثة الرامية لوقف إبادة الشعب الفلسطيني، دون نتيجة حتى الآن على ضوء غزارة الدم الفلسطيني النازف، ووحشية الحكومة الصهيونية الإرهابية النازية الفاشية، التي لم ترحم المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن.
وبالطبع، فإن عمليات الصمود والرد الفلسطيني تأتي في سياق الرد المنطقي على جرائم العدوان الهمجي، مع أن الإرهابيين يتعمدون قصف المناطق ذات الاكتظاظ السكاني المدني في قلب الأحياء...وهذا يعيد إلى الأذهان القصف الجوي الثلاثيني على بغداد، وبيروت، في هذا المناخ تموج ساحات جماهيرية عربية بالغضب والاحتجاج، منادية بموقف وتدخل ومناصرة وحتى بوقف للعدوان على فلسطين.
وفي هذا المناخ أيضاً، يستمر تأييد الغرب الإمبريالي للعدوان الصهيوني على فلسطين ويتنامى، مرسخاً توجهات وسياسات وشرور وفجور تبديه قيادات أميركية وعربية ارتأت الصمت !!! الصمت المريب للدول العربية والتي تتشدق بالأمن القومي العربي التزمت الصمت خلال احتلال الكيان الصهيوني لبيروت عام 1982 ولم تحرك ساكناً تجاه العدوان على غزّة ومحاولات تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى، وساهمت باستنزاف الجيشين السوري والعراقي وتدمير ليبيا، فهل كل ذلك يخدم الأمن القومي العربي أم يخدم أمن الكيان الصهيوني.
المأساة التي تصنعها حرب الإبادة الجارية في فلسطين، لا تكشف فقط عن وجه قبيح لعدوان وحشي تتلبسه رغبات هستيرية في القتل والتدمير، ولكنها تكشف أيضاً عن جانب لا يقل بشاعة هو وجود هذا الحشد الكبير من أصحاب الضمائر الميتة والنفوس الخربة. هؤلاء سواء كانوا سياسيين أم حقوقيين ونقابيين..
تلوك ألسنة المطبعين ودعاة حقوق الإنسان ليل نهار بكلمات لم نعد نعيها ولكنهم كالبلهاء يرددون كلمات فارغة، ومن ضمن شعاراتهم الفارغة، أن الصهيونية قد تخطت كل الخطوط الحمراء كلمات كالعلكة تتناقلها الألسنة بين مطاحن اليمين ومطاحن اليسار إلى أن ينبذها جوف الفم وبنفخة بين الشفتين تلقى العلكة على مداس الطرقات، ورغم هذا الواقع المزري ورغم مرارة الخذلان والصمت بقينا نناضل حتى آخر رمق، لقد أضحت قضيتنا الأولى عند الغرب والعرب مسرحية هزلية، هزلت حتى هزليتها، مسرحية تطرب لها الصهيونية، بينما، تسترزق منها الجوقات العربية المطبعة المتلونة بالسياسة والمتعطرة بالتطبيع والمدججة بالكذب، جوقات تتغنى بالتطبيع دون استحياء حتى تخطى العرب الخطوط الحمراء للتردد والانكفاء وتخطوا كل مدى، وأفرغ المدى من مداه..
ذات يوم، بكى الشاعر علي محمود طه، وعبد الوهاب رتل الحزن، وخبت وولت صرخة أخي جاوز الظالمون المدى..وأصبحت الأجيال العربية الحاضرة لا تفقه معناها فكيف بمداها!!!!! إن لصرخة المظلومة معنى وبعد المعنى مدى، صرخات مدوية طالت عنان السماء، وحزن ملأ القلوب، رجالاً ونساء شيوخاً وأطفالاً، هطلت الدموع، رحل الشهداء وبقيت ذكرياتهم الجميلة، تلامس مشاعرنا وأحاسيسنا، تقاطرت أعيُنَنا دماً بدل الدمع على رحيل الأكرم منا جميعاً، أبناؤنا في غزّة وجبل النار وجنين وأريحا والقدس) أجهشنا بكاء على أنفسنا، على حالنا المأساوي الذي وصلنا إليه، على مستوى الانحطاط الذي نعيشه واقعاً متجسداً في صمت بلداننا العربية والإسلامية !!!!!!! ورغم جحيم العدوان، سنظل ندفع الدماء دفاعاً عن شرف الأمة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ؟!!!! وذوي القربى، على هذا الحال متفرجين، صامتين، بلا أحرف تعبر عما في دواخلنا بما يحرق أفئدتنا، بلا كلمات، بلا روح، بلا جسد، بلا معنى لوجودنا.
حتى الشجب
والاستنكار رحل وبلا عودة
نحن نصرخ
سامحهم الله
فلا أحد يبالي
العصا الأمريكية غليظة
والحال يرثى له وكل عروبي كأنه يعيش في غرفة عازلةٍ للصوت لا يسمع إلا ما يشاء وما يريد
فلسطين تذبح من الوريد إلى الوريد
وبلداننا العربية والإسلامية متفرجين
صامتين
يا لعارهم
ويا لبشاعتهم
نعيش اللحظات الحرجة من التاريخ ولكننا شامخين
أعزاء
عظماء
أما هم، غير مدركين بأنه قد يكون الغد لهم، العالم المنافق يصمت وبلا ضمير، ولا يحق لنا بأن ننطق بحرف، لكي لا نعكر مزاجهم وهم مستمتعون ومتحمسون بالمشاهد، حكامنا لا أعلم أين هم؟! هل أدركهم السبات ؟!!!! أم هم في غفلة وعن نصرة شعبنا الفلسطيني معرضون؟! وإلى أي مستوى من الانحطاط وصلنا إليه بأن تقصف البيوت في غزّة نابلس وجنين من قبل العدوان الغاشم الصهيوني الإرهابي النازي وهم صامتون، والعالم أجمع يغط في صمته وكأن حدود الإنسانية وصلت إلى هنا ثم انتهت، أصبحوا شعوباً تحكمهم أشباه الرجال ويصفقون لهم، ذوي القربى لا يعلمون والله إن أمهات الشهداء يحملن نعوش أبنائهن والعالم كله رأى أم إبراهيم( المرأة النابلسية ) التي خرجت وهى تحمل نعش ابنها الشهيد، لم تخرج إلا لتوضح للعالم الكافر أن العالم يرتدي لباس العار، لباس النفاق، وأن فلسطين رُسمت بدماء الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والأرض والعرض على صدورنا، لتبقى لعنة ترافقهم إلى آخر الزمن، هم لا يتذكرون المعتصم عندما حرك جيوشاً كاملة عندما صرخت امرأة من نساء المسلمين؟! وكم سمعوا من صرخات وآهات، ولم يحركوا ساكناً مدعين بأننا نوفيهم حقهم بالدعاء! وتقاطر الحزن لآلام وفراق الشهداء الأطهار فردّد قلبي الحزين باحتراق، كيف للقلب أن ينساكم يا من في الفؤاد سكناكم. ما أصعب أن تعيش في ألم ووجع، وجع لا تحتمله الجبال، بكى الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، على استشهاد أبنائه لكن العرب أشقاؤنا، صمتوا..
حقاً
قالها الشاعر نزار قباني
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً وأطعموها سخيف القول والخطبا