في فجرٍ آخر من فصول الهمجية الصهيونية، وعلى أرض مخيم الفارعة، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اقتحامٍ دموي جديد، اختُتم بجريمة نكراء، راح ضحيتها الأسير الجريح فراس صبح (47 عامًا)، الذي أُعدم ميدانيًا بعد إصابته واعتقاله بطريقة وحشية، ليُعلَن عن استشهاده لاحقًا وسط صمت دولي مخزٍ وتواطؤ مريب.
الشهيد فراس صبح، ابن محافظة طوباس، لم يكن مجرد رقمٍ يُضاف إلى قائمة الشهداء، بل كان رجلًا حرًا، وأبًا لسبعة من الأبناء، يزرع فيهم كل يوم بذور الكرامة والعزة، قبل أن يرتقي شهيدًا، مجسدًا صورة الأب المناضل، والأسير الذي قاتل حتى وهو مكبل الجراح والقيود. جريمة إعدامه، وهو حي يُرزق ومصابٌ بيد الغدر، تمثل نموذجًا صارخًا على وحشية هذا الكيان الفاشي، الذي لا يتوّرع عن اغتيال الأسرى بعد اعتقالهم، متجاوزًا كل الأعراف الدولية والإنسانية، في تحدٍ سافرٍ لمنظومة العدالة وحقوق الإنسان.
إن استشهاد فراس، وهو شقيق المعتقل الإداري سمير صبح، ليس فقط خسارةً لعائلته الصامدة، بل طعنة جديدة في خاصرة فلسطين، ومؤشر خطير على سياسة إعدام الأسرى المصابين، والتي تتكرّر بصمت دولي مشين. هذا الشهيد البطل الذي ارتقى وهو يحمل أوجاع شعبه في قلبه، يسطر بدمه صفحة جديدة في سجل الخالدين، ويترك خلفه نداءً يُسمع في كل بيت فلسطيني: أن لا كرامة في ظل الاحتلال، وأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا. المجد والخلود للشهيد الأسير فراس صبح، والحرية العاجلة لشقيقه المعتقل الإداري سمير، والعار للمتواطئين الصامتين.