غربة حراقة

مبسوط محمد عبد المجيد

 
إنِّي هناكْ
حيث المسافاتِ الطويلةِ كلِّها ...
حيثُ المساءاتِ الجميلةِ تختفي ...
وحدي هنا...
لا أشتهي إلَّا رُؤَاكْ ...
الجرحُ ينزفُ باكيًا ..
والدمعُ يسقطُ من هنا ..
والقلبُ يسألُ دمعتَيهِ ومُهجتي ...
  هل لي؟! وهل لي أنْ أراكْ ؟!
لا عُمرَ لي .. لا روحَ لي ... لا حب لي إلَّاك
لأَسيرَ في الدُنيَا و أحْملَ لوعتي ...
وأسير في الدنيا وأنتظرَ الهلاكْ ....
إنّي برحلتي الطويلةِ مُبحِرٌ
لا بَحْرَ لِي ..
لا أرْضَ لي ...
لا مُلكَ لي ..
كل الذي أُورِثْتُهُ ... ذِكراكْ
كلُّ الحُروفِ تبعثرتْ
حتى التي أخفيتُها في خافقي مثل المَلاكْ
لا. لم أَعُدْ طفلاً لألعبَ ها هُنا ...
وتطوفَ ضِحْكاتُ الوجودِ
وحولَنا تلهو الفراشاتُ الجميلةُ في رُبَاكْ...
كَمْ ضِعتُ في زمنٍ أرافقُ وحدتي
حتي يُجمِّعُني ويُرجعني صداكْ
قد عُدْتُ أرسمُ في التشوُّقِ لوحتي
وأعودُ مبتسمًا أراكْ
أنا مُبْحرٌ والبحرُ مثلي مُنْكسِرْ ..
يَغْفُو على خَدِّي ليَحْمِلَني هُداكْ ..
ما عُدْتُ أدري حِيلَتِي ..
ما قِصَّتِي ...
والأمْنٍياتُ بِأَنْ أَمُوتَ على ثَرَاكْ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024