قصة قصيرة

الكتاب المدرسي

عبدالقادر رالة

الحمد لله، المعلمة تقول أن حسين تلميذ مجتهد ومتميزّ أخلاقيا ودراسيا وحتى المدير أوبعض المعلمين الذين لا يدرسونه يعترفون بتفوقه،  ويتمنون لوكان في أقسامهم تلميذ مثله.
 هذا ما  كانت تردده جدتي دائما بافتخار أمام والدي، فهي تحتفي بمعلمتي دائما، فالمدرسة لا تبعد بعيدا عن منزلنا، فكنت لا أخرج حتى يدق جرس المدرسة الثاني...
 شجعني ذلك المديح وقبول والدي له أن أطلب منه أن يشتري لي كتابا رأيته عند جارنا عبد القادر، فوعدني بذلك، وبالفعل اشترى لي خمس كتب؛ قصص جميلة مصورة، لكن لم يكن من بينها الكتاب الذي أريده ولا واحد منها يشبه كتاب جارنا عبد القادر.
 وسألني والدي عن أي كتاب أبحث بالضبط، فلبد أن أخبره بالعنوان، فربما يجده في مدينة تيارت فهي عامرة بالمكتبات الكبيرة... فبدون عنوان يعجز عن الوصول للكتاب... فقلت كتابا مثل كتاب عبد القادر بن جارنا سعيد، وهويدرس في السنة الخامسة وأنا في الثالثة! وكتابه يختلف عن كتابي، وفيه نصوص جميلة وشيقة، وتزينه صور جميلة متنوعة!
 فطلب مني والدي أن أستعيره منه حتى يتبيّن العنوان، وبعد تمنع طويل وغنج ووعد مني بقطعة بسكويت وافق عبد القادر أن يعيرني إياه لساعتين فقط فهو يحتاجه وقد يتعرض للعقوبة إذ هو نسّيه عندي...  
 انفجر والدي مقهقها، ولم تفهم جدتي شيئا ولا أمي لماذا يضحك بهذا الشكل؟ هذا كتاب مدرسي، انتظر سنتين وسيكون لك واحد مثله وبالمجان ... وسيكون لك من الوقت عام كامل لتقرأ نصوصه وتستمتع بها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025