قصة قصيرة

خط أحمر

وداد .بن دادة

  أنت حر انطلق، ارفع قلمك اُكتب وعبر، فأنت حر. لكن قف قبل أن تطلق العنان لقلمك ويكسر،احذر أن تكتب في مجال هو محرم عليك قانونا لا شرعا.
رفعت قلمي وسألته: ما هذا المجال الذي لا يسمح لي تجاوزه؟ كي أعطي لنفسي خطا أحمرا.  
- هل هو الدخول في نقاش حول الأديان، التحريم والإيجاز؟ لا أنا لم ولن أعط لنفسي ولا لقلمي الحق في ذلك. لأن لكل دينه، الكل مسؤول، والكل سيسأل أمام رب العباد .  
قال لي: لا، ليس هذا.
- ماذا إذن؟ تسرعت في سُؤله: قف، ربما هذه المرة فهمت قصدك. هل هوالكتابة في الحكم والسياسة؟
- أجابني إي نعم هوذا.  
قلت له: بلى. ذاك هومجالي، وهنا يأتي قلمي يبدأ يرثي فيه وطني، وبالتالي حالي، ووضع أبناء هذا الوطن، ولن ينسَ معه إخوانه العرب، فقد عُلِمنا في الصغر مقولة قالوا فيها «لكل زمان رجاله» و»لكل مقام مقال»، وأنا أجد نفسي لم أتخط مقامي، وجاء فيه هذا المقال، ومداد القلم سال في هذا المجال. كيف لي أن أوقفه؟
 هاأنتم تريدون تحريك مشاعري وتوجيه قلمي بأن يكتب فيما يلهيه ويلهيني، يدخلني في دوامة عشق الخيال، ويبعدني عن واقعي. لا لن أجبره على الكتابة في المدح والغزل، فقلبي يكفيه ما يعيشه من نكبات، لا مزيد للأحزان والعثرات، فقد ودّعنا الحب، وتركنا العشق والغزل لأهله، لزمانه ورجاله، له قيس وعنترة... وحتى هؤلاء رحلوا.
قف أنت هذه المرة. لم أطمعت قلمي، وقلت له أنت حر انطلق، فما يستنتج من گلامك يثبت عكس قولك هذا. أم هومجرد شعار من قائمة شعاراتكم التي تتغنون بها؟ لكن أعود وألوم نفسي بأني صدقت قولكم، بأنكم حررتم القلم، وأنا أدري أنكم تحسبون مدادي علة، في آليتكم أبقيتموه مسجون الأربعة جدران بكرامة أهون عليّ أن أراه يعيش بحرية منقوصة مشروطة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024