مجيءٌ ورحيل

عباس ثائر

تبدأ من الصفر، وتخلّص إلى الصفر..تسقط رأسًا صغيرًا، وأعضاءً باليّة، وصوتًا خفيضًا، ولونًا مائلًا للزرقة..تتلقفك الأيام والأيدي، يضحك بوجهكَ الوجود والوقت والجداران.
بدمعتين وصيحتين، توبخ من حولك؛ لست مقتنعًا: كيف يظلّ المرء مرحبًا بالصفعات،
أوأنك تأتي باسمًا فرحًا،لا تدري أن المجيء بعد الإنتظارات،فرح أظلّم. تظلّ سعيدًا..
فجأة، تدرك أن المرءَ يولدُ شخصًا آخر،غيرّه تمامًا، متى ما حلّقت إلى السماء أمه.
ثم تكبر، تتحجر أعضائك، بينما تتضاءل أعوامك، وتتزاحم في أيامك المواجع، وكل واحدة تجاهد لأخذ مساحة أكبر من العمر.  أعضاؤك تصير بالية، لونكَ يعود إلى الزرقة من جديد. ومثلما خرجت محفوفًا بالبسمات تعود تحفك الدموع أواللعنات. عندها تبدأ رحلة أخرى، لست تدريها..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025