قصــة

مهمــــة صلــــح

عبدالقادر رالة

 طرقتِ الباب ففتحت زوجة عمك فضيلة، وأخذتك الى الصالة، وهي متأكدة انك ما زرتهم إلا لأمر مهم  فأخبرتها أن عمك مصطفى أرسلك في مهمة صلح... ودخل عمك...
ــ صباح الخير... يا عمي .... أرسلني عمي مصطفى وكلفني بمهمة أن أقول لك بأنك أخوه الأكبر ... وبأنكما هرمين، وعيب أن تستمرا في خصامكما... فهو تجاوز السبعين وأنت تقترب من التسعين! وأخونا مروان توفى منذ ثلاث سنوات... توفي وهو مخاصم لك.. وأنا لا أريد أن ألقى الله ونحن متخاصمين... لقد انتهى الماضي ومضت تلك الأيام التي تشاحنا فيها وتباغضنا لأجل أسباب تافهة، بيت متهرئ ونسوة غبيات... ألا تعرف أي ألم سببناه لأمنا الله يحرمها ولازلنا.. أمي عانت كثيراً بسببنا... ولأنه يعلم كم كنت تُحب أخاك الأصغر، المرحوم والدي فقد أرسلني أنا ابنته...
صمت عمك قليلا ً ثم قال بهدوء :  ـ قولي له يا ابنتي بأن لا يطمع في ذلك أبدا ً.. أن أكبر الأخوة .. التوسل لن يجدي لو كنت مستمعاً لكنت استمعتُ لابني الشيخ.. يقول كان ذلك من الماضي ... لا أستطيع أن أنسى... لا أستطيع أن أنسى الألم الذي سببه لي، لزوجتي ولابني الوحيد... ولأمي رحمة الله عليها... لا أرغب في رؤيته وأكره أن التقيه ولا أسف أبدا إذ أنا متُ مخاصما ً له... أعرف أن والدك مات مستاء مني لكن الله يعلم أن والدك أفضل منه بكثير...
  لم تقولي شيئا... وقبل أن تخرجي همست في أذن فضيلة :  لم أكن راغبة في القدوم لأني أعرف عمي جيداً... لكن إلحاح عمي مصطفى، واعتقاده باني البنت الصغرى لآخوهما مروان سيجعل  قلب عمي يلين و ينصتُ إليّ وانجح في مهمة الصلح...
لم تقل زوجة عمك شيئا..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024