قصّة قصيرة

«الكتاب كهدية»

حسين علي غالب/ بريطانيا العظمى

عند قرب بداية العام الدراسي كانت المكتبة القريبة التي نشتري منها القرطاسية المدرسية تحتوي على منتجات قرطاسية كثيرة يطول ذكرها.
الحق يقال كانت القرطاسية الجميلة لم تكن تجذبني ولا تجذب الآخرين من أطفال في مثل عمري حينها ،بل تصرف صاحب المكتبة فلقد كان يعطي كل طفل يشتري منه حتى لو قلم رصاص واحد مجلة أو قصة أطفال كنوع من طرق التسويق الذكي للمكتبة وكهدية للطفل لكي تشعره بالسعادة .
من ذاك اليوم بدأت بحب القراءة وبعدها للكتابة، ويجب أن أكون صادقا وأن أقول كلمة الحق مرة أخرى لم يكن الكتاب المدرسي هو الذي صقل هوايتي فلقد كان الكتاب المدرسي مخصص للحفظ والتلقين فقط لا غير ، ولم يكن مهما أن فهمت المواد المدرسية أم لا، أو أن كانت سوف تفيدني هذه المواد في حياتي العملية في الحاضر أو المستقبل .
مع الأسف ثقافة إهداء الكتاب عندنا معدومة إلا في حالة معينة فقط وهي أننا نهدي المصحف الشريف ونقتنيه ونضعه بكثرة في كل مكان لما له من قدسية دينية وروحانية في كل المناسبات ولكل الأعمار وشرائح المجتمع ، فحتى الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة يحرص على اقتناء المصحف الشريف .
ثقافة إهداء الكتاب معدومة عندنا ، وأذكر في أحد معارض الكتاب الذي يقام في أحدى العواصم العربية طلبت من العديد من الأدباء والمثقفين أنا بنفسي نسخا من كتبهم حتى اقتنيها وإقراءها وإذ أجدهم مستغربين من طلبي الشخصي هذا ..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025