وطنية الضّباب

الشّاعر: حليم بولكعيبات

أَسْعَدُ ما انتَقَيتُ أُغسْطسًا دؤوبًا
وسنجابْ
يمتعضُ اللّحنُ مُقرفصًا باتجاهي
وأعنابْ
أيّامي واحِدة وأُخرى....
ما ارتطَم بعَيْنيّ استعْذَبْتُهُ
واكتَفيْت
أنتَ يا من أُظاهيك مَخذُولًا
حَذِّق بِكيانك
وانزعِ المَسَاحِيقَ
أَمهِلني أُثَبِّتُ على ظهرِ نَوْلكَ
طَرْفًا كَحِيلَا
أَخْتَلِس بهِ بَعض ذَاتي
يا ليْتَ ذَاتي من بَعْضِك
غَزِيرة اكْتِئَابَاتي لِوَهْلَة
سَاعةً أو سَاعتيْن
والعَصبُ مُمَزَّقٌ من طُولها
فَاترْ
بِدمْعَتيْن
^^^
وراءَنا القَطِيعُ لَا زمردي
مُمتَقِع
حَدَجْتُهُ مَلِيًّا وعَشَّشْتُ
فَأُشَفِّرُ الخِزْيَ يَرتبِكُ…يَنُوءُ
يَحشو البَحر
طفحا أصفر
بِجَيْبِه
ويَقولُ:
من أتَى بكَ إلى عُمقِي؟
طريحاً!
ما حلَّ بِعَدُوِّك هناك
حينما هلَلَتَ على الشَّاطئ العالْ
ممدًّا
أصدقاؤُكَ العَرَب تَفَهَّمْ كَبْوَتَهم
أبداً
فإنّه يقال: يُدخّر لَهم المَجْد
خاماً
^^^
أُمي لن تَمَلِي مِني
هنا أَسْتَكِين وأَعُود
أَعُود
أَتَغَوَّطُ كما فَعَلوا
...
أَبي
تَعال تَمدّد فأنتَ طِفلي
ضَيَاعِي
كافٍ لِقَاتلي
أن يَشربَ صَبَاحَهُ سَاقًا على ساقْ
لاذَ بالصَّمتِ أبي
والبَحر
امْتَهَنَنِي
طالما
...انْتَبَه القَمَرُ لي
إنّي باقٍ
على الجَزْرِ الآيِبِ
لكي أَحْرُس وَطنيّة الضَّباب
^^^
تَأَوّه النَّاي
من قَسَمَاتي
والدّمع
عَصّي
أَلحسُ التّراب
رَكَعت لَوحة زيتيّة
الخَطأ فيها
حين كانت رَخْوةً كَنَجم
نِمتُ في تَآكلٍ
أَتْمَمَتُ صَلاتي
دون نَهَم
والقَطِيع من حَولي
يَتَكرّر كَلَونِ
الأربعاء
الّذين مَاتُوا تَماماً
لَم يَذُوقُوا
يوماً
حَق البغاء؟!
^^^
يا عَجُوزِي...
أُثْبُت مَثْقُوبَ الجَبينِ
وازْرُق كما وَعَدتُك
غاضباً
أن تَموت كمَا وَعدْتني
ألو؟
أعرفتني؟
ليس عِنْدنا ميّت بهذا الفَقْدِ
أَقْصِدُ....
أُشِيرُ بالكِلْسِ إلى صُورَتي
وأركضُ خَلفي
يَركضُ القَطيعُ
كأَنّي مِنْهم
فَأَسْتَحِي
أَنْ أَكُونَ أنا من رأى الرّضِيع
أخيراً اعْتَرفَ المَقْتول
بأنّه ما استَطاعَ المَوت
بل اقْتَادُوهُ إلى الخُلود
طليقاً
مَكْبولْ
^^^
يا مُتَلَفِتًا رآني عَاجِزَ اللَّفظِ
هلاَّ ساعَدتَني
على الكَلام
صَهَلَ الحَمَامْ
واسْتُبِيحَ عُذْري
فاخْتَلَيْتُ لِمَوْتِي
زهيداً
ورُحْتُ أَعُدُ شَبَقَ الرّخَام
أخفضْتُ رأسي مُوافقاً
وتُهت في سَلام
^^^
يا أمّي؛
قَبَّلْتُ يدي عَنْكِ
ويا عَدُوِي لو اسْتَطَعتَ
الْحَق بي إلى هُنا
إلى الرُّكام
كما يفْعلُ دائما
صَدِيقي العربُّي
وأجهز عليَّ فِي المَنام

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025