قام وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، بزيارة تفقدية لورشات النحت الفني بفضاء المركب السياحي بزرالدة، حيث تتواصل فعاليات الطبعة الأولى من “سمبوزيوم الجزائر الدولي للنحت”، المنظم تحت شعار “الذاكرة” بمشاركة فنانين من 18 دولة.
خلال الزيارة، طاف الوزير بين الورشات، وتفاعل مع الفنانين الجزائريين والأجانب حول مغزى ورسالة كل منحوتة، التي جميعها تحوم حول الذاكرة وثمن الحرية التي دفعها شهداء الثورة الجزائرية المظفرة. حيث نوّه جميع الفنانين بجودة نوعية الرخام الجزائري وحسن تنظيم هذا السمبوزيوم وجمال مدينة الجزائر وكرم أهلها.
كما التقى بطلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، مثمنا انخراطهم في هذه التجربة الدولية واستفادتهم منها.
وتأتي هذه التظاهرة الفنية التي انطلقت فعالياتها نهاية أفريل الماضي وتتواصل إلى غاية 08 ماي الجاري، في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والفنون الرامية إلى ترسيخ الثقافة الوطنية وتعزيز حضور الجزائر على الساحة الفنية الدولية، وبرعاية من وزير الثقافة والفنون زُهير بللو، وبدعم من مجمع “سونارم” وتنظيم جمعية “تيفاستيس للثقافة والهوية”، حيث تعرف مشاركة كوكبة من الفنانين والنحاتين من الجزائر ومن ثماني عشرة دولة، وبمشاركة طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، بما يُتيح لهم فرصة للتكوين الميداني وللاحتكاك بالمدارس الفنية العالمية.
يسعى المشاركون من خلال أعمالهم النحتية إلى استحضار بطولات شهداء الثورة التحريرية الجزائرية، وترجمة معاني الكفاح الوطني إلى منحوتات خالدة، تُشكّل جسورًا بين الماضي والحاضر. وتُقام هذه الطبعة من السمبوزيوم تحت شعار “الذاكرة”، حيث خُصّصت فعالياتها لاستحضار تضحيات أبطال الثورة الجزائرية وتسليط الضوء على القضايا التحررية العادلة عبر العالم، في فضاء مفتوح للحوار الثقافي والتبادل الإبداعي بين فنانين من مشارب وتقاليد فنية متعددة.
ويُشارك في هذه الدورة فنانون ونحاتون من الجزائر، فلسطين، المملكة الأردنية الهاشمية، السعودية، العراق، مصر، تونس، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، إيران، الصين الشعبية..ودول أخرى في تجسيد ملموس للديناميكية الثقافية التي تعيشها الجزائر حاليًا وطنيًا وعالميًا.
ويُمثّل سمبوزيوم الجزائر الدولي الأول للنحت منصّة فنية وثقافية حيوية، تتيح فضاءً للتواصل الإبداعي والحوار الفني العابر للحدود، وتعكس في الوقت ذاته التزام الجزائر بتعزيز رسالتها التحررية والإنسانية من خلال لغة الفن، وترسيخ مكانتها كفاعل ثقافي مؤثّر في المشهد الفني العالمي.